أظهرت صور التقطها التلسكوب الفضائي هابل ونشرت أمس الأول أن أبرز سمة مميزة لكوكب المشتري وهي بقعة حمراء عملاقة أكبر حجما من الأرض آخذة في الانكماش. وما يطلق عليها «البقعة الحمراء الكبرى» هي عاصفة عنيفة ذهبت تقديرات في أواخر القرن الثامن عشر إلى أن قطرها حوالي 40 ألف كيلومتر أو أكبر ثلاث مرات من كوكب الأرض. وتبدو العاصفة وهي الأضخم في النظام الشمسي كتجويف أحمر عميق محاط بطبقات من ثلاثة ألوان هي الأصفر الباهت والبرتقالي والأبيض، وقال علماء في الفلك بإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) «إن السرعة داخل العاصفة تقدر بمئات الأميال في الساعة، وعند مرور مركبات الفضاء فويجر التابعة لناسا بالكوكب في عامي 1979 و1980 كان قطر البقعة حوالي 22500 كيلومتر، لكن صورا جديدة التقطها تلسكوب الفضاء هابل أظهرت أن البقعة الحمراء أصغر مما كانت عليه في أي وقت مضى، حيث وصل قطرها إلى أقل من 16100 كيلو متر، ويبدو شكلها أكثر استدارة الآن». ولا يعرف العلماء على وجه اليقين سبب انكماش البقعة بمعدل ألف كيلو متر سنويا، وقالت آيمي سايمون عالمة الفلك بمركز جودارد لرحلات الفضاء في جرينبلد بولاية ماريلاند في بيان «تتغلغل دوامات صغيرة للغاية فيما يبدو إلى داخل العاصفة.. ربما تكون مسؤولة عن التغير المتسارع من خلال الإخلال بالقوى المحركة الداخلية (للعاصفة)». وتخطط سايمون وزملاؤها لإجراء دراسات متابعة لكشف ما يحدث في الغلاف الجوي لكوكب المشتري وهو ما يستنزف طاقة العاصفة ويتسبب في انكماشها.
مشاركة :