أبها: الوطن 2017-05-07 11:48 PM الشعور بالتعب أمر طبيعي، لكن الشعور به بشكل مزمن أمر حير العلماء والأطباء كثيرا، ولذلك يستغرب الكثير من المرضى عندما يتم تشخيص حالتهم بأنهم يعانون ما يعرف بـ«متلازمة التعب المزمن»، وتتمثل في تعرض المريض للتعب الشديد واستمرار المرض معه لفترات طويلة، وبعد مضي عدة سنوات يتطور الأمر إلى بقاء المريض مرتاحا في سريره بشكل مستمر، ولا يقدر حتى على أداء أبسط الأنشطة. تجربة قاسية سرد موقع الراديو الوطني الأميركي قصة الصحفي العلمي الذي كان يعمل لمصلحة صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية بريان فاستاج، الذي بدأت معالم المرض تظهر عليه عام 2012، عندما كان يزور أسرته وأصيب بحمى شديدة. أصبح طريح الفراش مباشرة، وكان يعاني من أعراض شبيهة بالإنفلونزا التي لم تختف أبدا. الآن بعد مضي 5 سنوات، لا يستطيع الرجل البالغ 45 عاما التركيز أو حتى قراءة بعض الجمل دون الشعور بالتعب. فالمشي لمسافة قصيرة نحو صندوق البريد تعني وجوب الاستلقاء والراحة في ما تبقى من اليوم. في سبتمبر المقبل، سيصبح بريان مؤهلا لبرنامج «ميديكير» بسبب عجزه. ذاك المستوى من الشدة ليست بالصورة التي يتخيلها معظم الناس – بمن فيهم الأطباء – عندما يسمعون مصطلح «متلازمة التعب المزمن». ولكن ذلك هو التشخيص الذي تلقاه فاستاج بعد 18 شهرا من زيارة عدة أطباء. وتصيب هذه المتلازمة نحو مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها. تحديد السبب إنه ليس بالأمر السهل أن يتم تحديد السبب أو الأسباب وراء هذا المرض، وذلك لأن أعراض المرضى تختلف بشكل كبير، وعادة ما تكون الفحوص المخبرية سالبة، ولكن عندما يتم الكشف عن الجوانب غير الطبيعية، فإنها عادة ما تكون غير محددة بالشكل الكافي حتى تكون مفيدة. قام فاستاج بزيارة طبيب أعصاب وخضع للتصوير بالرنين المغناطيسي، وكشف الفحص أن الضرر في دماغه مع التهاب في النخاع، ولكنه لم يستطع إسناد تشخيص متلازمة التعب المزمن على ذلك فحسب. في أميركا، لا تزال معاهد الصحة الوطنية تبحث عن إجابات، حيث يستخدم فيها الباحثون بعض المعدات من أجل إجراء الفحوص المعقدة التي يطمحون إليها لإيجاد تفسير واضح لهذا المرض الغامض. دراسة المرض يرأس البحث حاليا طبيب الأعصاب الدكتور أفيندرا ناث، وهو كذلك رئيس قسم العداوى والأجهزة العصبية والمدير الإكلينيكي في معاهد الصحة الوطنية للسكتات الدماغية و الاضطرابات العصبية. تضمنت المرحلة الأولى من الدراسة على 40 شخصا مصابين بمتلازمة التعب المزمن، وكذلك 20 شخصا أُصيبوا بداء «لايم» مسبقا، و20 شخصا سليما. وخضع المشاركون للعديد من الفحوص، وشمل ذلك دراسات في النوم، وأنواعا مختلفة من أشعة التصوير المغناطيسي وعمليات الأيض وبروتيوميات مفصلة جدا، وهي الدراسات التي تستهدف تحديد وظائف الجينات. كما سيتلقى المشاركون فحوص مناعية على جميع السوائل البيولوجية بعد تحدي الرياضة، عندما تكون أعراض متلازمة التعب المزمن أكثر وضوحا. الافتراضات الحالية – كما يقول ناث – على خِلاف الأشخاص ذوي الأعراض المناعية طبيعية، وهو الجانب الذي يعمل على تهدئة العدوى، فهنالك مجموعة من الأفراد الذين تبالغ الأعراض المناعية في ردة فعلها وبالتالي تتسبب في أعراض جانبية. الانهيار التام أحد أصعب التحديات التي برزت في بداية الدراسة: تحديد المصابين، حيث قرر الباحثون البدء بتحديد الأشخاص الذين بدأ مرضهم بطريقة مشابهة لمرض فاستاج، بعدوى مفاجئة وحادة. يقول ناث إن التفكير الحالي هو أنه ربما توجد العديد من المحفزات المحتملة لفيروس واحد أو سبب آخر معد. الأمر الذي تتطلبه الدراسة أيضا هو أن يكون المرضى مصابين بالمرض لمدة تقل عن 5 سنوات، نظرا لأن هؤلاء الذين كانوا مرضى لفترة أطول عادة ما يُصابون بمشاكل صحية أخرى بسبب خمولهم. والأهم من ذلك فإنه يجب أن تنطبق على هؤلاء المشاركين معايير صارمة لمتلازمة التعب المزمن، وأهم عرض هو «الانهيار التام» مثل الذي يشعر به فاستاج بشكل روتيني حتى بعد أبسط الأنشطة. مزيد من الأبحاث مرحلة الدراسة الأولى – التي دامت من 3 إلى 5 سنوات – تستهدف إيجاد «العلامات» البيولوجية لهذا المرض. ومن ثم – في المرحلة الثانية المخطط لها – يقوم ناث وزملاؤه باستخدام تلك المعلومات من أجل تحديد أفراد أكثر و إعادة هذه الدراسات من أجل التحقق والتأكد. وأخيرا – في المرحلة الثالثة – سيقومون بتجربة التدخلات حتى يروا ما إذا كانت أعراض المرضى قد تحسنت. وأشار ناث إلى أن معظم الدراسات السابقة كانت دراسات صغيرة ولم تتم إعادتها من قبل مجموعات الباحثين الآخرين. في يوليو 2015، بعد ثلاث سنوات من إصابته بالمرض، كتب فاستاج رسالة تم نشرها في صحيفة «واشنطن بوست» ووجهها إلى مدير معاهد الصحة الوطنية فرانسيسكو لينز يطلب فيها منه المزيد من التمويل لأبحاث ودراسات متلازمة التعب المزمن. حتى الآن تم تخصيص 5 ملايين إلى 6 ملايين دولار. حقائق عن التعب المزمن تعرض المريض للتعب الشديد والمستمر يتطور الأمر إلى بقاء المريض مرتاحا في السرير بشكل مستمر صعوبة التشخيص فمعظم نتائج التحاليل سلبية بقاء المرض معه لفترات طويلة حتى إن كانت إنفلونزا عدم القدرة على القيام بأي مجهود دون الشعور بالتعب تصيب المتلازمة نحو مليون شخص في أميركا وحدها لا يزال المرض غامضا بشكل عام Bookmark and Share
مشاركة :