الفحص الطبي قبل الزواج.. مفتاح نجاح الحياة الأسرية

  • 5/6/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر الزواج بداية انطلاق مرحلة جديدة في حياة كل فرد، فتكوين الأسرة هدف سامٍ يسعى له كل شخص؛ ليسعد بحياة أفضل مع محبيه؛ لأن الأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، ومن هذا المنطلق جعلت بعض الدول إجراء الفحص الطبي قبل الزواج ضرورة إلزامية لا بد من اجتيازها من أجل الحفاظ على صحة الطرفين، وضمان حياة زوجية أكثر استقراراً.وينصح الأطباء بإجراء الفحوصات الطبية للمقبلين على الزواج؛ للتأكد من خلوهم من العوامل الوراثية التي تحتمل إنجاب أطفال مصابين بأمراض وراثية، قد تعكر صفو الحياة الأسرية، وترهق الأسرة مادياً، ونفسياً، واجتماعياً، وتنعكس بالسلب على المجتمع بأكمله، فكما نحرص أن يكون الزواج مؤسسة متكاملة اجتماعياً، وثقافياً، ومادياً بين الزوجين، فكذلك يحب أن يكون متكاملاً صحياً حتى يصبح زواجاً مثالياً خالياً من المشاكل. ووضع الأطباء مجموعة من الفحوصات الطبية للمقبلين على الزواج؛ للتأكد من خلوهم من بعض الأمراض الوراثية، والمعدية التي قد تنتقل لأولادهم، فهي مجموعة فحوصات للدم توضح مدى توافق الزواج للطرفين من خلال الكشف عن وجود بعض الجينات الوراثية الحاملة لبعض الأمراض، وخاصةً في زواج الأقارب. أقسام الفحوصات قسم الأطباء هذه الفحوصات إلى ثلاثة أقسام يجب تجاوزها للموافقة على الزواج، أولاً فحوصات للأمراض الوراثية مثل الثلاسيميا المنتشرة خاصّة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وفحوصات لتحديد فصيلة الدّم، وتحليل لقياس مستوى الهيموجلوبين والسكّر، وكذلك مرض الأنيميا المنجليّة المنتشرة خاصّة في دول الخليج العربيّ، وثانياً فحوصات لمعرفة القدرة على الإنجاب، وهذا الفحص ليس إلزامياً إنّما يتم إجراؤه بناءً على موافقة الطرفين، وأخيراً فحوصات للأمراض الفيروسية المعدية التي تنتقل بعد الزواج، مثل الأمراض الخاصّة بالكبد، والتهاب الكبد الوبائي، وأمراض الكلى المزمنة، ومرض الزّهري، ومرض الهربس، هذا إلى جانب بعض الفحوصات السريرية الأخرى التي تكشف عن مدى كفاءة عمل أعضاء الجسم، وعدم وجود قصور أو خلل بها يؤثر رجعياً على الزواج. أهداف صحية ومالية ومجتمعية يهدف هذا الفحص إلى الحد من انتشار هذه الأمراض ليس فقط من الزوجين لبعضهم البعض، ولكن أيضاً هناك فرصة لانتقالها إلى الأبناء؛ لذا يمكن تقليل فرصة ظهورها باكتشافها من البداية، وتجنب إنجاب أطفال مشوهين، أو معاقين ذهنياً، أو جسدياً، فلنتخيل العبء المادي الذي تتحمله الدولة، والأسرة لعلاج الطفل المصاب، أما من الناحية الاجتماعية فإن الأسرة تتجنب ظهورها في المناسبات حتى لا تشعر بنظرات الشفقة من عيون المحيطين لحالة طفلهم، ويظل الابن المصاب يشعر وكأنه نكرة يرفضه المجتمع، وبالتالي يتأثر نفسياً ويرفض الاحتكاك مع الآخرين، ويفضل الانطواء، والبعد كلياً عمن حوله. المخاوف تعوق الإقبال نجد أن البعض يساورهم بعض الخوف والقلق من نتيجة هذه الفحوصات، ولربما بعد أن يكون الطرفان قد مضوا في تحقيق خطوات متقدمة في حياتهم المستقبلية، ومن هذا المنطلق يفضلون الابتعاد عن هذا الفحص وتجنبه، وأحياناً يغضب البعض من احتمال معرفة الآخرين بالمشكلة التي لديه، وتمنعه من الزواج، ولكن إذا نظرنا من ناحية إيجابية للموضوع سنجد أن من حق أبنائنا علينا أن نُقْدِم على هذه الخطوة، ونتحمل كافة النتائج لنجنبهم حياة تعيسة وكئيبة، فيجب على الإنسان أن لا يفكر بأنانية، بل ينظر للموضوع من زاوية أكثر نضجاً وعقلانية واتزاناً، وأن يضحي ليهب أبناءه حياة أفضل، وهذا سيجعل زواجه أكثر استقراراً وسعادة. نظرة المجتمع تغيرت أصبح هناك وعي كبير لدى كثير من الناس بهذه الفحوصات، فكثيرون يهتمون بنتيجتها، ويؤمنون بالقدر، ويفضلون الأخذ بالمشورة، وآراء الأطباء فضلاً عن معاداة قدرهم ومواجهة نتائج غير مرجوة، ونجد آخرين لا يهتمون ويعتبرونه مرحلة روتينية، فلا يكترثون للنتيجة سواء بالتوافق أو عدمه، وعلى صعيد آخر يصاب البعض بحالة من الإحباط واليأس من نتيجة الفحص الطبي، خاصةً في حالة وجود مشكلة في نتيجة الفحص، وعدم توافق الزواج لدى الطرفين نتيجة حمل أحدهم لجينات وراثية لأحد الأمراض، واحتمال ظهور هذا المرض في أبنائهم، وهنا لا يمكن إتمام الزواج، فقد يعتبر البعض أن هذا نهاية الكون بالنسبة لهم، ولكن تذكر أن الطفل ليس له ذنب في أن يولد بتشوهات خلقية أو عضوية نتيجة أنانية أبويه، وخاصة في زواج الأقارب؛ لذا أصبح يفضل البعض إجراء تلك الفحوصات قبل الدخول في تفاصيل أكثر في الزواج، حتى لا يشعر الطرفان بخيبة أمل بعد فترة ارتباط طويلة. خطوة ضرورية لسلامة الطرفين إيماناً من الدولة بقيمة الزواج وقدسيته، فإنها تفرض مجموعة قوانين تحتم على المقبلين على الزواج الالتزام بها، فإجراء الفحص الطبي قبل عقد الزواج من شأنه التأكد من سلامة الطرفين صحياً، وجسدياً، وقدرتهم على إنجاب أبناء أصحاء، وتجنب أي مشاكل مستقبلية قد تدمر صفو الحياة العائلية، بل وتهدد المجتمع ككل؛ لذا فإن الدولة من جانبها تقدم هذه الخدمات في المستشفيات الحكومية، والمراكز الصحية؛ لتسهيل هذه الخطوات على المواطنين، ومن ناحية أخرى فإن المواطن يجب عليه أن يتكاتف مع الدولة، ويهتم بهذا الموضوع، ويأخذه على محمل الجد.;

مشاركة :