ماذا لو لم تأتِ «عاصفة الحزم»؟

  • 5/5/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

a_shmeri@في مقابلة «وضع النقاط على الحروف» التي أجراها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع داود الشريان أخيراً، لم يغفل الجانب السياسي، وجاء الأمير بأسلوب وضع الفرضيات لتدعيم أجوبته، وكانت الفرضية المهمة في الملف اليمني «ماذا لو لم تتحرك السعودية لتلبية نداء الشرعية اليمنية؟».الرجل المهم في السعودية بدا متمكناً من أدوات الإجابة ومقنعاً في الوقت ذاته، إذ طرح ثلاثة أسباب دفعت بلاده للتحرك، فالميليشيات الحوثية المصنفة إرهابية في الرياض، انقلبت على السلطة الشرعية اليمنية، وشكلت خطراً على الملاحة الدولية وعلى كل جيران اليمن، كما أن النشاط الإرهابي لجماعات القاعدة وتفرعاتها بدأت تنشط حينها في جنوب اليمن.ويأتي السيناريو الأسوأ في حال اتخذت الرياض موقفاً سلبياً تجاه التطورات في اليمن، إذ سيصبح الخطر داخل الأراضي السعودية ودول المنطقة، وسيكون الوضع أكثر تعقيداً في الحديقة الخلفية للبلاد، وستهدد المعابر الدولية (خصوصاً مضيق باب المندب) كون من يحكم العملية ميليشيا إرهابية مسنودة من إيران.ويجمع مسؤولون في الحكومة الشرعية على أن عاصفة الحزم نجحت في إفشال مخططات «الملالي» التي كانت تستهدف دول المنطقة لتصدير ثوراتهم الإرهابية. ويرى وزير الأوقاف والإرشاد اليمني القاضي أحمد عطيّة في حديثه إلى «عكاظ» أن ثمة قناعة تامة عند اليمنيين أن بلادهم كانت في طريق الارتماء في أحضان الملالي في طهران والخروج من المحيط العربي، «لم تبق إلا ساعات على ذلك ولو لم تأت عاصفة الحزم لإنقاذنا لكانت الكارثة قد حلت».ويصف القاضي اليمني عاصفة الحزم واستجابة الملك سلمان لنداءات الحكومة الشرعية بـ«اللحظات الحاسمة»، مشيراً إلى أنها فاصل بين «هذين الاتجاهين، ويظل ما قامت به المملكة ديناً في رقاب الأجيال اليمنية على اعتبار اليمن النسق الأول للمملكة، إذ إن مخطط التوسع الإيراني يسعى للوصول إلى الحرمين الشريفين وضرب خاصرة العرب هو ضرب لكل عربي في كل مكان».ويؤكد وزير الدولة في الحكومة اليمينة صلاح الصيادي لـ«عكاظ» أن المخططات الإرهابية لميليشيا الحوثي تستهدف السعودية ودول الخليج «وليس اليمن فحسب»، معتبراً أن ما تقوم به قوات التحالف له انعكاسات إيجابية على مستقبل اليمن ودول المنطقة.وشدد على أن الموقف السعودي المساند لليمن جاء قاطعاً لامتداد الخطر على المملكة ودول الجوار، مضيفاً «كانت الخطة أن يوظف الإيرانيون ميليشيات الحوثي وصالح لتنفيذ أجندتهم في اليمن ودول المنطقة، كون بلادنا تمثل عمقاً إستراتيجياً لدول المنطقة».وأشار الصيادي إلى أن حوار ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخير أكد المعرفة المسبقة للخطر الإيراني القادم من اليمن على المنطقة والمنافذ التجارية. ويرى وكيل وزارة الإعلام الدكتور نجيب غلاب في حديثه إلى «عكاظ» أن خطط الملالي الخمينية تعمل على جعل اليمن أهم المرتكزات لاستهداف المملكة، «وعملت على بناء التنظيم الميليشياوي للحوثي الذي تمكن بدوره بمساعدة وكلاء إيران كحزب الله من بناء أذرع متعددة إعلامية وعسكرية وسياسية ومدنية وتحالفات داخلية، ولم يكن الانقلاب إلا إعلان اليمن كجغرافيا عربية لتصدير الثورة الكهنوتية الخمينية». وأضاف «كان تدخل المملكة ضروريا أولاً لحماية الدولة اليمنية من السقوط بأيدي النفوذ الإيراني وتحويلها إلى منطقة لتصدير الفوضى الخمينية، وثانياً لحماية البيت الحرام والمدينة المنورة وحماية الدولة السعودية، فكانت عاصفة الحزم للحفاظ على اليمن ومواجهة تهديد مباشر وخطير للأمن الوطني السعودي».

مشاركة :