شهد آخر يوم للحملات الانتخابية قبل الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة غداً الأحد، احتجاجات ضد مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، بينما أحرز إيمانويل ماكرون تقدماً في استطلاعات الرأي. وعندما زارت لوبان كاتدرائية ريمس، الجمعة، استقبلها حشد من الشباب المتظاهرين بصيحات استهجان، وتعد كاتدرائية ريمس الموقع التاريخي لتتويج ملوك فرنسا. صرخات احتجاج وأظهرت مقاطع مصورة للحدث المتظاهرين وهم يرددون “مارين، أعيدي الأموال!”، في إشارة إلى تحقيق قضائي في مزاعم بأنها حصلت على مرتبات لأعضاء في الحزب من البرلمان الأوروبي دون وجه حق. وخرجت لوبان من الكاتدرائية من باب خلفي، ولكن المحتجين شاهدوها ورددوا صيحات استهجان لها مجدداً. وكتبت بسخط على تويتر: “أنصار السيد ماكرون يتصرفون بعنف في كل مكان، حتى في كاتدرائية ريمس، وهي مكان رمزي ومقدس، لا يوجد كرامة”. الامتناع عن التصويت وقام مرشح تيار الوسط ماكرون بجولة هادئة في كاتدرائية روديه جنوبي فرنسا، وأنهى حملته الانتخابية بنقاش مطول في مقر موقع “ميديا بارت” الإخباري اليساري، في ما يبدو أنها آخر محاولاته للوصول إلى الناخبين اليساريين المؤيدين للمرشح جان لوك ميلنشون، الذي خسر في الجولة الأولى من الانتخابات. وأظهرت استطلاعات الرأي، أن ما يصل إلى 41% من الناخبين الذين أيدوا ميلينشون في الجولة الأولى، والكثير منهم يعترض على البرنامج الاقتصادي الليبرالي لماكرون، يعتزمون الامتناع عن التصويت أو إبطال أصواتهم. وأعرب ماكرون لمحرري “ميديا بارت” عن أسفه، لأن الناس يحاولون تصنيفه لأنه عمل لمدة 4 أعوام في مصرف “روتشيلد”. قرصنة منسقة إلا أن فريق حملة ماكرون أكد تعرضه لـ”عملية قرصنة ضخمة ومنسقة”، إثر نشر معلومات داخلية، منتقداً ما اعتبره محاولة “زعزعة الاستقرار الديمقراطي”. وأوضحت حركة “إلى الأمام!” التي يرأسها ماكرون، في بيان، أنّ “الوثائق المتداولة تم الحصول عليها قبل أسابيع عدة، من خلال قرصنة حسابات بريد إلكتروني شخصية ومهنية تعود إلى العديد من مسؤولي الحركة”. وأضافت، أنّ كل تلك الوثائق “قانونية”، لافتة إلى أن عملية القرصنة الكبيرة “غير مسبوقة في أي حملة انتخابية فرنسية”. وجاءت تلك التسريبات قبل نحو 24 ساعة من الجولة الثانية والأخيرة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأحد، والتي يتواجه فيها ماكرون مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن. وأوضح البيان، أن “حركة إلى الأمام، كانت ضحية عملية قرصنة ضخمة ومنسقة أدت إلى نشر معلومات داخلية ذات طابع متنوع (رسائل إلكترونية، وثائق مالية، عقود) مساء اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي”. وأشار فريق حملة ماكرون إلى أن “أولئك الذين يتداولون هذه الوثائق يضيفون وثائق كاذبة كثيرة إلى وثائق حقيقية من أجل زرع الشك والتضليل”. ولفت إلى أن عملية التسريب جاءت “في الساعة الأخيرة من الحملة الرسمية”، وأنه “من الواضح أنها مسألة زعزعة الاستقرار الديمقراطي مثلما حدث خلال الحملة الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة”. وكانت أجهزة الاستخبارات الأمريكية اتهمت روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة العام الماضي لصالح الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، خصوصاً عبر قرصنة الحزب الديموقراطي الذي تنتمي له المرشحة السابقة هيلاري كلينتون. وأردف البيان المطول، أنه “طوال الحملة، كان حركة إلى الأمام الحزب الأكثر استهدافا بهذه المحاولات بشكل مكثف ومتكرر”، مضيفاً أن “الهدف من وراء هذه التسريبات، كما تشير كل الأدلة، هو إيذاء الحركة قبل ساعات من الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية”. وتابع: “من الواضح أن كل الوثائق المسربة من عملية القرصنة قانونية وتظهر الأداء الطبيعي لحملة رئاسية”. ونشر موقع “ويكيليكس” رابطاً على موقع تويتر للدخول إلى الوثائق، قائلاً إنها “تتضمن عشرات آلاف الرسائل الإلكترونية، وصوراً، ومرفقات حتى 24 أبريل /نيسان 2017″، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه ليس مسؤولاً عن عملية التسريب. تقدم ماكرون ومع انتهاء الحملات الانتخابية والتغطية الإعلامية رسمياً منتصف ليل الجمعة، وقبل التسريبات، أظهرت 6 استطلاعات للرأي نشرت نتائجها يوم الجمعة توسيع ماكرون تقدمه على لوبان إلى ما يتراوح بين 23 و26%، لتمنحه الفوز بنحو 62% من الأصوات مقابل 38% للوبان. وعزز ماكرون تقدمه بعد المناظرة التلفزيونية التي شابها الانفعال، وجرت مساء الأربعاء بين المرشحين. وواجهت لوبان انتقادات على نطاق واسع بسبب أدائها في المناظرة، التي ظهرت فيها غير واثقة من الحقائق وأطلقت العنان للإهانات المتكررة بحق ماكرون. ورد وزير الاقتصاد السابق بإهانات من جانبه، لكنه تمكن من الظهور بصورة أكثر اعتدالاً واطلاعاً. وستبدأ بعض الأقاليم الفرنسية فيما وراء البحار عملية التصويت صباح اليوم السبت بالتوقيت المحلي. وصنفت لوبان نفسها كمرشحة للمهمشين و”فرنسا التي لم تعد قادرة على الاحتمال”، واصفة المصرفي السابق ماكرون بأنه ممثل “للنظام”، كما هاجمت الهجرة والاتحاد الأوروبي. وبدأ اليوم الأخير من الحملات الانتخابية بشكل مثير، حيث تسلق نشطاء من منظمة السلام الأخضر برج إيفل في باريس لرفع لافتة ضخمة تحمل شعار فرنسا الوطني “الحرية والمساواة والأخوة” إلى جانب هاشتاج “قاوم”. وكتبت الجماعة المدافعة عن البيئة في تغريدة عبر موقع تويتر: “يجب ألا نسمح للجبهة الوطنية بتعريض قيمنا للخطر. قاوم”. وقالت الشرطة، إنه تم اعتقال 12 شخصاً من بينهم متسلقون “تلقوا تدريباً جيداً على نحو خاص ومجهزون بشكل حسن”، وأضافت أنه سيتم تعزيز الأمن عند النصب التذكاري.شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :