الجيوب الأنفية هي تجاويف تقع داخل جمجمة الإنسان حول العينين والأنف والجبهة، وهي الأعضاء التي تنتج المخاط الذي يعمل على ترطيب الممرات الأنفية، كما أنها تنتج مواد توفر طبقة واقية للمساعدة على إبقاء الجسيمات غير المرغوب فيها، مثل الملوثات والأتربة والكائنات المعدية بعيداً عن الجهاز التنفسي، كما أن هذه الجيوب مبطنة بخلايا هدبية تشبه الشعيرات الدقيقة، وتساعد على تصريف إفرازات ممرات الجيوب الأنفية إلى خارج الأنف.هي عملية تهدف إلى فتح مسارات الجيوب الأنفية وإزالة الانسدادات، ويعد هذا خياراً للأشخاص الذين يعانون التهابات الجيوب الأنفية المستمرة والمتكررة، ومن لديهم هيكل غير طبيعي للجيوب الأنفية أو أن تكون مصابة بأورام أو غير ذلك، وغالباً ما يحاول الطبيب استخدام خيارات علاجية أخرى قبل اللجوء إلى الجراحة، وهي عملية يمكن أن تتم بأقل قدر من الألم والمضاعفات.أسباب إجراء الجراحة هناك العديد من الأسباب التي تستوجب إجراء عمليات جراحية للجيوب الأنفية، ويكون الهدف منها في الغالب إزالة كل ما يمنع تصريف مسارات الجيوب الأنفية، ويتضمن هذا إزالة القطع الرقيقة من العظام والأغشية المخاطية أو الأنسجة التالفة، إضافة إلى أي أورام تؤدي إلى انسداد الأنف أو الجيوب الأنفية. كما يمكن استخدام هذه الجراحة لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض مثل التهاب الجيوب الأنفية والأورام الأنفية الحميدة وبعض أنواع الالتهابات الأخرى التي تصيب الجيوب والممرات الأنفية، فضلاً عن الانسداد المستمر، وغيرها من الأسباب التي تؤدي إلى التهاب في الممرات والجيوب الأنفية.ومن الأسباب الشائعة للجوء للعمليات الجراحية التهاب الجيوب الأنفية، وهو تورم الجيوب والممرات الذي يؤدي إلى انسداد الأنف والشعور بالضغط حول العينين والجبهة، إضافة إلى أنها تؤدي إلى السعال والصداع، ويكون لها تأثيرات متفاوتة حسب الحالة على حاسة السمع. وتعتبر الجراحة حلاً جيداً للأورام الأنفية الحميدة والناتجة عن تورم الأنسجة داخل الأنف والجيوب، وتكون بأحجام مختلفة، ولكنها عادة ما تشبه القطرة، وقد تؤدي الأورام الكبيرة إلى حدوث ضيق في التنفس والتأثير على حاسة الشم، كما يمكن أن تتسبب في إنسداد الجيوب الذي يمكن أن تنتج عنه الالتهابات والعدوى المتكررة. وقد لا يشعر البعض بأعراض معينة، ولكن البعض قد يعاني انسداد الأنف الذي يؤدي بدوره إلى ضيق التنفس وسيلان الأنف وضعف حاستي التذوق والشم والصداع والشخير وضيق التنفس أثناء النوم.أنواع مختلفة تعتبر جراحة الجيوب الأنفية بالمنظار هي الأكثر شيوعاً، كما أن هنالك العديد من الأنواع الأخرى. وتعتبر الجراحة الوظيفية للجيوب الأنفية باستخدام المنظار (FESS) الأكثر شيوعاً، ويتم في هذا النوع استخدام المنظار الذي يتمثل في أنبوب رقيق مضيء مصنوع من الألياف البصرية، حيث يتم إدخاله في الأنف للوصول إلى فتحات الجيوب الأنفية. بعد ذلك يتم تمرير التلسكوبات الدقيقة والأدوات الجراحية واستخدامها لإزالة الأنسجة والانسدادات لتنظيف الأماكن المصابة بالانسدادات أو الأوساخ المتراكمة، وتتم العملية بأكملها من خلال فتحتي الأنف بدون أن تكون هنالك أية ندوب في كثير من الأوقات، ويمكن أن ينتج عنها بعض التورم الذي يختفي بسرعة، وفي أحيان كثيرة لا تترك العملية أي آثار واضحة. وعادة ما يشعر من يخضع لهذا النوع من العمليات الجراحية بعدم الراحة لفترة قصيرة من الزمن.جراحة تجريف الجيوب أو «كالدويل لوك» تعتبر هذه العملية أقل شيوعياً وأكثر تعقيداً من غيرها، وتستخدم لاستئصال الأورام من داخل تجويف الجيوب الأنفية، وبالتالي تحسين تصريف الهواء عبر الممرات، حيث يتم صنع مسار بين الأنف والتجويف الذي يقع تحت العين، والذي يطلق عليه جيب الفك العلوي، ما يساعد على انسياب الهواء بشكل أكثر سلاسة. ويقوم الجراح بعمل شق في الفك العلوي، فوق واحد من الأضراس الأول أو الثاني داخل الفم، الأمر الذي يمكنه من الدخول إلى تجويف الجيب من خلاله، ويمكن إجراء هذه العملية تحت التخدير الموضعي أو التخدير الكامل.