بيروت – حمزة عليان| على وقع صوت الطفل اللبناني المبدع غدي بشارة وعمره لا يتجاوز 12 سنة، في أغنيته الحماسية «على حبك نحنا تواعدنا، الله يا بلدنا»، افتتح مؤتمر المغتربين اللبنانيين الرابع في مركز «بييال» في بيروت. هذا المؤتمر الذي استقطب أكثر من ألفي مدعو من القارات الست في العالم جاؤوا من 100 دولة احتشدوا في قاعة اغترابية واسعة، أطلت عليه السيدة كارين بستاني وبصوت عالي النبرة تدعو فيه المهاجرين إلى العودة والبناء. وشهد اليوم الأول حلقات نقاشية وكلمات، بدءاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل. المتحدثون الأوائل المتحدثون الأوائل الرئيس الأسبق لجمهورية الدومينكان لويس أبي نادر، تحدث بالأسبانية، معلناً افتخاره بتراثه اللبناني، وظهر كشخصية صاحبة كاريزما وحضور قوي ومؤثر. تلاه نيك رحال عضو الكونغرس الأميركي، من أصل لبناني الذي انهى كلمته بالقول: كان للبنانيين المهاجرين دور في جعل أميركا دولة عظمى. أما وزيرة خارجية مدغشقر بياتريس عطاالله، ورئيسة مؤتمر الفرانكفونية، والمولودة لأب لبناني من منطقة الشوف وأم من مدغشقر، تحدثت عن رحلتها في بلاد الاغتراب وختمت كلمتها بأغنية فيروز: «أعطني الناي وغني.. فالغناء سر الوجود». عاصمة الانتشار منتدى شخصيات الانتشار اللبناني سلط الضوء على مساهمات مجموعة من الشخصيات والوزراء والقياديين في بلاد الاغتراب، من بينهم النائب المكسيكي الفريدو نيكولاس، وساندرين ريتشارد المرشحة للانتخابات النيابية الفرنسية، والسفير ووزير الخارجية البرازيلي الأسبق فرانسيسكو رزق، «الذي قال إن هناك حوالي %25 من سكان البرازيل هم من أصل لبناني». ثم تحدث الممثل الخاص لحاكم مدينة سان باول البرازيلية باعتبارها عاصمة الانتشار اللبناني، حيث بدأ الحضور فيها منذ 150 عاماً، وكان لهم دور في الاندماج الوطني. الهجرة إلى فنزويلا ثم تكلم طارق صعب، الذي يعمل منذ 40 سنة في الحقل العام، وبوصفه «وسيطاً» لرئيس الجمهورية، والده من البقاع، من بلدة «ينطا»، حيث قال إن فنزويلا أعطت فرصة كبيرة للمهاجرين اللبنانيين، فقد دخل هو لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في العاصمة كراكاس وتعهد بإكمال رسالة والديه وأن يكون جزءاً من جمهورية فنزويلا. وقال إن هناك حوالي نصف مليون لبناني منتشرين في فنزويلا، منهم سياسيون ورجال أعمال وأطباء ومهندسون. نصف مليون مكسيكي عن الجالية المكسيكية تحدث الفريدو نيقولا، وهو مسؤول لجنة الصداقة اللبنانية – المكسيكية في البرلمان، وأوضح في كلمته «أن هناك نحو 500 ألف لبناني يعيشون ويعملون في المكسيك، وان الكاهن بطرس رفول كان أول المهاجرين اللبنانيين إلى المكسيك. وهم منتشرون في عدد كبير من بلدان أميركا اللاتينية، وأشار إلى نسبة %9 من أعضاء البرلمان المكسيكي هم من أصل لبناني». ديغول واهتزاز لبنان آخر المتحدثين من الشخصيات اللبنانية المنتشرة حول العالم، كانت المرشحة للانتخابات النيابية الفرنسية ساندرين ريتشارد، وهي من أصل لبناني، تعمل في مجال المحاماة في فرنسا وكندا، انخرطت في الشأن السياسي بعد حرب إسرائيل على لبنان، عام 2006، وقالت انها اكتسبت إرادتها وقوتها من كونها لبنانية، معلنة عن توجهها لإنشاء نقابة تضم كل النقابات والتجمعات والشركات العاملة في فرنسا، منهية كلامها بعبارة قالها الجنرال شارل ديغول: «عندما يهتز لبنان، تهتز فرنسا بكاملها». ملحم رياشي: ما زالت الصحافة الورقية صانعة للرأي العام منتدى الإعلام الذي شهده مؤتمر الاغتراب اللبناني الرابع كان الأكثر سخونة وإثارة، جمع خبراء وسياسيين وإعلاميين بقيادة وزير التربية الأسبق إلياس بوصعب، الذي أدار الجلسة بمهارة واحترافية. أول المتحدثين كان وزير الإعلام ملحم رياشي الذي قام باستعراض موجز ومركز عن خطة وزارة الإعلام 2020 – 2030 تقضي بما يلي: 1 – إلغاء وزارة الإعلام وتسميتها وزارة التواصل والحوار، وتعهد بتحويل العاصمة بيروت إلى مكان للحوار، وأعلن ترحيبه باستضافة أي طرف باستثناء إسرائيل. 2 – إقامة مشاريع دعم للمؤسسات الصحافية المطبوعة التي تمر بمرحلة عسر شديد وتقديم مشاريع قوانين بحيث تحل الدولة مكان رب العمل ولمدة سنتين، مع إعفاءات ضريبية وجمركية، لتصحيح وضع الصحافة الورقية. 