في رحلات طويلة شاقة، تمتد لأكثر من 15ساعة، بدأ مئات الصيادين الفلسطينيين منذ الأربعاء الماضي، الإبحار لمسافة 9 أميال بحرية، بعد سماح قوات الاحتلال الإسرائيلي بذلك. لكن الصيادين يقولون إن رحلاتهم البحرية غير مجدية، إذ لم يتمكنوا وفق حديثهم لوكالة الأناضول من اصطياد كميات وفيرة من الأسماك، مطالبين بالسماح لهم بالإبحار لمسافة 12 ميل بحري. وسمحت السلطات الإسرائيلية الأربعاء الماضي، مجددا، بتوسعة مساحة الصيد من 6 أميال إلى 9. وأمام كومة صغيرة من أسماك السردين الصغيرة، قال الصياد سفيان كُلّاب (55 عاما)، إن المساحة لم تكن كافية بالنسبة لهم، مشيرا إلى أن الكثير من أنواع الأسماك لم تكن موجودة، ضمن مسافة التسعة أميال. وأضاف لوكالة الأناضول:" الأسماك الكبيرة والتي نحلم باصطيادها تتواجد في مسافات أبعد من 12 ميلا، لكن للأسف، فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تقف لنا بالمرصاد وتمنعنا من دخول تلك المساحة". وتنص اتفاقية أوسلو (للحكم الذاتي الفلسطيني الموقعة عام 1993)، وما تبعها من بروتوكولات اقتصادية، على حق صيادي الأسماك في قطاع غزة، بالإبحار لمسافة 20 ميلاً، بهدف صيد الأسماك، إلا أن ذلك لم ينفذ منذ عقد ونصف العقد. ولفت كُلّاب، إلى أنه قام باصطياد كمية من الأسماك صغيرة الحجم، وقال إن بعض زملائه خرجوا بلا أسماك. وتابع:" نريد أن يفتح المسافات لأكبر مدى، وعدم تقييدنا بمدة معينة لنصطاد أسماك وفيرة ولننعم برزق كبير". وعلى مقربة من كُلّاب بدأ الصياد سامي أبو الصادق (33 عام)، بإفراغ شباكه من الأسماك ووضعها في صناديق بلاستيكية لإرسالها إلى أماكن البيع. ويقول لوكالة الأناضول:" خرجنا في رحلة أكثر من 16 ساعة، آملين اصطياد كميات وفيرة من الأسماك، لكن دون جدوى، فالمساحة محدودة ومغلقة ولم نجني ما كنا نتوقعه". وأضاف:" اصطدنا كميات قليلة جدا (..) الحمد لله، لكن كلنا أمل أن نتمكن يوما من الإبحار إلى ما بعد 12 ميل بحري التي تكثر فيه الأسماك". وقال:" مساحة الصيد التي فرضتها إسرائيل علينا محدودة حيث بدأنا صيدنا من جنوبي القطاع، وكمية الأسماك فيها قليلة". وانطلق الصيادون في رحلتهم البحرية، من منطقة وادي غزة (وسط القطاع) وحتى الحدود المصرية (جنوب)، ولم تسمح سلطات الاحتلال الإسرائيلي للصيادين بالإبحار في الشواطئ الشمالية. وقال أبو الصادق:" قبل ما يقارب عام، سمح لنا بالدخول لتلك المسافة واعترضنا عليها لأنها غير مجدية مقارنة بمساحة ما بعد 12 ميل بحري، حيث الأسماك الوفيرة والتي تمنعنا إسرائيل من الوصول إليها". ويتابع:" نشعر بحسرة كبيرة لعدم تمكننا من الوصول لمسافة أكبر داخل البحر، فتخطينا للمساحة المحددة يعني إطلاق الرصاص الحي من زوارق الاحتلال التي تحيطنا من كل الجهات". ولم يختلف حال الصياد باسل بكر (40 عام)، عن سابقيه، اذ قال إنه غير راضٍ عن نتاج الصيد. وقال لمراسل وكالة الأناضول:" الصيد عادي جدا وروتيني، لم يكن هناك فرق كبير بين مسافة 9 أميال بحرية أو 6 أميال". وأعرب بكر، عن أمانيه بأن تسمح إسرائيل لهم بصيد في مناطق ما بعد 12 ميل بحري، ليحظى كل صياد بكميات أكثر من السمك. ووفق نقابة الصيادين في غزة، فإن نحو 4 آلاف صياد يعيلون أكثر من 50 ألف فرد، يعملون بشكل شبه يومي على أكثر من ألف قارب صيد مختلفة الأحجام والأنواع. وتقول نقابة الصيادين، إن مهنة صيد الأسماك، تراجعت بشكل غير مسبوق؛ نتيجة لانخفاض حجم الصيد اليومي لمئات الصيادين، بسبب القيود التي تفرضها إسرائيل على المساحات التي يسمح لهم بالصيد فيها. ك.ف;
مشاركة :