مصر تطوق إثيوبيا بزيادة التعاون مع إريتريا ودول حوض النيل عكس استقبال القاهرة لعثمان صالح وزير خارجية إريتريا ويماني جبر آب مستشار الرئيس، الجهود المصرية لدعم وتقوية العلاقات مع دول حوض النيل، سعيًا إلى الالتفاف على التشدد الإثيوبي في ملف سد النهضة. وأكد سامح شكري وزير الخارجية المصري خلال المباحثات مع المسؤوليْن الإريترييْن اهتمام مصر بتطوير العلاقات بين البلدين في كافة المجالات، ومتابعة برامج التعاون الثنائية القائمة، فضلًا عن الاهتمام بمنطقة القرن الأفريقي وأمن البحر الأحمر والأوضاع في دولة جنوب السودان. وتأتي الزيارة عقب أيام قليلة من زيارة شكري إلى كمبالا، التقى خلالها الرئيس الأوغندي يوري موسيفني، وسلمه رسالة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تناولت ضرورة الإعداد الجيد لقمة دول حوض النيل التي دعا إليها موسيفني، باعتباره الرئيس الحالي لدول مبادرة حوض النيل (القمة الرئاسية من المتوقع انعقادها في 25 مايو الجاري)، كما تناولت المباحثات دعم برامج التعاون المشترك بين الدولتين. وتأمل دوائر مصرية أن تنجح قمة عنتيبي في التوصل إلى حل توافقي مع دول المنبع الموقعة على الاتفاق في 10 مايو 2010، وبموجبه لا يتم الاعتداد بحصة مصر التاريخية من مياه النيل (55,5 مليار متر مكعب)، حيث نص البند الرابع منها على مبدأ “الانتفاع المنصف والمعقول لمياه النيل” دون الحديث عن حصة مصر. وتتحرك الدبلوماسية المصرية حاليًا على ضوء الاهتمام المصري بزيادة التعاون السياسي والتجاري مع دول القرن الأفريقي، بالإضافة إلى الزيارات الأخيرة التي قام بها الرئيس المصري لدول حوض النيل. ويلفت المراقبون إلى أن النظام المصري أدرك عدم جدوى استراتيجية الحوار المباشر مع إثيوبيا وإقناع دوائر الحكم هناك بالأخطار الجسيمة التي تلحق بمصر جراء بناء السد، حيث بدأت الدبلوماسية المصرية في تطويق إثيوبيا عن طريق محاولة خفض الدعم السياسي والدبلوماسي الموجه لها من الدول المحيطة في منطقة القرن الأفريقي وشرقي ووسط أفريقيا. وقالت مصادر سياسية إنه لا بديل آخر لمصر إلا المضي قدما في استراتيجية التطويق السياسي الأفريقي لإثيوبيا في ظل تناقض مواقفها، وتعمدها إطالة أمد المفاوضات حتى تنتهي من استكمال بناء السد، وتجسد ذلك في عدم جدوى اللجنة الثلاثية الدولية التي تم تشكيلها بين مصر والسودان وإثيوبيا منذ عام 2011، ومن بعدها إعلان المبادئ بين رئيسي مصر والسودان ورئيس وزراء إثيوبيا في 23 مارس 2015 بالخرطوم. وأوضح باحثون في الشأن الأفريقي أن “الدول الأهم التي يجب أن تعتمد عليها مصر في سبيل نجاح تلك الاستراتيجية، هي الدول الأربع الموقعة على اتفاق عنتيبي (كينيا- تنزانيا- رواندا- أوغندا)، لأن أي تراجع من جانب تلك الدول عن موقفها المؤيد لتغيير حصة مصر التاريخية من مياه النيل في وثيقة عنتيبي سيدعم كثيرا من موقف مصر التفاوضي مع إثيوبيا”. sarab/12
مشاركة :