فتحت القوات العراقية جبهة جديدة شمال غرب مدينة الموصل التي تخوض معارك ضارية منذ ستة أشهر لاستعادتها من تنظيم داعش. ويضيق الهجوم الجديد الحصار على المتطرفين في وسط المدينة القديمة حيث يتحصن المتطرفون ويستخدمون عددا كبيرا من المدنيين دروعا بشرية. وجاء في بيان لقيادة العمليات المشتركة "شرعت قطع الجيش المتمثلة من الفرقة التاسعة المدرعة واللواء الثالث والسبعون من الفرقة 15 وقوات الشرطة الاتحادية المتمثلة بقوات الرد السريع باقتحام شمال الساحل الايمن لمناطق مشيرفة والكنيسة والهرمات". ويأتي فتح الجبهة الجديدة بعد ان تباطأت العمليات من المحور الجنوبي لدى بلوغها المدينة القديمة التي تضم شوارع ضيقة جدا ومباني متلاصقة لا يمكن للأليات العسكرية المرور عبرها. واضاف بيان القيادة "الآن ابناؤكم يخوضون المعارك في دك تحصينات العدو وتدمير قدراته، وهم مستبشرون فرحون: إما النصر أو الشهادة، من أجل تحرير ما تبقى من مدينة الموصل من براثن الارهابيين الدواعش". وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان "تتقدم قطع الرد السريع والفرقة الآلية من الشرطة الاتحادية من المحور الشمال الغربي في منطقة احليلة باتجاه الهرمات وتحرر قرية حسونة ومعمل غاز نينوى". وكشف وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف الاثنين ان اعداد النازحين بلغت 600 ألف منذ انطلاق عمليات "تحرير نينوى" عاد 133 الفا منهم الى مناطقهم بعد انسحاب المتطرفين منها. وقال الوزير في بيان "ان العدد المتبقي من النازحين في المخيمات منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى وصل الى 467 ألف نازح، بينهم 425 الفا نزحوا منذ بدء عمليات تحرير الجانب الغربي من الموصل"، مشيرا الى ان 42 ألف نازح فقط لم يعودوا الى منازلهم في الشطر الشرقي. ويعد الجانب الغربي أصغر مساحة من الجانب الشرقي من الموصل لكنه أكثر اكتظاظا. ومن شأن استعادة الاحياء الشمالية تضييق الخناق بشكل كبير على المتطرفين في المنطقة القديمة، وستجعل، إذا تحققت، المنطقة بحكم الساقطة عسكريا. ومع تزايد الضغوط عليهم، يحاول المتطرفون تحويل الانظار عن الموصل وشن هجمات متكررة على القوات العراقية المرابطة في محافظة الانبار. ففي غضون اسبوع، شن التنظيم الذي لا يزال يسيطر على أقلّ من سبعة في المئة من مساحة العراق، ثلاثة هجمات على قوات الجيش وحرس الحدود اسفرت عن مقتل 26 شخصا على الاقل قرب الرطبة التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش وتمت استعادتها في مطلع العام 2016. وتمكنت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي من استعادة مدن ومناطق واسعة من قبضة الإرهابيين الذين ما زالوا يتواجدون في مناطق متفرقة في الانبار.
مشاركة :