انحسار العنف منذ بدء سريان اتفاق «مناطق تخفيف التصعيد» في سوريا بيروت: «المجلة» تراجعت وتيرة أعمال العنف بشكل واضح، السبت، في عدد من المناطق السورية، منذ بدء سريان الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين روسيا وإيران وتركيا، من أجل إحلال هدنة دائمة، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية: «انحسرت أعمال العنف بشكل واضح في المناطق المشمولة بالاتفاق، باستثناء القصف وبعض المعارك التي جرت خلال الليل، وصباح السبت، في محافظة حماة (وسط) ودمشق وحلب (شمال)». واعتمدت روسيا وإيران، حلفاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، في كازاخستان، الخميس، خطة روسية لإقامة 4 مناطق آمنة، ويبدأ سريانها اعتبارا من منتصف ليل الجمعة – السبت، بحسب نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين. ويجب على الدول الثلاث الضامنة رسم حدود 4 «مناطق تخفيف التصعيد» بحلول الرابع من يونيو (حزيران) 2017، في 8 من أصل 14 محافظة سورية، وذلك لمدة 6 أشهر. ووفقا لوكالة «أ.ف.ب» الإخبارية، لن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ فعليا إلا في الرابع من يونيو، عندما يتم تحديد هذه المناطق بدقة. ولا ينص الاتفاق بوضوح عما إذا كانت المعارك ستتوقف بشكل فوري، كما لم يعلن النظام والفصائل المقاتلة عما إذا كانوا سيتوقفون عن القتال. وأعربت الهيئة العليا للمفاوضات، المكون الرئيسي للمعارضة السورية، الجمعة، عن «قلقها من غموض» تلك الاتفاقية التي «تم إبرامها في منأى عن الشعب السوري، وما شابها من غياب للضمانات وآليات الامتثال»، معتبرة أن «الاتفاق يفتقر إلى أدنى مقومات الشرعية». وينص الاتفاق أيضا على تحسين الوضع الإنساني، وخلق «الظروف للمضي قدما في العملية السياسية»، لإنهاء الحرب التي أودت بأكثر من 320 ألف شخص خلال 6 سنوات. وعلى طول حدود «مناطق تخفيف التصعيد»، سيتم إنشاء «مناطق أمنية» تتضمن حواجز ومناطق مراقبة، الهدف منها تفادي أي حوادث أو مواجهات بين الأطراف المتنازعة. ومن المفترض، وفق المذكرة، أن تؤمن قوات من الدول الضامنة الحواجز ومراكز المراقبة وإدارة «المناطق الأمنية». كما من الممكن أن يتم «نشر أطراف أخرى في حال الضرورة». وعلى الدول الضامنة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان تقيد الأطراف المتنازعة بوقف إطلاق النار الهش، الذي توصلت إليه تركيا وروسيا في نهاية ديسمبر (كانون الأول). وتؤكد المذكرة ضرورة اتخاذ الدول الضامنة «الإجراءات اللازمة كافة داخل وخارج مناطق تخفيف التصعيد لمواصلة القتال ضد (داعش) وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا) والمجموعات المرتبطة بهما كافة».
مشاركة :