رام الله - غزة - د ب أ: الرئيس الفلسطيني محمود عباس مشغول كثيراً هذه الأيام، فيوم الأربعاء الماضي استقبله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، ويوم الثلاثاء المقبل سيلتقي الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير في رام الله، والخميس المقبل يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي. في كل مناسبة يروّج عباس لتأسيس دولة فلسطينية مستقلة بجانب إسرائيل، في الوقت الذي يواجه فيه ضغوطاً داخلية لا تقتصر فقط على الخلاف المتصاعد مع حركة حماس. يقول أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني غسان الخطيب: «أعتقد أن التحديات التي يواجهها عباس خطيرة للغاية. الوضع الداخلي مأساوي». لكن النزاعات الداخلية تضعف موقف عباس التفاوضي في النزاع مع إسرائيل. فإسرائيل استولت في حرب الستة أيام عام 1967 على عدة مناطق من بينها الضفة والقدس وغزة، ثم انسحبت من القطاع بعد ذلك. ويريد الفلسطينيون هذه المناطق لتأسيس دولتهم عليها، على أن تكون عاصمتها القدس الشرقية، وهو أمر مستبعد بالنسبة لإسرائيل. كما تحاصر إسرائيل قطاع غزة وتحول دون حدوث أي تطور اقتصادي هناك. وفي موجة جديدة من الهجمات الفلسطينية قُتل أكثر من 40 جندياً إسرائيلياً منذ تشرين أول/أكتوبر 2015، كما قُتل خلال هذه الفترة الزمنية نحو 300 فلسطيني، ولقى أغلبهم حتفهم خلال هجمات شُنّت من جانبهم. وباءت كافة المفاوضات حول إعادة الوحدة بين فتح وحماس بالفشل، وذلك منذ أن انتزعت الأخيرة السلطة لنفسها في قطاع غزة في آخر انتخابات تشريعية جرت عام 2006. كل هذا يضع مصداقية عباس عند تحدّثه عن كافة الفلسطينيين محل شك رغم تمتعه بالاعتراف الدولي بسلطته. وقبل لقائه ترامب هدّد عباس حماس بـ»إجراءات غير مسبوقة» لإجبارها على تسليم السلطة، فقد أعلن وقف دفع مستحقات كهرباء غزة لإسرائيل. ويُعاني سكان غزة منذ سنوات من نقص حاد في إمدادات الطاقة، ويحصلون على الكهرباء لمدة ست ساعات فقط يومياً. وفي الوقت نفسه، يريد نحو ثلثي الفلسطينيين استقالة عباس من منصبه، حسبما أظهرت نتائج استطلاع لمؤسسة «كونراد أديناور» الألمانية في رام الله. كما يرى نحو 80% من الفلسطينيين الذين شملهم الاستطلاع أن السلطة الفلسطينية صارت فاسدة تحت قيادته. ويتهم الكثير من الفلسطينيين عباس بعدم السعي لتعيين خليفة له. وفي المقابل، يثق الكثير من الفلسطينيين في قدرة السياسي مروان البرغوثي على توحيد الصف.
مشاركة :