ثلاث تقنيات حديثة لترميم الوجه

  • 5/7/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: راندا جرجسيحتوي الوجه على مجموعة من العضلات، يستخدمها الإنسان في التعبير عن مشاعره، كما تتجمع فيه معظم الحواس، وبذلك تجتمع الأهمية الوظيفية الحيوية مع الغاية الجمالية، ولكن في بعض الحالات يتعرض الوجه للتشوهات سواء الخلقية أو نتيجة حادث ما... وغيرها، كما أن المرأة تضع الحفاظ على نضارة الوجه وشبابه، ضمن أساسيات الحياة لديها، وعندما تشعر بخلل ما، وتبدأ خطوط التجاعيد في الظهور، تبحث عن علاجات وحلول لتستعيد وجهها بكامل تألّقه ورونقه، وفي هذا التحقيق نتعرف إلى معظم المشاكل التي تهدّد الوجه وطرق تفاديها. تقول الدكتورة هالة محمد، اختصاصية الأمراض الجلدية: «عندما نتحدث عن التجاعيد، فغالباً ما نرمز لها بالعدو اللدود للمرأة، فهي إحدى الأسباب المؤدية للقلق الدائم لبعض النساء، نتيجة الشعور بقرب الشيخوخة والتقدم في العمر. وتحدث هذه الحالة نتيجة لتغيرات كثيرة من الناحية الطبية، من أهمها فقدان مرونة الجلد، فتضعف عضلات الوجه تدريجياً، كما تتجمع الدهون أسفل الوجه، وتؤدي إلى حالة ترهل البشرة، إضافة إلى تغيرات داخلية أو باطنيّة للجلد مثل قلّة مستوى الكولاجين في البشرة، الذي يعدّ عاملاً ضرورياً لشد البشرة والحفاظ على رونقها. وتظهر التجاعيد عادة مع تقدّم العمر بداية الأربعينات، وتكون أكثر وضوحاً في أكثر الأماكن تعرضاً للشمس، كالوجه والكفيين، وتبدأ بالظهور بشكل سطحي وواضح على هيئة خطوط دقيقة قرب العيون، وحول الشفاه والجبهة. ومع الوقت يترهل الجلد بشكل أكبر وأسرع ما يؤدي إلى عمق التجاعيد وأكثرها وضوحاً». أنواع التجاعيد وتوضح د. هالة أنه «مع اختلاف الأسباب وحالة كل مريض، تتنوّع التجاعيد من حيث الأعراض الشكلية أوالجمالية، ومن حيث العمر، فهناك تجاعيد ساكنة، تلك التي يمكن رؤيتها بشكل دائم وبكلّ وضوح، حتى مع استكان عضلات الوجه بدون أي حركة، وهي التي تحدث مع تقدم العمر، بينما المتحركة هي التي تكون ناتجة عن حركة بعض العضلات كما في حالة الضحك أو العبوس، وتعتبر ظاهرة فسيولوجية، وتحدث لمختلف الأعمار والمرأة والرجل. وفي معظم الحالات تظهر التجاعيد بعد سنّ الأربعين نتيجة لترهّل البشرة الطبيعي، إلا أن هناك نوعاً آخر يصيب النساء قبل سنّ الأربعين، ويعدّ من الحالات التي تسبب القدر الأكبر من التوتر والانزعاج لدى بعض النساء. ومن الناحية الشكلية أيضاً، تقسم التجاعيد إلى سطحية لا يمكن ملاحظتها بالعين بسهولة وأخرى عميقة».تغيرات تُظهر التجاعيد وتشير د. هالة إلى أن هناك بعض الأسباب وراء حدوث التجاعيد، منها:• تقدم العمر.. تحدث تغيرات باطنية في جسم الإنسان تزيد من فرصة حدوث التجاعيد للبشرة، ومن ضمنها انخفاض مستوى ألياف الكولاجين، والألياف المرنة؛ تلك المسؤولة عن مرونة البشرة وحركتها الطبيعية. • التدخين.. مع استمرارية التدخين، تنقبض أوعية البشرة وينخفض مستوى الأليف التي بدورها تزيد من فرصة الإصابة بالتجاعيد المبكرة، كما أنّ الدخان المنبعث يؤثر على البشرة أيضاً وطبيعة مرونتها على المدى الطويل. • أشعة الشمس.. ويؤدي التعرّض للشمس لفترات طويلة إلى جفاف البشرة وظهور التجاعيد على شكل خطوط طوليّة أو أفقية، لذا ينصح دائماً باستخدام الكريمات المرطبة للبشرة، والواقية من الشمس؛ وذلك لاجتناب التعرّض لأشعة الشمس فوق البنفسجية، التي تؤثر على الجلد وتسرّع عمليّة الترهل، وتعدّ البشرة البيضاء الأكثر عرضة للتجاعيد المبكرة وخاصة مع التعرّض المستمر لأشعة الشمس.