نغمات موسيقية طلت على جمهور مدينة الثغر مع نسمات الربيع ليتفتح الوجدان بموسيقى أوركسترا وتريات أوبرا الإسكندرية فى الحفل الذى أقيم مساء الخميس، حيث نجح العازفون فى ملامسة أوتار القلوب من خلال الموسيقى الكلاسيكية التى ترتقى بالمشاعر الانسانية وتسمو بها خالدة إلى الصفاء بتناغم وأداء مميز للاوركسترا الذى قاده باقتدار وتمكن المايسترو المتألق ناير ناجى الذى اصبح أحد العلامات البارزة بين قادة الأوركسترا من الشباب.
بدأ الحفل بافتتاحية لـ جوزيف هايدن ثم اعتلت المسرح ساحرة الفلوت العالمية الدكتورة إيناس عبد الدايم التى بدت فى أفضل حالاتها وكامل لياقتها الموسيقية وبرعت كعادتها ونجحت فى أن تبحر بسفينة الموسيقى مع جمهور مدينة الثغر بعيدًا عن ضوضاء الحياة فى عالم ترتسم ملامحه بالنغمات لتصنع حالة من التفرد الموسيقى عندما تحركت أصابعها على آلتها الموسيقية التى بدت وكأنها جزء لا ينفصل من تكوينها لتنبعث منها نغمات الموسيقار العالمى كريستوف جلوك بميلودى من أوبرا اورفيو ويوروديتشى.
ثم استكملت رحلتها مع الأوركسترا فى عالم الموسيقى بمقطوعة الموسيقار فيتوريو مونتينى والتى حملت عنوان تشارداس للفلوت والأوركسترا المستلهمة من الرقصة الشعبية المجرية التى اطلق عليها اسم زارداش نسبة إلى كلمة تشاردا التى كانت تطلق على الحانة المجرية القديمة وهى مقطوعة قائمة على سرعات موسيقية مختلفة وتتميز بحيوية كبيرة وتتضمن الكثير من الأساليب المهارية الصعبة فى العزف.
وفى الجزء الثانى اكتملت الرحلة الموسيقية بسيمفونية الوداع أحد روائع هايدن والتى عبر عنها العازفون وقائد الأوركسترا بمشهد موسيقى درامى خاصة فى الحركة الأخيرة منها عندما بدأ العازفون فى الانسحاب من خشبة المسرح تباعا وبحركة منظمة ليتبقى عازفين مع قائد الاوركسترا وكأنهم يودعون الجمهور، وتخفت الإضاءة فى نهاية السيمفونية وسط تصفيق الجماهير التى تواصلت وتفاعلت مع تعبير الأوركسترا فى ختام حفلاته لهذا الموسم.
مشاركة :