التماثل للشفاء يمكن أن يحتاج المريض للتعبئة الأنفية بعد إجراء جراحة الجيوب الأنفية، وهي عبارة عن إدخال شاش معقم داخل تجويف الأنف للتحكم في النزيف. ويعتمد استخدام التعبئة على نوع العملية، ويمكن أن يكون الشاش الطبي قابلاً للامتصاص بواسطة جسم الإنسان، حيث يذوب مع مرور الوقت، أو خلافاً لذلك يمكن أن يكون غير قابل للامتصاص، وفي هذه الحالة يجب على الطبيب إزالته بعد فترة محددة من إجراء العملية.تعتمد فترة النقاهة على نوع العملية التي تم إجراؤها، كما تتأثر بعوامل أخرى مثل العمر والحالة الصحية العامة للمريض، بيد أن أغلب المرضى يشعرون بقليل من عدم الارتياح بعد عمليات الجيوب الأنفية، ويكون في مقدور المرضى في أغلب الحالات الذهاب إلى المنزل في نفس يوم الجراحة، كما أنه من الممكن أن يحتاج المريض الذي خضع للعملية الجراحية إلى مسكن للألم خلال فترة التماثل للشفاء، وعادة ما يشعر المرضى بعدم الراحة والإرهاق واحتقان الأنف والقليل من النزيف في بعض الحالات.ويجب على المرضى اتباع تعليمات الطبيب بدقة والمواظبة على تناول جميع الأدوية حسب الوصفة الطبية، كما يجب عليهم إجراء بعض التعديلات على أنشطتهم اليومية لفترة أسبوعين بعد الجراحة. وتتضمن أدوية الفترة التي تلي الجراحة مسكنات الألم ومحاليل غسل الأنف والفم والمضادات الحيوية.المخاطر تعتبر المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تحدث خلال جراحة الجيوب الأنفية نادرة في الغالب، وتتضمن النزيف الذي يحدث غالباً خلال الـ 24 ساعة الأولى بعد العملية، ولكن يمكن أن يحدث ذلك النزيف بعد ذلك أيضاً، كما يمكن أن تحدث مضاعفات داخل تجويف الجمجمة، حيث يفصل الحاجز الموجود على سقف الأنف بين الجيوب الأنفية والدماغ، وهو الحاجز الذي يمكن أن يتأذى أثناء الجراحة، وبالتالي تتسرب سوائل الدماغ إلى الأنف. وفي الحالات المتأخرة يمكن أن يؤدي النزيف التالي للعملية الجراحية إلى التهاب السحايا، بيد أنه نادر الحدوث. ويمكن كنتيجة للجراحة أن تتضرر العين والأنسجة المحيطة بها، وذلك بسبب أن الجيوب الأنفية قريبة جداً من العين، ويمكن أن يتضرر معها الحاجز العظمي الرقيق الفاصل بين الجيوب والعين، مؤدياً إلى حدوث نزيف داخل العين، والذي يتسبب في الرؤية المزدوجة في حالات كثيرة، فضلاً عن فقدان البصر الجزئي أو الكامل في حالات نادرة جداً. والجدير بالذكر أن هذه المضاعفات يمكن معرفتها ومن ثم معالجتها أثناء العملية نفسها، ويمكن في بعض الأحيان تضرر الغدد الدمعية، وبالتالي السيلان المفرط للدموع. ومن المضاعفات النادرة أيضاً تغير الصوت وفقدان حاستي التذوق والشم وكذلك عدوى الجيوب الأنفية وانسداد الأنف نتيجة الندوب الناتجة عن الجراحة، والتي تتطلب إجراء عملية جراحية أخرى لإزالتها.خيارات علاجية بديلة عن الجراحة عادة ما يصف الطبيب قبل اللجوء إلى العملية الجراحية العديد من الطرق العلاجية الأخرى، مثل المضادات الحيوية ومضادات الحساسية ومضادات الهستامين والـ«استيرويدات» الموضعية والعامة، كما يمكن استخدام غسول أو بخاخ الأنف الملحي، علاوة على بخاخ الأنف المضاد للاحتقان. الجراحة الموجهة بالصور تعتبر إجراءً حديثاً يوصى به في الحالات المتأخرة من إنسداد الجيوب الأنفية، أو بعد عمليات الجيوب السابقة. وبالإضافة لاستخدم المنظار، يستخدم هذا النوع من العمليات نظاماً ثلاثي الأبعاد ليبين للطبيب الأوضاع الدقيقة للأدوات الجراحية من خلال استخدام الأشعة المقطعية والأشعة تحت الحمراء. ويمكن للطبيب باستخدام هذا التوجيه أن يعبر الممرات الضيقة ويزيل الأنسجة والانسدادات الأخرى بدقة أكبر.
مشاركة :