--> اختلف بعض المثقفين في المستوى العمري لقيادة الأندية الأدبية ما بين فئة الشباب وفئة من تجاوز الستين عاما من عمره، وكان الاختلاف حاضرا في الخبرة لدى كبار السن وتحمل مشاكل المثقفين المتراكمة، والحماس والطاقة المتجددة لدى الشباب، خاصة وأننا نشهد طفرة وثورة في العلوم والتقنية، فلماذا لا يكون هناك نهضة شبابية تقود زمام القيادة في إدارات الأندية الأدبية. ويرى البعض أن الفترة الحالية وفي ظل التغيرات في الكثير من الجوانب الإعلامية والثقافية وحتى في المشهد الثقافي هي فترة الشباب والذين يمتلكون وعيا وثقافة تختلف عن الأجيال السابقة وخاصة في إيجاد حلول بديلة وفعاليات جديدة لفتح علاقات ما بين الأندية الأدبية وفئة كبيرة من المجتمع لا تعلم أين موقع النادي الأدبي. رياح التغيير.. في البداية يتحدث الشاعر جاسم عساكر عن موضوع قيادة الأندية الأدبية مابين جيل الشباب وجيل كبار السن قائلا: المؤسسة الرسمية ، هي ملك متاح لأبناء الوطن من الأدباء والمثقفين وذوي الشأن عموماً ، وبالتأكيد أطمح في أن يترأسها من يحمل في يده مصابيح الأمل وشموع المستقبل للأدب ويتمتع بحيوية ورغبة وقدرة على طرح أفكار جديدة تتناسب وطبيعة المرحلة وإن عملية استبدال الرئيس لا تعني بالضرورة تجميد الدماء القديمة القادرة على اعطاء الرأي والمشورة وإثراء المشهد من واقع خبرتها السابقة ،ولكن يجب أن نتفهم بأن ذلك يُمثل خطوة لابد منها في استكمال مسيرة التطوير والأداء العام وتحسين المستوى النوعي للخدمات المقدمة للمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي. ويضيف عساكر: ما أجمل أن تهب رياح التغيير من جهة الرئيس الأسبق ذاته ، بما يحمله من وعي تجاه المؤسسة وبما يؤمل عليه من طاقات تختزلها أرواح الشباب ليعلن تنحيه طواعيةً منه ، بما يحمله من حس إداري يقظ يدل على صدقه ووفائه للأدب ، ليكون بذلك قد بعث نسمات الربيع الناعمة بقراره اللطيف لا بعوامل الريح الخارجية التي تهب محملة بالأتربة و الغبار تهز أبوابه ونوافذه من أجل اقتلاعه .ولا يتنامى ذلك المفهوم النبيل مفهوم التنحي طواعية عند من وقفت به مسيرته عن العطاء إلا بمقدار ما يتحلى به من عشق الآخرين وما يتخلى عنه من أنانية تنازعه على البقاء لأن مخاض القرار عسير الولادة السهلة ، وكذلك بمقدار ما يختزله من رغبة في إحداث حراك ثقافي عبر ضخ دماء ورؤى جديدة هدفها سرعة تفعيل المعطل من آليات الثقافة والأدب ، مؤمناً بأن لكل مرحلة رجالاً ، وساعياً لاكتشاف طاقات وتقديم مواهب قد تكون مدهوسة على خارطة النسيان . ماذا يريدون..؟ فيما يتساءل المسرحي علي السعيد :لا أدري أين تكمن المعضلة .. الخيار الديموقراطي الانتخابات هو المفترض أن يسود .. وهو ما كان يطالب به كل المنتسبين للأندية الأدبية في السابق أيام كانت تعيين .. وحينما أصبحت انتخابات لم تعجب النتائج من دعوا إليها .. المشكلة في الأندية الأدبية أن أعضاءها لا يدرون ماذا يريدون .. لذلك أرى أن التجربة لازالت مخاضا ونحتاج لوقت طويل كي نعتاد ونحترم هذه الآلية . يرى البعض أن الفترة الحالية وفي ظل التغيرات في الكثير من الجوانب