لم تكن الدراسة عائقاً أمام عائشة شبيلي. استعاضت عن الشهادة بالمهارة والشجاعة وأصبحت أول امرأة جازانية تمارس مهنة النجارة، وتدرب عليها مجاناً بنات منطقتها فاتحة أمامهم باب رزق جديد. لا تحمل شبيلي سوى الشهادة الابتدائية، ولا تجيد الكتابة والقراءة. تعلمت مهنة النجارة من والدها وعملت فيها، ثم قررت تدريب وتأهيل أكثر من 500 فتاة بلا مقابل مادي في جازان، المنطقة الواقعة أقصى جنوب المملكة بالقرب من اليمن. وصلت إلى معظم مدن المنطقة، حتى الجزر البحرية القريبة منها كجزيرة فرسان، وركزت على تأهيل الفتيات المطلقات والأرامل وأسر السجناء وأصحاب الدخل المنخفض لتفتح لهن باب رزق يغنيهن عن طلب الحاجة ويمكنهن من الكسب، بحسب وصفها. وقد حصدت الشهر الماضي جائزة أج فند Arab Gulf Fund الدولية لمشاريع التنمية البشرية، والصادرة عن برنامج الخليج العربي للتنمية. بكت شبيلي عند استلام الجائزة في مقر الأمم المتحدة بجنيف، وألقت كلمة تدربت على حفظها وإلقائها جيداً لكنها لم تتمكن من إتمامها. "تدمع عيني وبناتي المتدربات، مرت علينا أيام وجدنا من تحطيم الطموح وقلة ذات اليد وها أنا اليوم أقف وأرى نتيجة الصبر والكفاح".أقوال جاهزة شاركغردلا تحمل شبيلي سوى الشهادة الابتدائية، ولا تجيد الكتابة والقراءة لكنها غيرت حياة مئات السيدات.تدريب في منزلي "في بادئ الأمر فتحت منزلي الخاص ليكون مقر مؤقت لتأهيل الفتيات به"، تقول شبيلي لرصيف22. لكنها واجهت الكثير من العقبات والتحديات منعتها من التوسع، كان أولها رفض المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني بمنحها رخصة معتمدة، وعدم سماح أمانة جازان باستخراج تصريح لإقامة مركز يؤهل الفتيات بالنجارة، بحكم أن المتعارف عليه مهنة النجارة مخصصة للرجال. لم تستسلم وتجعل القوانين والأنظمة سبب في تراجعها عن تحقيق حلمها بتأسيس مركز يدعم الأسر المنتجة. تواصلت مع أمير منطقة جازان، محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، وبدوره دعمها وأمر بإصدار تصريحاً لها، وأنشأت مركز إبداع المرأة، وهو أول مكان يعلم النساء في السعودية تصنيع الأثاث والنجارة.بطالة المرأة السعودية تراوحت نسبة البطالة بين النساء السعوديات في عام 2014 بين 23 و34% بحسب تقرير نقله موقع العربية عن وزارة العمل، غالبيتهن من حاملات الشهادات الجامعية، تليهن الحاصلات على الشهادة الثانوية. فيما بلغت نسبة البطالة بين النساء في جازان التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليون ونصف، 75 وقد تطرقت الرؤية السعودية 2030 لمجال سوق العمل السعودي، وتحديداً لعمل النساء، فخددت نحاور أساسية كانت أحدها زيادة عدد النساء في سوق العمل ورفع نسبة مشاركتهن المشاركة من 22% إلى 33%.[related-posts أفنان عبدالله صحافية سعودية كلمات مفتاحية السعودية المرأة التعليقات
مشاركة :