رحبت الأمم المتحدة باقتراح موسكو إقامة مناطق آمنة في سوريا. ووقعت روسيا وإيران وتركيا الخميس في أستانة مذكرة تنص على إقامة مناطق تخفيف تصعيد في سوريا. إلا أن المعارضة رفضت قبول المذكرة لأنها "تهدد وحدة الأراضي السورية"ولأن إيران لا يمكن أن تكون "ضامنة لأي خطة لإطلاق النار في سوريا". أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الخميس عن ارتياحه للاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وإيران وتركيا حيال إنشاء مناطق آمنة في سوريا تهدف إلى إرساء وقف لإطلاق النار في بعض المناطق، وفق ما أفاد متحدث باسمه. وقال ستيفان دوجاريك في بيان إنه "سيكون مهما أن نرى هذا الاتفاق يحسن فعليا حياة السوريين". ووقعت روسيا وإيران الداعمتان للنظام السوري وتركيا المؤيدة للمعارضة الخميس في أستانة مذكرة تنص على إقامة "مناطق تخفيف التصعيد" في سوريا، بناء على خطة قدمها الكرملين لتعزيز وقف هش لإطلاق النار. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن تلك المناطق "ستصبح مناطق حظر جوي شرط توقف أي تحرك عسكري بالكامل" فيها. وقال وزير الخارجية الكازاخستاني خيرت عبد الرحمنوف إن "الدول الضامنة اتفقت على توقيع مذكرة لإقامة مناطق تخفيف التصعيد في سوريا". ورحب غوتيريس "بالالتزام في وضع حد لاستخدام كل الأسلحة، وخصوصا الوسائل الجوية" والتعهد بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المعنية، وفق دوجاريك. وكانت واشنطن رحبت بحذر بالاتفاق الروسي التركي الإيراني. وفيما عبرت الخارجية الأمريكية التي اكتفت بدور مراقب في مفاوضات السلام السورية في أستانة بمبادرة موسكو وطهران وأنقره عن أمل واشنطن في مساهمة الاتفاق في وقف العنف، شددت على القلق إزاء الدور الإيراني في مفاوضات الاتفاق. لكنها أكدت أن واشنطن "تقدر جهود" التهدئة التي بذلتها الدولتان الضامنتان، روسيا وتركيا، لافتة "مع ذلك إلى الأمل في مساهمة هذا الترتيب في تخفيف التصعيد ووقف معاناة الشعب السوري والتمهيد لحل سياسي للنزاع". المعارضة ترفض قبول مقترح موسكو وقالت المعارضة السورية المسلحة إنها لا تستطيع قبول خطة روسية لإقامة مناطق آمنة في سوريا لأن ذلك يهدد وحدة الأراضي السورية وأشارت إلى إنها لن تعترف بإيران دولة ضامنة لأي خطة لوقف ِإطلاق النار. وقال أسامة أبو زيد عضو وفد المعارضة بعد أن وقعت الدول الضامنة الثلاث وهي روسيا وتركيا وإيران مذكرة بشأن إقامة مناطق آمنة خلال محادثات السلام في آستانة عاصمة قازاخستان "المعارضة تريد أن تحافظ سوريا على وحدتها". وأضاف "نحن ضد تقسيم سوريا. أما بالنسبة للاتفاقات فنحن لسنا طرفا في هذا الاتفاق وبالطبع لن نؤيده أبدا طالما توصف إيران بأنها دولة ضامنة". وذكر أن هناك فجوة كبيرة بين وعود روسيا وأفعالها. وتدخلت روسيا عسكريا في 2015 دعما للأسد وأعادت له اليد العليا في الصراع. وقال أبو زيد "لدينا اتفاق بالفعل (في) أيدينا لماذا لم يطبق؟ هناك اتفاق... موقع منذ خمسة أشهر مضت لماذا لم يطبق؟" في إشارة لاتفاق هدنة أعلنته روسيا في ديسمبر كانون/ الأول وتجاهلته الأطراف بشكل كبير على الأرض. وتابع قائلا "لماذا نقفز الآن لإقامة مناطق آمنة؟... روسيا لم تكن قادرة ولم تكن راغبة في تطبيق التعهدات التي تقطعها وهذه مشكلة أساسية". المذكرة لا تزال غامضة ولم تنشر روسيا وتركيا وإيران المذكرة حتى الآن مما ترك تفاصيلها غامضة. لكن يبدو أن هدف المناطق الآمنة هو أن تكون خالية من الصراع بهدف توسيع نطاق وقف إطلاق النار وعلى الأرجح ستقوم قوات أجنبية بحراستها. وذكر كبير المفاوضين الروس في المحادثات ألكسندر لافرينتييف للصحفيين أن روسيا يمكنها أن ترسل مراقبين للمناطق الآمنة بموجب تلك الخطة. وأضاف أن مراقبين من أطراف أخرى أيضا ربما تتم دعوتهم بشرط موافقة تركيا وإيران. فرانس 24 / أ ف ب/ رويترز نشرت في : 05/05/2017
مشاركة :