الإعلامية والثقافية وحتى في المشهد الثقافي هي فترة الشباب والذين يمتلكون وعيا وثقافة تختلف عن الأجيال السابقة وخاصة في إيجاد حلول بديلة. إداري جدير.. من جانبه يرى الشاعر يحيى العبداللطيف: أن إدارة الأندية الأدبية لا تتطلب مبدعا كبيرا بل تتطلب إداريا جديرا يفهم متطلبات الحالة الثقافية ، مشكلتنا أننا نرى وجود أدباء كبار على سدة إدارة الأندية نوعا من التكريم بينما في واقع العطاء الميداني نجدهم غير قادرين على الإنتاج وهنا إشكالية لذا مفهوم العمر ليست قضية تستحق أن نجادل حولها كثيرا، القضية أن مجلس إدارة النادي بما فيهم الرئيس لابد أن يملك إستراتيجية في إشراك كل الشرائح والمدارس والأشكال الأدبية في المناشط الأدبية وأن تفعل أدوارهم ،وإعداد كوادر شباب للمستقبل هذه الفكرة التي لم تلتفت لها الأندية بشكل جاد. فيما يؤيد الروائي خالد الشيخ ان يكون للشباب دورا اكبر في قيادة الأندية الادبية وفي مركز الرئيس: نعم ...بشرط ان يكون ذا ثقافة ووعي بما يحدث من حراك ثقافي داخل الوطن وخارجه وان تكون لديه قدرة ادارية وجراءة، وألا يتعامل مع المكان كوظيفة فقط أو كطلب للشهرة ويضيف الشيخ: لدينا شباب مبدعون وهم أفهم من غيرهم في ما يحدث في العالم من تطورات ثقافية وهم الاقرب لفهم الواقع والمرحلة وهم الأكثر تعبيرا وإحساسا بها وبالخصوص فيما يخص الثقافة والفنون الأجنبية، نحن نحتاج الى نهضة ثقافية، نحن نعيش تغيرات كونية وأحداثا متلاحقة نحتاج من يقود الثقافة والفكر للأمام ولا أفضل من الشباب، وكما قلت فإذا كانت هناك ثورة تقنية وعلمية فنحن نحتاج الى ثورة أدبية يقودها أدباء شباب. خبرة ادارية.. فيما يختلف في الرأي الشاعر وعضو مجلس إدارة أدبي الأحساء محمد الجلواح قائلا: بحسب خبرتي فإدارة المثقفين من أصعب الإدارات ولا يستطيع ضبطها في رأيي- الا من له خبرة ادارية وثقافية وقوة في الشخصية وحنكة وصبر ..وهذا قد لا يتوفر في الشباب. ويضيف الروائي خالد الخضري مع انتخابات الأندية الأخيرة، ظهر شباب في رئاسة الأندية وكمثال لذلك نادي الطائف الأدبي الذي يرأسه عطاالله الجعيد، ومعه عدد من الشباب أعضاء في المجلس فاعتقد ان القضية غير ذات أهمية. تقاليد الماضي.. فيما يقول الروائي والقاص محمد العرفج: إن من الأفضل انتقال رئاسة الأندية الأدبية إلى الشباب المثقفين بدلا عن الكهول والشيوخ وكذلك الأكاديميين على وجه العموم ، لأن هناك تجارب في الأندية الأدبية مع الأصناف التي ذكرت ، فالمثقف الشاب لديه وعي بما يتطلبه العصر الذي يعيش فيه وهو مالا يتوفر لدى الكهول والشيوخ الذين يعيشون مع تقاليد الماضي والواقع أثبت ماذكرت ، أما الأكاديميون فهم أكثر انغلاقاً سوءاً كانوا شباباً أم كهولاً لأنه من خلال تجربتي مع رؤساء النوادي الأكاديميين وجدت أنهم محصورون في نطاق تخصصاتهم حتى لو ادّعوا انفتاحهم على المعارف الأخرى ظاهريا إلا أن عطاءهم محدود في حدود التعامل الظاهر، وليس معرفة جوهر تلك العلوم وأهميتها، ومن ذلك نجد بعض تلك الأندية تعطي جوائز أدبية في حدود تلك التخصصات التي تحدّ معرفتهم للمعارف الأدبية والثقافية الأخرى.
مشاركة :