• تغيير الوزن.. تكثر حالات الإصابة بالتجاعيد عند الرجال والنساء الذين يخسرن كمية كبيرة من الوزن، ويستعيدونها مجدداً بفترة قصيرة، فعمليّة شدّ الجلد عند زيادة الوزن وارتخائه عند نقصه تؤدي بالتأكيد إلى فقدان مرونة الجلد، وبالتالي إلى زيادة فرصة ظهور التجاعيد. • فيتامينات.. من الناحية الصحية، كأي حالة، تستوجب اتباع نظام طبيعي ومتوازن للجسم، لاجتناب أي عوارض سلبية وظاهرية، فنقص فيتامين E يؤدي إلى نقص الكولاجين في الجلد، وبالتالي الإصابة بالترهل. • عادات يومية.. عادة ما ننسى إزالة مستحضرات التجميل قبل النوم. إلا أنّ من الضروري الاهتمام بالأمر جيداً، لأنّ تلك المواد ربما تتسرب إلى مسام البشرة وتكسير الكولاجين، كما أنّ السهر المتواصل، وعدم انتظام فترات النوم، مع شرب كميات غير كافية من الماء، تؤدي لفقدان نضارة ورونق البشرة، والاستعجال بحدوث التجاعيد.خطوات وقائيةوعن كيفية الوقاية من التجاعيد، تؤكد د. هالة، أنه لا يمكن تأخير الزمن ولا يمكن إيقافه، ولكنّ تأخير التجاعيد ممكن وبشكل بسيط. ولتحقيق ذلك يجب اتباع بعض الخطوات التي تجنّب المرأة أو الرجل حدوث تجاعيد البشرة وأهمها: الابتعاد عن التعرّض المستمر لأشعة الشمس، خاصة لذوي البشرة الفاتحة، وضرورة استخدام المراهم الواقية من الشمس، كما ينصح بالابتعاد عن التدخين، والمدخنين بصورة عامة، وذلك لاجتناب الآثار الضارة والناتجة عن الدخان ذاته، ولمن لديه نظام صحي معين، يرجى الابتعاد عن الاستمرار بأنظمة الرجيم غير المتوازنة، مع شرب كميات كافية من الماء يومياً، والنوم لفترات منتظمة، ومن الناحية الجمالية، ينصح دائماً بتنظيف وترطيب البشرة باستمرار وخاصة قبل النوم، حيث يجب إزالة أي مستحضرات تجميل، وهناك بعض طرق العلاج المتاحة وهي:• العلاجات الدوائية، فهناك الكثير من الأدوية التجميلية في الصيدليات، إلا أنّ معظم الكريمات الموضعية لا تعالج المشكلة لفترات طويلة المدى، يذكر منها الأدوية التي تحتوي على مشتقات فيتامين (أ)، والتي تساهم في علاج التجاعيد السطحية. • السنفرة.. وهي نوعان، إما جراحي أو أو غير جراحي، ويعرف بالتقشير الكريستالي للبشرة، وتكون نتائجه بسيطة. أما التطبيق الجراحي يتم فيه إحداث كشط للطبقة الخارجية والعليا للجلد. وينصح دائماً بتطبيقها على من لديه بشرة بيضاء، ولا تتوقع حدوث أي ندبات أو بقع لونية بعد العملية. • التقشير الكيميائي.. ويتم تطبيقه لإزالة خلايا البشرة الميتة، وحثّ البشرة على تجديد الخلايا عن تطرّق استخدام بعض المواد الكيميائية كأحماض الفواكه، ويختلف تركيز المواد مع اختلاف عمق التقشير المراد إحداثه.• الهيالورونيك أسيد (الفيلر).. وهي مادّة مالئة للجلد، وموجودة بشكل طبيعي فيه، إلا أنها تقل مع تقدّم العمر، ولا تسبب أي مخاطر. يتم حقنها في أماكن التجاعيد فتعمل على امتصاص الماء لتعطي حجماً أكبر ونضارة أكثر للبشرة، ولكن لمدة معينة، حيث يحتاج المريض إلى تكرار عملية الحقن بين الحين والآخر.• حقن البوتوكس.. وهو مادة مستخلصة من بكتيريا معينة، تساعد على ارتخاء العضلات المسببة للتجاعيد، حيث يتم استخدامها في علاج التجاعيد المتحركة لمدة معينة، كما يحتاج فيها المريض إلى تكرار عملية الحقن بين الحين والآخر.