دبي (الاتحاد) عادت معظم السلع الرئيسة إلى الاستقرار يوم الجمعة بعد أسبوع من البيع المكثّف، وشهدت معظم السلع خسائر كبيرة في معظم قطاعات الطاقة والتصنيع والمعادن الثمينة، حيث هبط مؤشر «بلومبيرغ» للسلع إلى ما يكاد يكون أدنى مستوى له عن ستة أشهر، مع تراجع النفط الخام عن الأرباح التي حققها منذ إبرام اتفاقية خفض الإنتاج في نوفمبر. كما سجل النحاس أكبر خسارة له عن يومين منذ عام 2015، بينما تعرض الذهب لمزيد من الهبوط كنتيجة لبيع الفضة والبلاتين. وقال تقرير لـ «ساكسو بنك» أعده أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع لدى البنك، إن الصين حظيت بالكثير من الاهتمام مع هبوط المعادن الصناعية، بما فيها فلذات الحديد، إثر المخاوف حيال الطلب، وذلك في ظل قيام الصين بتضييق الهوامش الائتمانية في مسعى منها للتخفيف من حالة المضاربة والحد من التعرّض للمخاطر. ومع ارتفاع تكاليف الائتمان، فقد يتأثر قطاع الإسكان مباشرة بعد تلاشي تأثيرات موجة الإنفاق على البنية التحتية التي شهدها عام 2016. وأضاف هانسن أن النفط كان مسرح أهم أحداث الأسبوع، إذ شهد خلال الأسبوعين الماضيين حركة بيع مستمرة، ولكن مضبوطة، من قبل أصحاب المواقع الطويلة الذين تضرروا من الوضع الحالي. وتابع التقرير: «تدهورت حالة الأسعار أكثر مع ارتفاع المبيعات قصيرة الأمد من طرف المتداولين ذوي الطابع التقني وأصحاب الزخم القوي. وارتفعت أسعار لحم البقر إثر القلق إزاء تراجع المعروض، وذلك بعد صدور تقارير تشير إلى احتمال نفوق آلاف الحيوانات في مزارع منطقة السهول العظمى في الولايات المتحدة بعد العاصفة الثلجية الشديدة التي ضربت نهاية الأسبوع الماضي، والتي شكلت كذلك سبباً لارتفاع أسعار أهم المحاصيل التي تأخرت زراعتها، وذلك فضلاً عن المخاوف من تأثير هذا الأمر على محصول القمح الشتوي الموجود على الأرض». وعزى تقرير «ساكسو بنك» حالة فقدان الصبر التي اعترت المتداولين إلى سيل الأخبار التي تتحدث عن ارتفاع المعروض، وأدى الهبوط دون الدعم المهم يوم الخميس الماضي إلى تحفيز مزيد من البيع مع دخول البائعين قصيري المدى على الخط. وحدد التقرير نقاط الضعف الآونة الأخيرة إلى مجموعة من الأسباب، من بينها ازدياد إنتاج النفط بمقدار 840 ألف برميل يومياً بعد المستوى المتدني الذي سجله في أكتوبر الماضي، وليست ثمة أي بوادر تشير إلى تباطؤ هذا الإنتاج حالياً، حيث وصل إجمالي الإنتاج في الأسبوع الماضي إلى 9.3 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى له منذ أغسطس 2015. كما واصلت مبيعات السيارات الأميركية في أبريل هبوطها للشهر الرابع على التوالي، ما عزّز المخاوف حول الطلب على البنزين قبل وخلال موسم الذروة. وفي الوقت نفسه تواصل الصين تشديد سياساتها النقدية في الوقت الذي بدأت فيه آثار موجة عام 2016 للإنفاق على البنية التحتية بالتلاشي.
مشاركة :