فرحة العطاء أجمل وأعظم من فرحة الكسب أطفال اللاجئين السوريين يخرجون للبحث عن عمل بدلاً من الذهاب للمدرسة تأثرت من قيام أطفال سوريين بإخفاء مأكولات في جيوبهم لإطعام ذويهم بالمخيمات بتر أطراف المصابين في الحروب.. مشهد لن أنساه اكتشفت أن العين التي ترى غير الأذن التي تسمع "شاركوني فرحتكم" تجربة اجتماعية لأطفال قطر لاقت نجاحا ملموسا الإعلام مقصر في تسليط الضوء على مبادرات شبابية هادفة مسن سوداني ذبح خروفه الوحيد إكراما لنا في رمضان الإعلامي عمر أحمد الجميلي مذيع بتلفزيون قطر، احد مؤسسي شبكة مرسال، وعضو مجلس إدارة مبادرة "طموح" لإدارة العمل التطوعي، شارك في الكثير من الاعمال التطوعية داخل وخارج قطر، تحدث لسفراء الخير عن رحلاته الإغاثية والتطوعية في السودان والنيجر واللاجئين السوريين بالأردن. "الشرق" التقته ورصدت مسيرته فى العمل التطوعي وطموحاته وتفاصيل جولاته الميدانية من خلال الحوار التالي.. كيف كانت بدايتك في العمل التطوعي؟ - بدأت مسيرة العمل التطوعي بالتزامن مع دورة الألعاب الآسيوية التي استضافتها الدوحة عام 2006، فكنت احد المتطوعين، وكانت بداية مرحلة عشقى للعمل التطوعي والشغف به، فكنت اسارع للتطوع مع اى جهة بالدولة، تطرح فرصة لحبى الشديد لذلك العمل الذى افادنى فى صقل مهاراتى وتبادل الخبرات. مبادرة "طموح" و"سند قطر" ما هى المشاركات التى تركت أثرا فى شخصيتك؟ - شاركت في مبادرة "طموح" و"سند قطر"، وقمنا بمبادرة في احدى الفعاليات لجمع تبرعات في إطار مسابقة ضخمة، بين فرق مختلفة، لصالح إخواننا السوريين، وكان ذلك في بداية الأزمة السورية، واكتشفت أن العين التي ترى غير الأذن التي تسمع، وعندما يكون الكلام من القلب، فهو يصل للناس، الذين بدورهم يشاركون من خلال تبرعاتهم ومساهماتهم، فكانت اول رحلة خيرية إلى الأردن لمدة أسبوع مع مؤسسة "انساني"، التي لديها افكار مختلفة في تنفيذ العمل الإغاثي. اللاجئين السوريين التأهيل النفسي للأطفال السوريين ماهو العمل الموكل اليك فى اول رحلة انسانية للخارج؟ الهدف من الرحلة هو التأهيل النفسي للأطفال السوريين، خاصة وان نفسيتهم مدمرة ومحطمة، وتحديدا الأطفال الذين فقدوا اهلهم وذويهم، فعند الحديث معهم كانوا يقولون بكل فخر "أبي شهيد "، لذلك قمنا بتأجير مبنى وتم تخصيصه ليكون مدرسة للمرحلة الابتدائية، وأحضرنا طلاب المخيمات، وعملنا برنامجا تعليميا تثقيفيا شاملا، بالإضافة إلى الترفيه وتوزيع الهدايا والحلوى وبعض الأطعمة والسندوتشات الخفيفة على الأولاد. الأطفال هل تختزن مواقف معينة من رحلتك الخارجية الاولى؟ الموقف الذي لامس قلبي وأثر في، لاحظنا ان جميع الأطفال كانوا يأكلون نصف الحلوى فقط، ويحتفظون معهم بالنصف الباقي، وعندما سألناهم اخبرونا بانهم يحتفظون بجزء لإخوانهم الموجودين بالمخيم، وقمنا بزيارات للمستشفيات التى تقدم مساعدات مالية لأسر المصابين، خاصة وان معظم المرضى اغلبهم حالات بتر ايدٍ او أرجل، ولا يعرفون شيئا عن اهلهم الذين هربوا معهم، وهل هم على قيد الحياة ام فارقوها، لذلك كنا نرى في أعينهم احساسا بالألم، وهو ألم داخلي ومرارة داخل نفوسهم وتنعكس على محياهم، وقد زرنا عمارات سكنية تم تأجيرها وتخصيصها فقط، للأطفال اليتامى وبعض النساء، وقاموا بتوزيع بعض المؤن الغذائية عليهم ،وكان الأطفال عمر 9 سنوات يخرجون للعمل او البحث عن عمل، بدلا من الذهاب للمدرسة. السودان محطة ثانية من رحلاتك الخارجية بخلاف مخيمات اللاجئين السوريين؟ - ذهبت إلى السودان 3 سفرات خيرية، فكانت اول رحلة من المجهودات الفردية، وكانت الفكرة عبارة عن تصوير تجربة اجتماعية ونقلها لأطفال قطر، فضلا عن توزيع بعض المواد الإغاثية.. وكان توقيت السفر في شهر رمضان الماضي، وقبل عيد الفطر المبارك، كنا نطرح أسئلة على أطفال السودان عن فرحة العيد، وكيف يقضون يومهم، فكانت معظم الإجابات ان العيد يوم عادي، واجمعوا على انهم لا يشترون ملابس جديدة خصيصا للعيد، بل يرتدون نفس ملابسهم بعد تنظيفها وكيها، رغم ان تلك الملابس قديمة، ثم رجعنا للدوحة، وطلبنا مجموعة اطفال عشوائية، وقمنا بالتصوير معهم، وطرحنا عليهم نفس الأسئلة، فكانت الاجابات مختلفة، وجميعها عن الملابس الجديدة، والعيدية والفرحة، ثم عرضنا على اطفال قطر الفيديو الذي تم تصويره في السودان، وعندما رأى الأطفال الفيديو بكوا بشدة، ومن هنا جاءت فكرة مبادرة "شاركوني فرحتكم"، لتعزيز ثقافة التبرع داخل الطفل، ومشاركة اخوانهم بالسودان تلك الفرحة، وقام الكثير من الأطفال بالتبرع بنصف ما تم تجميعه من عيدية، وحقق الفيديو انتشارا واسعا، ثم توالى عرضه في بعض مراكز تحفيظ القرآن، وبعض المراكز الشبابية، وكان الهدف تحفيز الأطفال على الاستعداد لجمع التبرعات قبل عيد الأضحى. مواقف مؤثرة - ماهى اكثر المواقف المؤثرة التى مرت بك خلال تجوالك سفيرا للخير؟ -كثر المواقف التي أثرت فى فريق العمل التطوعى حينما كنا فى السودان، عندما ذهبنا لأحد كبار السن، وكان يعيش بمفرده في بيت بسيط جدرانه من الطين وسقفه من الحطب، وحالته المادية صعبة جدا، وكان يملك خروفا من شدة جوعه كان عبارة عن هيكل عظمي، وكنا في شهر رمضان، ومن شدة فرحته بنا أصر على ذبح ذلك الخروف ليعد لنا طعام الافطار، ورغم قسوة ظروفه فإنه اصر على إكرام الضيف وإفطار الصائم. الأعمال التطوعية ماذا عن الزيارات الاخرى للسودان؟ - الزيارة الثانية للسودان، كانت للقيام ببعض الأعمال التطوعية البسيطة مثل القيام بدهان وصبغ المدارس، فضلا عن مساهمتنا في ترميم ثلاثة بيوت كانت مبنية من الطين والسقف من الخشب، ولاحظنا عدم وجود كهرباء في بعض القرى رغم شدة الحر هناك، أيضا قمنا بزيارة ثلاث أسر متعففة، وزرنا مستشفيات وكان اغلب المرضى مصابين بالمياه البيضاء التى تصيب العيون نظرا لاستخدام احد انواع الحطب في إشعال نار التدفئة او للطبخ. عوايدنا نبادر من ضمن رحلاتك زرت النيجر، ماهو انطباعك عن هذا البلد؟ - سافرت ضمن فريق مبادرة "عوايدنا نبادر" احد برامج قطر الخيرية، وكانت عبارة عن منافسة بين الفرق المشاركة، للقيام بالتخطيط وجمع التبرعات لتنفيذ مشاريع مثل بناء مسجد او مدرسة او مستشفى، وكان هناك تعاون كبير ين الفرق، وركزنا على المشاريع الزراعية هناك، فالأرض صالحة للزراعة ولكن كان ينقصهم التثقيف والتعليم وبعض الآلات التي تساعدهم، بالإضافة إلى شراء بعض الحيوانات مثل الأبقار والماعز. أهل قطر سباقون للخير ماذا افادك العمل التطوعي على الصعيد الشخصي؟ - الخير موجود في أهل قطر، فهم سباقون لفعل الخير سواء بالمساهمة او التبرع او الدعم، وقد اكتشفت ذاتي في العمل التطوعي، من خلال المشاركة والممارسة والسفر والتخطيط وتنفيذ المهام المطلوبة مني، الامر الذي ساعدني على تنظيم الوقت بشكل جيد واستغلاله في كل ما هو نافع ومفيد، فالشخص لابد ان يقتفى اثر قدوة في العمل التطوعي، ووالدتي كانت قدوتي ولها باع طويل فى ذلك، فمنذ نعومة اظفارى كنت اراها تقوم ببعض الأعمال، وارى انه يجب تثقيف الأطفال منذ الصغر، وزرع حب المشاركة والتعاون وغرس فكرة العطاء، فيكبر الطفل على ذلك، ويدرك ان فرحة العطاء أجمل واعظم من فرحة الكسب، ويشعر بقيمته، خاصة أن وسائل الرفاهية عندنا جعلت الاطفال يتذمرون، فلا بد ان تقوم وسائل الإعلام بتسليط الضوء على الكثير من المبادرات الشبابية التي لم تأخذ حقها في الاعلام، خاصة وأن بعضها مفيد ونافع وله أهداف.
مشاركة :