الاتحاد الأوروبي يراهن على ماكرون في الانتخابات الفرنسية

  • 5/6/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يؤيد القادة الأوروبيون الذين يدركون أن مستقبل الاتحاد الأوروبي سيتقرر جزئياً في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية غداً الأحد، المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون ضد منافسته مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان. وقبل يومين من المرحلة الأخيرة من الاقتراع، قال هنريك اندرلين أستاذ الاقتصاد السياسي في معهد هيرسي للحوكمة في برلين: «في حال فازت لوبان فإن أوروبا ستعاني من انقسام عميق، بينما إذا انتصر ماكرون فهناك فرصة لحصول مصالحة في فرنسا وتجدد في أوروبا». وقال مصدر أوروبي نعم نعقد الآمال على ماكرون، موضحاً أن المناظرة التلفزيونية بين المرشحين، الأربعاء الماضي، كانت موضع متابعة شديدة في المؤسسات الأوروبية، حتى من قبل زملائنا من غير الفرنسيين. وتابع المصدر الذي رفض الكشف عن هويته: «إذا عاينّا الأمور من وجهة نظر بروكسل، فإن ماكرون يعطي انطباعاً إيجابياً وشعوراً بأنه سيكون من الممكن التعامل معه، لأنه لا يحمل مشروعاً هداماً مثل لوبان، إنها ليست انتخابات عادية، فاليمين المتطرف وصل إلى الدورة الثانية». فور فوز ماكرون في الدورة الأولى، سارع القادة الأوروبيون إلى تهنئته في الليلة نفسها، مما يدل على القلق السائد في الاتحاد إزاء تصاعد الحركات الشعبوية والمعادية لأوروبا، بعد الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وكان رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر خرج عن تحفظه المعهود، ليتمنى لماكرون منذ مساء 23 أبريل الماضي حظاً موفقاً. وقال المتحدث باسم يونكر لتبرير هذا التدخل في الانتخابات الفرنسية: «الأمر يتعلق فقط بالاختيار بين الدفاع عما تمثله أوروبا وبين مشروع تدمير أوروبا». حماسة في برلين تعتزم لوبان إعادة العمل بالحدود والعملة الوطنية، وبالتالي التفاوض مع بروكسل حول الخروج من منطقة اليورو وفضاء شينغن. وبعد المفاوضات، تريد تنظيم استفتاء في فرنسا حول انتماء هذه الأخيرة في الاتحاد الأوروبي. في المقابل يريد ماكرون أن يكون لمنطقة اليورو موازنتها الخاصة وبرلمانها، ووزير للمالية، وإطلاق سياسة استثمارات أوروبية، وتعزيز الدفاع في أوروبا. وقال ماكرون في مقابلة مع صحيفة لوباريزيان: «نحن بحاجة إلى أوروبا أكثر فاعلية وعملية، وتحقق نتائج دون أن تثير ملل المواطن العادي وأقل بيروقراطية». وكان ماكرون حصل بعد الدورة الأولى على تشجيع مسؤولين على طرفي نقيض، مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس، ورئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال. وتعهد بإعادة إطلاق المحرك الفرنسي الألماني، مما يثير حماسة في ألمانيا حيث ستنظم انتخابات في سبتمبر المقبل. غير أن فينشنزو سكاربيتا، المحلل في مركز «أوبن يوروب» للأبحاث، رأى أن «الأمور ستكون على الأرجح أكثر تعقيداً». وقال: «إصلاح أوروبا أمر جميل على الورق، لكن أفكار ماكرون جريئة، فهو يريد وزيراً وموازنة لمنطقة اليورو. هل هذه مطالب واقعية، أم ستتطلب تعديل المعاهدات؟».;

مشاركة :