المناظرة الرئاسية تعطي زخما أكبر لحملة ماكرون في فرنساتشير استطلاعات الرأي إلى إحراز المرشح الرئاسي الفرنسي إيمانويل ماكرون تقدما كبيرا أمام منافسته زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، خاصة بعد مناظرة الأربعاء الحادة والتي كالت فيها لوبان سيلا من الاتهامات لمنافسها على أمل الحد من حظوظه.العرب [نُشر في 2017/05/05، العدد: 10623، ص(5)]المنعطف الأخير باريس - اتهم مرشح الانتخابات الرئاسية الفرنسية إيمانويل ماكرون منافسته زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، الخميس، بنشر الأكاذيب بعد أن لمحت إلى أن لديه حسابا سريا في الخارج. وقال حزب ماكرون إنه يتخذ إجراءات قانونية بعد أن أشاعت حملة على الإنترنت قبل فترة وجيزة من مناظرتهما التلفزيونية مساء الأربعاء أن ماكرون أخفى أموالا في ملاذ ضريبي في الخارج. وبالفعل فقد ذكر مصدر قضائي أن مكتب المدعي العام الفرنسي فتح تحقيقا بناء على شكوى من حملة المرشح الرئاسي ماكرون للاشتباه بنشر أخبار كاذبة بهدف التأثير على التصويت في الانتخابات. وسعت لوبان التي تقوم حملتها الانتخابية على مناهضة الاتحاد الأوروبي والعولمة لأن تصور منافسها المصرفي ووزير المالية السابق على أنه من النخبة المسؤولة عن مشكلات تئن تحتها فرنسا، مثل وصول معدل البطالة إلى نحو 10 بالمئة وتراجع النمو وموجة الاعتداءات الجهادية. ووفقا لاستطلاع للرأي أجراه مجلس الدراسات والتخطيط الاستراتيجي لصالح تلفزيون (بي.أف.أم) قال 63 بالمئة ممن شاهدوا مناظرة الأربعاء إن ماكرون كان أكثر إقناعا من لوبان، وهو ما يشير إلى أنه المرشح الأوفر حظا للفوز بالانتخابات. كما أظهر استطلاع أجرته مؤسسة “إيفوب-فيدوسيال” أن ماكرون يتقدم على لوبان بفارق 20 نقطة مئوية، وهو ما يتماشى مع نتائج الاستطلاعات الأخيرة. وتتوقف الحملة الانتخابية رسميا عند منتصف ليل الجمعة على أن يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع الأحد للإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات. وفي ختام المناظرة الساخنة الأربعاء، والتي شاهدها 15 مليون شخص، لمحت لوبان إلى أن منافسها ربما لديه حساب في الخارج. وقال ماكرون لراديو فرنسا الدولي الخميس “لم يكن لي أبدا حساب في أي ملاذ ضريبي”. وأضاف “لوبان وراء هذا. لديها جيش (في حالة) تعبئة على الإنترنت”. وقال إن حلفاءها ينشرون “معلومات خاطئة”. وقالت لوبان لتلفزيون “بي.أف.أم” الخميس إنها لا تملك دليلا على أن ماكرون لديه حساب في الخارج، لكنها لا تريد أن ينكشف أمر وجود ذلك بعد بعد فوات الأوان.من الصعب أن نصف حفلة الملاكمة مساء الأربعاء بأنها مناظرة وقال سيلفان فورت المتحدث باسم ماكرون في بيان “ماكرون هدف محاولة دبرت بعناية لهز الثقة به قبل 48 ساعة من انتهاء الحملة”. وأضاف “تجدر الإشارة إلى أن هذه العملية أثارتها لوبان بطريقة لافتة خلال المناظرة… سنتخذ بالقطع كل الإجراءات القانونية اللازمة وقد بدأت بالفعل”. واتسمت مناظرة الأربعاء بحدة غير مسبوقة، ومثلت الفرصة الأخيرة لإقناع الكثير من المترددين، حيث اتهمت لوبان ماكرون بأنه يؤيد “العولمة المتوحشة”، أما ماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي فاتهمها بـ”الكراهية” و”التزوير” و”الأكاذيب”. وكتبت صحيفة “لوفيغارو” المحافظة “من الصعب أن نصف حفلة الملاكمة مساء الخميس بأنها مناظرة”، أما “لوموند” فأعربت عن أسفها “للنقاش الحاد والعنيف من كلا الطرفين”. وأبدت صحيفة “لو باريزيان” أسفها “لأن الخواء مازال مهيمنا على خلفية برنامجي” المرشحين. ورأت لوبان الخميس أن الحرب الكلامية “أدت إلى اضطراب الأعراف”. وقالت “كان من الأهمية بمكان إيقاظ الفرنسيين” و”تمزيق الستار” للتأكيد أن ماكرون ليس “رجلا جديدا”، لكنه “يخرج من حكومة فرنسوا هولاند”. واعتبرت لوبان“إنها المرة الأولى التي تجرى فيها فعلا مناظرة بين شخصين يعبران عن وجهة نظر متناقضة إلى حد كبير حول المشروع الذي يتعين تطبيقه”. وردا على جميع الذين نصحوه بعدم إجراء مناظرة مع اليمين المتطرف، على غرار ما قرر المرشح اليميني جاك شيراك بمواجهة والد لوبان في 2002، قال ماكرون إن من الضروري “إجراء مناظرة” مع حزب الجبهة الوطنية، “حتى لو لطخنا أنفسنا قليلا”. وأضاف ماكرون، هذا المبتدئ بالسياسة الذي يقوم بحملته الانتخابية مع حركة “إلى الأمام” التي ليست من “اليمين او اليسار” وكان أطلقها قبل حوالي العام “لا نتمكن من قتل كل الأكاذيب، لكن البعض منها”. وأكد لإذاعة “فرانس انتر” أن “الفارق الحقيقي مع 2002 هو أن الجبهة الجمهورية غير موجودة”. وأضاف “لا يتوافر نوع من الإدراك الجماعي، السياسي، الإعلامي، للقول لن يمروا، بسبب انتشار لا يمكن إنكاره للجبهة الوطنية”. وفي المعسكر اليساري، أشاد كثيرون، على غرار رئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس، بأدائه حيال “الشتائم والعنف والأكاذيب”، وبدعوته “الذين مازالوا مترددين، ” إلى تحمل “مسؤولياتهم”. وهذا الانتقاد موجه إلى ناشطي اليسار المعادي لليبرالية الذي يقوده جان لوك ميلانشون، وترفض أكثرية منهم الاختيار بين “الطاعون والكوليرا”. وترديدا لصدى هذه التحفظات، اعتبر المتحدث باسم “المتمردون” الذين يتزعمهم أليكسيس كوربيير، الخميس أن المناظرة التلفزيونية “لم تؤد إلى تحريك الخطوط”. من جهة أخرى، رشق متظاهرون غاضبون الخميس لوبان بالبيض لدى وصولها إلى شركة ملاحة في بلدة دول دي بريتاني (غرب)، هاتفين “فليخرج الفاشيون”. وفي المقابل، تستمر مظاهر الدعم لماكرون. فالمرجعيات الثلاث الرئيسية لليهود والبروتستانت والمسلمين في فرنسا، دعت الخميس إلى “التصويت الجمهوري ماكرون، من اجل أن تفوز عبر صناديق الاقتراع، فرنسا السخية، المتسامحة والمنفتحة على العالم”، كما قالت هذه المرجعيات في بيان مشترك.
مشاركة :