• حقن الدهون.. في حالة انخفاض مستوى الدهن في منطقة معينة من الجلد، ينصح بإعادة حقنه لتعود مرونة البشرة، وتقل فرصة انقباض الخلايا.• العلاج بالليزر.. ويعتمد على إزالة الطبقات السطحية من الجلد بواسطة شعاع ليزري، ذي طول موجي محدد، ولا يفيد الليزر بمعالجة الترهلات، إلا أنه أثبت فعاليته في إخفاء التجاعيد، بدون أي مضاعفات جانبية.• استخدام الخيوط لشد البشرة وتحفيز الكولاجين، وأخيراً العمليات الجراحية والمتخصصة بشد الجلد، وتعتبر الحل الوحيد لعلاج التجاعيد الشديدة والترهلات، فالحفاظ على بشرة نضرة هي ثمرة تعاونك مع الطبيب المختص، فلا تترددي في طلب الاستشارة والمساعدة.ترميم الوجه ويذكر د. ماهر الأحدب، مختص عمليات التجميل، أن الوجه هو ذلك الجزء الذي يحدّد آدمية الإنسان أكثر من أي جزء آخر، فهو الهوية وموقع التخاطب، والمركز الأهم للجمال. أما من الناحية الطبية فالوجه موقع التنفس، والنطق، والسمع، والبصر، والتذوق، وبذلك تجتمع الأهمية الوظيفية الحيوية مع الغاية الجمالية، ليكون الوجه في صلب اختصاص جراح التجميل لإصلاح وترميم كل ما يحدث به نتيجة للعوامل الآتية:التشوهات الخلقية للوجه، وهي متعددة وأكثرها شيوعاً• الوحمات الوعائية التي تظهر بعد الولادة، وربما تسبب قلقاً للوالدين، خاصة إذا كان حجمها كبيراً، إلا أن علاجها في الغالب يكون تحفظياً، حيث إن غالبيتها تختفي بشكل تام عند عمر ست أو سبع سنوات. • أما التشوّه الأبرز للوجه من الناحية الخلقية هو الشفة الأرنبية، التي تنتج عن اختلال في التحام النصف الأيمن والنصف الأيسر من الشفة معاً، وتصاحبها تشوهات في الفك العلوي وسقف الحلق، وتعتبر الشفة الأرنبية من الحالات المعقدة التي تستدعي تظافر الجهود الترميمية بين جراح التجميل، وفريق متكامل يشمل أخصائيي الأنف، والأذن، والحنجرة، والنطق، وأطباء الأسنان، وعادة ما تستمر العلاجات والجراحات حتى عمر 18 سنة، حيث يكون آخرها تجميل الأنف.- الإصابات والحروق، وهي شائعة في دول الخليج، وتكون هذه الإصابات عبارة عن فقدان أجزاء من الأنسجة السطحية في حادث مّا، إما بسبب الكشوط، أو انسلاخ الأنسجة، بفعل قوة الشد والسحب على الأنسجة الرخوة بالوجه، وعلاج هذه الحالات يكون عن طريق الغيارات المتكررة لبضعة أيام، ليتم تحديد الأنسجة المتهتكة من الأنسجة الحية، التي يمكن الحفاظ عليها، والتي فقدت التروية الدموية الكافية، وبعدها يتم إكساء المنطقة المصابة بطبقة جديدة من الجلد باستخدام الترقيع الجلدي من نفس جسم المريض. وبالنسبة لحروق الوجه، فيجب إعطاء فرصة لمدة شهر كامل، لكي يشفى من نفسه، قبل اتخاذ القرار بالتدخل الجراحي، الذي يعتمد على الترقيع الجلدي من نفس جسم المريض، كما أنه من الضروري للمتابعة اللصيقة من قبل الطبيب، وتقديم العناية المناسبة للندبات والأماكن المحروقة، لتفادي انكماش الجلد، وحدوث المضاعفات طويلة المدى إثر الحرق.- ترميم السرطانات.. يعتبر ترميم الوجه بعد استئصال الأورام الخبيثة من أكثر الجوانب تعقيداً في جراحة التجميل، حيث إن الأورام السرطانية يمكن أن تصيب الجلد في منطقة الأجفان، أو الشفاه، أو الأنف، هذه المناطق لها دور كبير في وظائف البصر، والنطق، والأكل، والتنفس، ويستدعي ترميمها إعادة تشكيل الأنسجة بشكل ثلاثي الأبعاد، حيث لا يكفي إعادة الجلد إلى وضعه الطبيعي؛ بل يجب أيضاً ترميم الأنسجة المخاطية الموجودة داخل تجويف الأنف أو الفم.