يتعامل الكثيرون من العرب مع وسائل التواصل الاجتماعي على أنها مجرد وسيلة للتسلية، ولكن منذ أكثر من أسبوع حدث على موقع تويتر تنافسٌ يبدو أنه مزاح، ولكن يدعونا لأن نعيد نظرتنا في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي. البداية سأل شاب يدعى Carter Wilkerson على حساب مطعم Wendys الشهير للوجبات السريعة: ما عدد إعادة التغريدات الذي لو وصل إليه فبإمكانه الحصول على Nuggets مجاناً لمدة عام؟ وكان الرد هو 18 مليون إعادة تغريد. يبدو الرقم مبالغاً فيه نوعاً ما، ولكن كان رد الشاب Consider it done. بدأ الشاب في التعريف بالأمر وطلب مساعدة الناس في الوصول لهذا الرقم، على الرغم من كونه غير مشهور وليس لديه عدد كافٍ من المتابعين للوصول للرقم. وبين ليلة وضحاها، استيقظ الشاب وعنده آلاف المتابعين ووصل عدد إعادة تغريدته حتى الآن إلى 3.2 مليون إعادة تغريد. الذي حوّل مسار الأمر؛ خروج الإعلامية Ellen DeGeneres بأن يقوم الجمهور بإعادة التغريد لها مع تغريدة الشاب لتحتفظ هي بالرقم القياسي، معبرة عن دعمها للشاب أيضاً. المدهش في الأمر، هو انتشاره في وسائل الإعلام المختلفة وصار الأمر يأخذ بعداً آخر غير فكاهي. فالحساب الخاص بالمطعم أعلن أنه إذا وصلت تغريدة Carter لرقم كبير فسيتبرع بـ100 ألف دولار لمؤسسة خيرية. وتوالت شركات كبرى معبِّرة عن تضامنها مع الشاب وتدعو جمهورها لمساعدته. ولكن، اكتسب الأمر حجماً ضخماً، صار حملة ترويج ضخمة ومرتجلة لجميع الأطراف، فالشاب صار لديه متابعون كثر وأصبح مشهوراً عبر وسائل الإعلام. بالطبع، المطعم حقق مكاسب مادية من هذا الموقف، والشركات الداخلة المستغلة للقوة الاجتماعية للحادثة. وباختصار، أهم الدروس المستفادة: 1- إشراك العملاء على وسائل التواصل الاجتماعي والتفاعل معهم. 2- حسن استخدام العناصر المؤثرة واستثمارها لتحقيق مكاسب مادية ومعنوية. 3- تنمية الوعي المجتمعي والتحفيز نحو الأعمال الخيرية. 4- لا تحقر من تأثير القوة المجتمعية؛ فهي إما مستقرة وإما طافرة . 5- تسخير القوة الإيجابية لوسائل الإعلام. 6- اللمسات الإنسانية تكسبك تعاطف العامة. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.