نسمع الكثير عن كوريا الشمالية ولكننا لم نر كيف يعيش الأفراد فيها، وكيف يبدو مستوى المعيشة، وهل يعيش فيها الأشخاص سعداء، أم أنهم كما يُشاع عن سكان تلك الدولة بأنهم نسخ مكررة، وليس لديهم الحريات والحقوق التي تكفل لهم العيش بكرامة، فالصورة المرسخة في أذهان الجميع عن كوريا الشمالية هي صورة سلبية تمامًا، لبلد يحكمها ديكتاتور يفرض على شعبه الكثير من الأمور، حتى عندما يتعلق الأمر بقصات الشعر والملابس، ولكن هل تلك الصورة حقيقية أم أن الأمر يختلف عن ذلك؟ قضى جوناثان كايمان مدير مكتب صحيفة «لوس آنجيليس تايمز» في بكين، 5 أيام في عاصمة كوريا الشمالية، بيونجيانج، وخلال تلك الفترة طلبوا من القراء أن يرسلوا الأسئلة، التي تثار في أذهانهم عندما تُذكر كوريا الشمالية، وبالفعل تلقوا مئات الأسئلة عن الحياة في كوريا الشمالية، وكيف يبدو سكانها، وماذا يرتدون، وغيرها من الأسئلة، بينما اكتفت الصحيفة بنشر بعضًا منها على موقعها الإلكتروني. 6. ماذا يأكل سكان كوريا الشمالية؟ الكثيرون لديهم فضول لمعرفة ماذا يأكل سكان كوريا الشمالية في ظل مستوى المعيشة المنخفض، والحظر الذي يفرضه زعيمها على كل ما هو غربي حتى الطعام، فقد كانت من أكثر الاستفسارات المتعلقة بالطعام هي هل الشعب جائع؟ وماذا يأكلون؟ وما هو مذاق طعامهم؟ ويقول الصحفي أن المواطنون في كوريا الشمالية يبدو أنهم يأكلون جيدًا، ويقول خبير الأمن الغذائي في كوريا الشمالية هازل سميث إن سوء التغذية ليس شائعًا في كوريا الشمالية، والمجاعة شيئًا نادرًا، وإن الوضع الغذائي في كوريا الشمالية أفضل بكثير من الهند وباكستان. وفيما يتعلق بنوعية الطعام، يقول الصحفي أن الأرز هو الطبق المفضل لديهم كما هو الحال في الدول الآسيوية، كما أن النظام الغذائي في البلاد يشبه النظام الغذائي في كوريا الجنوبية. 5. هل كوريا الشمالية ليست مرعبة كما تبدو؟ يقول كايمان إن ذلك هو السؤال الثاني الأكثر طرحًا، مؤكدًا أنه بالرغم من زيارة آلاف الأمريكان لكوريا الشمالية سنويًا، إلا أن هناك عدد قليل منهم يلقى عليه القبض، ويكون ذلك في حالة واحدة فقط، وهي محاولة سرقة ملصق دعاية. ويتابع الصحفي إن الشوارع في بيونج يانج هادئة ومنظمة، ولا شيء يبدو مرعبًا أو غريبًا فيها. 4. هل سكان كوريا الشمالية سعداء؟ ويقول الصحفي ردًا على ذلك السؤال، إنهم قد لا يكونوا سعداء وفقًا لمؤشر السعادة العالمي، ولكنه يقول إنه كان يرى عدد لا حصر له من المواطنين في الشوارع، يستمتعون بأوقاتهم أكثر مما يرى الأمريكان يفعلون ذلك، فقد تجد الأفراد يقضون وقتًا مرحًا في المنتزهات العامة، يأكلون الآيس كريم، ويلتقطون الصور مع العائلة، وكل ذلك يحدث بشكل عفوي، ولا يمكن تزييفه. وهم قد لا يشعرون بالسعادة عندما يتعلق الأمر بالسياسة والقيادة السياسية، ولكن ذلك لا يجعلهم يشعرون بالحزن، ولا يسلبهم سعادتهم. 3. ماذا يعرفون عن دونالد ترامب؟ تغيرت مشاعر وإدراك المواطنين في كوريا الشمالية إزاء الولايات المتحدة، منذ الحرب الكورية، والتي انتهت في عام 1953، فهم يرون أن الأمريكيين ساديون وإمبرياليون وعمدوا إلى تقسيم كوريا إلى دولتين، وبسببهم تعاني كوريا الشمالية الكثير، والدعاية دائمًا ما تكرس لتلك الفكرة وتدعمها. فهناك ملصقات معلقة في أماكن مختلفة لصورة عن أسطورة كوريا الشمالية الشهيرة، والتي هي عبارة عن نمر ضخم، يمثل الولايات المتحدة، يهزمه قنفذ صغير، والذي يمثل كوريا الشمالية بالسلاح النووي. ولكن بالنسبة للمواطنين العاديين فهم على الأرجح لا يعلمون الكثير الدعاية التي تصنعها كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة ككتلة مسيطرة، ولا تذكر أي شيء آخر عنها كدولة حريات وتوزيع سلطات، كما حاول الصحفي أن يسأل بعض المواطنين عما يعرفون عن دونالد ترامب أو باراك أوباما، ولكنه لم يجد إجابة منهم على ذلك. 2. كيف تبدو الموضة في كوريا الشمالية؟ يقول الصحفي إن المواطنين في كوريا الشمالية يرتدون ملابس أنيقة ومتماشية مع الموضة بشكل مثير للدهشة، فالسيدات ترتدين سترات حديثة وأنيقة، وأحذية كعب عالي، ويضعون مساحيق التجميل، والرجال يرتدون أحذية رياضية، وملابس أنيقة أيضًا، فهم يشترون الملابس المستوردة من الصين، من أسواق سرية، ولكن الكوريون لا يمكلون ثقافات أخرى في الملابس، فهو لم ير «هيبز» أو «بانكس»، فحرية التعبير عن الشخصية محدودة. 1. هل المواطنون فقراء؟ يقول الصحفي إن المواطنين في كوريا الشمالية يبدون أصحاء ويتغذون بشكل جيد وكاف، ففي أحد الأيام كان يتجول في منتزه عام وشاهد مجموعات من المواطنين وكانوا لا يرتدون قمصان، للاستمتاع بالطقس، وكان جميعهم بالنسبة له أشخاص أصحاء عاديون، يتمتعون بأجساد قوية ولا يبدو عليهم الجوع أو الفقر، رغم أنهم لم يكونوا من الطبقة الغنية في البلاد. ولكنه يقول إنه عندما شاهد عرض عسكري، كان يرى الضباط ذوي الرتب الأعلى يتمتعون بأجساد أقوى وأكثر صحة، من الجنود والضباط ذوي الر تب الأقل، وتلك هي علامة واضحة على عدم المساواة والفقر.
مشاركة :