السلم الترميمي ويؤكد د. الأحدب، أن اتخاذ القرار حول الوسيلة المناسبة للترميم يتخذها الطبيب باستخدام السلم الترميمي، وهو عبارة عن إيديولوجية لترتيب الحلول المتاحة للترميم، من الأبسط إلى الأكثر تعقيداً، حيث يكون أبسط الحلول خياطة الجلد مباشرة ليشفى خلال فترة قصيرة، ويليها ترك الجروح لتلتئم من تلقاء نفسها مع الغيارات المتكررة. أما في المستوى الثالث فيأتي دور الترقيع الجلدي الذي يعتمد على نقل طعم جلدي رقيق، من منطقة سليمة في جسم المريض، لإكساء منطقة أخرى. أما المستوى الرابع والأخير فيكون باستخدام الشرائح، وهي عبارة عن أجزاء من جسم الإنسان يتم قطعها جزئياً بحيث يحافظ على ترويتها الدموية، ليتم نقلها من مكانها إلى المنطقة المراد ترميمها، دون الإخلال بتدفّق الدم من خلالها، وميزة هذه الطريقة أنها تسمح بترميم العضلات والدهون، إضافة للجلد، كما أنها غالباً ما تُعطي نتيجة جمالية أفضل.تقنيات حديثة لترميم الوجه ويفيد د. الأحدب، أنه على علم جراحات الترميم عامة، وجراحات الوجه خاصة، طرأت عليه مجموعة من التطورات في التقنيات المستخدمة، لعل أبرزها ثلاث تقنيات هي:1- الجراحة المجهرية، وهي التي يتم فيها استخدام شريحة من الأنسجة تكون بعيدة عن المكان المراد ترميمه، ولضمان حصول التروية الدموية الجيدة، يتم توصيل هذه الشريحة بالشرايين والأوردة الدقيقة، عن طريق المجهر الجراحي المكبر باستخدام خيط سماكته أقل من ثلث سماكة شعرة الإنسان، في عملية معقّدة وطويلة، يمكن أن تستغرق 12 ساعة في بعض الحالات، حيث إن قطر الشريان الذي تتم خياطته ربما يكون 1 ملم فقط.2- كما استجدت تقنية علاج الجروح بالضغط السالب، التي أحدثت ثورة كبير في عالم الترميم، وتعتمد هذه التقنية على جهاز اشتف يتم توصيله بالغيارات الموضوعة على الجرح، وعن طريق برمجة خاصة لطريقة الشفط وقوّته ومدّته، يستطيع الجسم أن يستجيب لبناء أنسجة جديدة من تلقاء نفسه، ما يسمح بتفادي عمليات جراحية معقّدة وخطيرة لترميم الوجه.3- الجلد الصناعي أو ما يعرف علمياً باسم Acellular Dermal Matrix، وهو عبارة عن شرائح من الكولاجين الحيواني، يتم نزع الخلايا الحية منه ليصبح على شكل إسفنجي، يسمح بدخول الخلايا الحية في المسام الإسفنجية الخاصة به، ليترمّم ويتشكّل بشكل يشبه طبقة جلد الإنسان، ليتم كسو هذه المادة بطبقة رقيقة من الرقع الجلدية لاحقاً. وتتيح هذه التقنية ميزة الترميم باستخدام أقل وأرق كمية من الرقع الجلدية، كما أنها تُكسب المنطقة المرمّمة ليناً غير مسبوق مقارنة بالترقيع الجلدي التقليدي. أغذية تحارب التجاعيد تعد التغذية السليمة المفتاح الأساسي الذي يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض عديدة، مثل الحرص على تناول التوت البري، والحبوب الكاملة، والمكسرات، والأسماك، ومنتجات الألبان، وهناك كثير من الأطعمة تساعد على إبطاء عملية الشيخوخة، وطهور التجاعيد كـ: • زيت الزيتون، وله تأثير إيجابي في القضاء على إزالة الدهون التي تتراكم على جدران الأوعية الدموية، كما أنه صديق جيّد للكوليسترول. • المواد المضادة للأكسدة؛ لأنها تعمل على مكافحة الجذور الحرة، التي هي جزيئات أكسجين غير مستقرة تتجول بحرية في أجسامنا، وتوجد بكثرة في الفواكه والخضروات.• الفاصوليا، التي ينصح بتناولها 3 - 4 مرات أسبوعياً، تساعد على خفض ضغط الدم، وتحسين مستوى الكوليسترول، وغنية بالألياف الغذائية التي تساعد في خفض الوزن.

مشاركة :