برنامج «دنيانا» على شاشة «بي بي سي» العربية يثير ضجيجا قبل عرضه

  • 5/17/2014
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت: سوسن الأبطح برنامج «دنيانا» الحواري، الذي يطل على شاشتَي «بي بي سي» العربية و«إل بي سي آي»، بدءا من الأسبوع المقبل، يحدث ضجيجا قبل أن يبدأ عرضه، فقد منع الأمن العام اللبناني إحدى ضيفات الحلقة الأولى من البرنامج من دخول الأراضي اللبنانية، لدى وصولها إلى مطار رفيق الحريري الدولي للمشاركة في التصوير، وهي الناشطة التونسية أمينة السبوعي المعروفة باحتجاجها بالتعري، وذلك رغم الجهود الحثيثة التي بذلت من أجل حلحلة القضية، وأعيدت الناشطة فجر يوم أمس إلى باريس. والبرنامج الذي تقدمه مديرة مكتب «بي بي سي» في بيروت، ندى عبد الصمد، وتشاركها في إعداده منى حمدان، كما تنضم إلى أسرة البرنامج هند الأرياني، مدته ساعة تلفزيونية، يناقش في كل حلقة عددا من المواضيع المتنوعة، وبعضها حساس يصعب على محطات تلفزيونية أخرى طرحه، في محاولة للإفادة من فسحة الحرية التي تتمتع بها شاشة «بي بي سي». وستناقش الحلقة الأولى التي يفترض أن تعرض يوم الجمعة المقبل في الـ23 من الشهر الحالي، في الساعة التاسعة مساء، ثلاثة مواضيع رئيسة هي: الاحتجاج بالتعري الذي ظهر في تونس ومصر وأماكن أخرى مع ثورات الربيع العربي، والانتخابات في كل من مصر والعراق، إن كانت تنحو نحو ديمقراطية فعلية أم أنها تمهد لعودة الديكتاتوريات، كما ستناقش الحلقة موضوع الإلحاد. وكانت أمينة السبوعي، الضيفة في الحلقة الأولى، التي أعادها الأمن العام اللبناني من حيث أتت بعد منعها من الدخول، قد احتجت أكثر من مرة، في الأشهر الماضية، أمام سفارات عربية في باريس واضطرت الشرطة إلى اقتيادها مع المحتجات معها بسبب العري ولمخالفتهن القوانين الفرنسية. وكانت السبوعي قد سجنت في تونس قبل ذلك، وجرى الإفراج عنها وغادرت إلى باريس، حيث تقيم حاليا. وتنفي مقدمة «دنيانا» ندى عبد الصمد أن يكون برنامجها يسعى لأي إثارة، معتبرة أن المواضيع التي ستناقشها «ليست حساسة، وإنما تهم شريحة واسعة من المتفرجين في العالم العربي، وسقف المؤسسة التي أعمل بها حر، ويسمح بمناقشة جادة ورصينة لأي موضوع، بعيدا عن السطحية والابتذال أو الترويج الرخيص، فنحن لا نفتش عن مواضيع معقدة، وإنما الإفادة من المساحة المتاحة لنا لإدارة حوار مضبوط ومتوازن». يستقبل «دنيانا» أربعة ضيوف في كل حلقة، غالبيتهم من النساء دون أن يستثني الرجال، ويعتمد النقاش المتبادل بين الضيوف. «هو ليس برنامجا مخصصا لقضايا المرأة - تقول ندى عبد الصمد - يحكي عن البوتوكس والموضة والتربية والريجيم، لكنه يحاول تغليب وجهة النظر النسائية المفقودة في بقية البرامج لا سيما السياسية، التي غالبا ما تستقبل الرجال. ولن يسعى البرنامج بالضرورة إلى استقبال وزراء ونواب على غرار البرامج الأخرى، وإنما يفتح أبوابه للجميع مثل الأكاديميين والناشطين والمدونين أو الناس العاديين، الذين لهم رأيهم الذي يستحق أن يسمع. فليس المطلوب من الضيوف أن يأتوا بأرقام ودراسات ويكونوا أصحاب اختصاص، وإنما أن يدلوا بآرائهم ضمن النقاش الذي ستشهده الحلقات». وبدأ التحضير للبرنامج منذ أشهر، حيث تمت الأبحاث حول مجموعة من مواضيع الساعة، منها الرقابة على الأعمال الفنية، والفتنة، وقوانين تجريم الجهاد في السعودية، وتلك التي أعلن عنها في دول أوروبية. وتقول ندى عبد الصمد: «نحن نعمل من عدة أشهر بحثا عن أشخاص يمكنهم أن يكونوا ضيوفا معنا، أو نستطيع الاستفادة من آرائهم. وقد تواصلنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع الكثير من الأشخاص الذين فتحنا نقاشات معهم، لا سيما في دول خليجية، وهؤلاء قد يكونون معنا في حلقات مقبلة، أو يساعدوننا على تطوير أفكارنا». وتضيف عبد الصمد: «بتواصلنا مع فتاة يمنية، مثلا، لفتتنا إلى أن ظاهرة جلوس شاب مع فتاة في مقهى بات ممكنا بعد الثورة، وهو ما لم يكن معتادا، ويبدو أن ليبيا تشهد وضعا مشابها، وربما دول أخرى. هذا، على سبيل المثال، موضوع يمكن أن يهم المشاهد العربي». هذه ليست الإطلالة التلفزيونية الأولى في برنامج خاص لندى عبد الصمد، فقد قدمت برنامجا سياسيا حمل عنوان «وجها لوجه» على شاشة «نيو تي في» بين عامي 1991 - 1994، ثم عملت في إذاعة «صوت الشعب» قبل أن تبدأ عملها كمراسلة لإذاعة «بي بي سي» من بيروت عام 1996، ومن ثم انتقلت إلى العمل في محطة «بي بي سي» التلفزيونية عند افتتاح مكاتبها في بيروت.

مشاركة :