لم يجد عبد العزيز الفوزان، معلم التربية الخاصة بمدرسة الشيخ صالح الخريصي الابتدائية ببريدة، أفضل من تخصيص قاعة تعليمية وترفيهية لإعادة تهيئة الطلاب ودفعهم نحو حب الدراسة، وكنموذج يُحتذى في تجسيد الفاعلية التربوية والاجتماعية بعد إزالة "الرهبة" التي منعت أحد طلاب الصف الأول للتربية الخاصة من دخول المدرسة أو التعايش مع نظامها. وبعد أن استفتح الطالب، يومه الدراسي الأول بالمدرسة بحالة البكاء والصراخ، خصص المعلم الفوزان جزءًا من اهتمامه وبحثه حتى خلص إلى أهمية تخصيص أحد الفصول لتكون قاعة تعليمية وترفيهية، يستطيع من خلالها طلاب التربية الخاصة أن يتعايشوا مع الأجواء الغريبة عليهم في المدرسة وقاعاتها الدراسية. وبالجهود الشخصية والجماعية مع بقية زملائه في المدرسة، وبدعم ومساندة من إدارة المدرسة وطاقمها الإداري، نجح المعلم "الفوزان" في جعل الترفيهية والتعليمية مقصدًا لطلاب التربية الخاصة. ففي البداية، رفض الطالب دخول المدرسة أو حتى المرور بجانبها، إلى أن جاء اليوم الذي صارح فيه معلمه، بقوله: "لا أرغب بمغادرة المدرسة" في دليل قاطع على أن المدرسة استطاعت أن تعزز من فاعلية الجذب والانتماء لدى الطالب وبقية زملائه، من خلال العمل على إيجاد البيئة التربوية والتعليمية المساعدة على التفاعل والإيجابية. عبد العزيز بن محمد الفوزان معلّم العوق الفكري وصاحب الفكرة والمسئول عن الصالة والقاعة، قال: "حالة البكاء الشديدة والإلحاح في الرفض من قبل ذلك الطالب دعتني لبحث الطرق والسبل الكفيلة، لأن يتجاوز ذلك الطالب حالة الرهاب تجاه المدرسة وعالمها، وبعد المشورة والدراسة عقدت العزم على تجهيز قاعة خاصة لطلاب التربية الخاصة، تتوافق وظروفهم العقلية والحركية. وأضاف الفوزان أن "القاعة التي قاربت كلفتها المادية 50 ألف ريال، قد قامت على الشراكات الاجتماعية التي عززتها المدرسة مع عدد من القطاعات الحكومية والخيرية، التي ساهمت بشكل مباشر وكامل في تجهيز وتأثيث القاعة، وذلك في مشهد يتكرر تحقيقه في هذا الوطن، الذي نجد فيه التعاون والتكامل البيني لقطاع التربية والتعليم في المنطقة مع العديد من الجهات الحكومية والخيرية الداعمة".
مشاركة :