3 – تعديل المادة 583 الخاصة بالقدح والذم الذي يتعرض له الصحافيون نتيجة نشرهم معلومات تتعلق بالفساد والرشى والمطالبة بإلغائها. 3 – تعديل نظام نقابة المحررين بحيث تضم كل الإعلاميين اللبنانيين المنتشرين حول العالم، وبالتالي حقهم بالانتساب. 4 – مجلس إدارة جديد لتلفزيون لبنان الحكومي وتغيير الخطاب الذي سيتولاه بشأن الاغتراب. شربل.. وانحسار الدور الإعلامي وتحدث رئيس تحرير صحيفة «الشرق الأوسط» غسان شربل عن حال الصحافة اللبنانية ومشكلة الإعلام التقليدي فيه، مشيراً الى أن لبنان يواجه أزمة حقيقية حياله، واعتبر «أن انحسار الإعلام له علاقة بانحسار دور بيروت ولبنان»، ولكي يزدهر هذا الإعلام يحتاج إلى اختراع معنى ومشروعية لدور لبنان، «فقد ضيَّعنا ثلاثة عقود من عمره وهذا يكفي، وعلينا العودة إلى الريادة اللبنانية في الإعلام، فالعالم تغير من حولنا، ولا نملك إلا أن نمشي معه، وعلينا التغيير بالمضمون وهذا ما يميز الصحافي المتطور عن غيره». وأوضح جوانب التقصير، سواء من قبل الدولة أو المؤسسات الإعلامية التي لم تنتج أجيالاً جديدة أو تتطور بما فيه الكفاية، مطالباً إياها بالإنفاق على تدريب الشباب والاستثمار الجدي في هذا القطاع، فنحن «نجحنا كأفراد وفشلنا كشعب ومجموعات، وعلينا أن نقوم بنقلة نوعية وتجديد»، وقال «إذا لم يستطع الشيعي والسني أن يتعايشا في بيروت فلن يكون بمقدورهما أن يتوافقا في القاهرة أو دبي». موت الصحافة الورقية انتقل الحديث إلى الخبير الإعلامي المتواجد في دبي علي جابر و«المنتفض» على الإعلام التقليدي كما وصفه الوزير إلياس بوصعب، قائلاً، «لا شيء اسمه صحافة ورقية» فهذا النوع من الصحافة لا بد أن يموت! فهناك ثورة رقمية تعم العالم، ومن وجهة نظره، فوسائل التواصل الاجتماعي ليست صحافة، بل فيها شيء من الكراهية والتحريض والتعصب، وعليه، فالصحافة التقليدية كما يراها، لديها فرصة تاريخية أن تكون «مصفاة» لأن الإعلام الرقمي حمل معه «موبقات»، داعياً الصحافة التقليدية إلى إعادة إنتاج دورها لكن ليس حبراً على ورق.. أي أنه يريد صحافة بلا ورق. وزير الإعلام ملحم رياشي التقط الحديث ليوضح سبب استشهاده بتجربة صحيفة La Press لابرس الكندية وتحولها من الورق إلى الديجيتال، وعلينا أن نعطي أنفسنا والمؤسسات الصحافية فرصة ثلاث سنوات للتحول إلى الإعلام الرقمي لكي نوازي بين متطلبات ابن العشرين وابن الستين، ورأى ضرورة استمرار الصحافة الورقية لكن بأذرع رقمية، وقال: «ما زالت الصحافة التقليدية صانعة للرأي العام»، معتبراً أن المحتوى العميق لا يتأتى إلا عن طريق الصحافة الورقية. ثم عاد علي جابر للحديث عن تصوره بشأن الإعلام الرقمي، مشيراً إلى أن أكثر من 50% من العاملين في القطاع الإعلامي العربي هم من اللبنانيين، فهم ما زالوا يقدمون قيمة إضافية، مؤكداً أنه «لا غنى عن اللبنانيين في الإعلام اللبناني والعربي». بدوره، أفاض أليكس صابر الذي يدير أكبر مركز للميديا على مستوى الشرق الأوسط، في إمارة دبي بالحديث عن تجربته، وأوضح أن 70 %ممن يعملون بالميديا بالشرق الأوسط هم لبنانيون، وأن الإنجازات التي تحققت في دول الخليج العربي كان للبنانيين دور مهم فيها. وذكر أن هناك نحو 8 آلاف شخص من اللبنانيين يعملون في قطاعي الإعلام والإعلان في الخليج العربي، مشدداً على الحاجة إلى محتوى جديد للإعلام حتى تتحسن صورة لبنان الإعلامية، وخطة سياسية على مستوى وزارات الدولة للترويج له وكذلك التواصل مع اللبنانيين في الخليج العربي، وأضاف أن 50% من إنفاق الإعلان تذهب إلى «الميديا». وبلغة الأرقام، ذكر أن مبلغ 151 مليون دولار حجم قيمة الإعلان سنوياً بالخليج، نسبة ما يحصل عليه قطاع الديجيتال هي 20 % سنوياً. رئيس البعثة اللبنانية في الكويت حرص رئيس البعثة اللبنانية في الكويت ماهر خير على حضور المؤتمر والمشاركة في أنشطته ومتابعة حضور أفراد من الجالية ودعمهم وحثهم على إظهار دورهم الاجتماعي والإنساني، وكان من بينهم: حسان حوحو، بلال صنديد، طوني عبيد، فادي سعد، ديفيد مجاعص، يحيى باكير، حسين شعلان، علي الجاروش، سمير حداد.. وغيرهم من أبناء الجالية.
مشاركة :