الشاعر والروائي الأردني إبراهيم نصرالله يعيد الألق لشعر الحب العربي باستعارة مجاز الذئبة والذئب، بطلا مجموعته الشعرية الجديدة “الحب شرير.العرب [نُشر في 2017/05/06، العدد: 10624، ص(16)]حب من أربعة أجزاء بيروت - الحب، هذه الثيمة التي ظلت محور الكثير من الأعمال الإبداعية منذ فجر وعي الإنسان، هذا الذي شغل الشعراء العرب القدامى والمحدثين والمعاصرين وحتى اللاحقين، ثيمة لا تنفد مهما اغترف منها المبدعون على اختلاف الأزمان والأمكنة، لا تتوقف عن التجدد والتواجد ما دام هناك إنسان على سطح البسيطة، بكل ما تحتويه من نار العواطف والقصص المتشعبة المؤلمة والمثيرة. ثيمة الحب كانت محور المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر والروائي الأردني إبراهيم نصرالله “الحب شرير”. والمجموعة تحمل عنوانا فرعيا هو «طوق الذئبة في الألفة والاستذآب»، ويتألف الكتاب من أربعة أجزاء هي: الحب شرير، أوبرا الذئاب، ظلال الذئبة، اشتعالات. يحاول نصرالله إعادة الألق لشعر الحب العربي، لا من حيث هو شعر غزل، بل من حيث هو شعر حياة ومشاعر جارفة، في أجواء ملحمية، أوبرالية، يبدو فيها الجموح روح هذا الحب كما هو روح للمكان الذي يتحرك فيه، وروح الطبيعة من حوله أيضا، وروح ذلك المكبوت الذي يصرُّ البشر على دفنه في داخلهم. يستعير نصرالله مجاز الذئبة والذئب، وهما بطلا هذا العمل، في قصائد تشكل حكاية حب يتقاطع فيها جمال الحب مع عنفه، ونسائمه مع عواصفه، ورغبة الكائن للوقوع في أسر الحب مع توقه إلى الحرية بعيدًا عنه، ويغدو الميلاد في الحب أعلى مراتب الانبعاث والوجود، فتتقاطع بذلك أسئلة المصير الكبرى التي تُقلق الكائن حين يكتشف العالم ما إن يكتشف نفسه أمام هذه الريح. وكُتب على الغلاف الأخير للمجموعة الصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون ببيروت أن هذا الكتاب الشعري «واحد من الأعمال الأدبية النادرة التي لا يمكن للمرء أن يقرأها ويخرج منها كما كان، ثمة بحر، هنا، لا بدّ للمرء من أن يبتلّ بأمواجه، وحنين مختلف، لا يقلّ عن لحظة اللقاء والذوبان، قوةً وعذوبةً. جنون يبلغ أقصاه؛ فبقدر ما هو ملموس وحسِّي، هو روحاني وصوفي أيضا». ونطلق صفة كتاب شعري على هذه المجموعة نظرا إلى وحدة الثيمة التي جمعت مختلف المقاطع الشعرية، والنصوص في سياق واحد، حتى كأننا نجد أنفسنا أمام نص شعري واحد متدفق ومتشعب. وبحسب ما جاء على الغلاف أيضا: «هي تجربة، تكمن طزاجتها، في تعبيرها عن منطقة عميقة، حميمة، في الروح البشرية، بلغة برية طليقة، تمنح القصيدة العربية مذاقًا حارًا جريئًا، وتثبت أن الشعر ما زال قادرًا على تقديم المُدهش الأخّاذ الذي يستولي على روح قارئه ويفتح أبوابًا جديدة له”.
مشاركة :