تطمح تونس إلى تحويل منطقة "عنق الجمل" الصحراوية التي تم فيها تصوير مشاهد من فيلم الخيال العلمي الشهير "حرب النجوم" للمخرج الأميركي جورج لوكاس، إلى منطقة جذب سياحي عالمية. وتتبع "عنق الجمل" إداريا ولاية توزر، وتحتوي على ديكور يجسم مدينة "موس اسبا" الخيالية، مسقط رأس "أنكين سكاي ووكر" أحد الشخصيات الرئيسة في فيلم حرب النجوم. وفي نيسان (أبريل) الماضي، أطلقت وزارة السياحة وجمعيات غير حكومية حملة دولية بعنوان "أنقذوا موس اسبا" لجمع تبرعات مالية بمبلغ 300 ألف دينار تونسي (الدينار يساوي أقل من نصف يورو) لإنقاذ وترميم المدينة الخيالية التي طمرت الكثبان الرملية المتحركة أجزاء منها. ورصدت السلطات التونسية 160 ألف دينار للبدء في أشغال إنقاذ وترميم الموقع. وفي أيار (مايو) زار عشرات من عشاق فيلم "حرب النجوم" القادمين من تونس والنروج و ألمانيا وبريطانيا وبلجيكا، مدينة "موس اسبا" ضمن نشاط نظمته وزارة السياحة. وداخل هذه المدينة، ارتدى الزوار ملابس الشخصيات التي جسدت فيلم حرب النجوم، وشاهدوا عرضاً لإحدى حلقات الفيلم التي تم تصوير مشاهد منها في "عنق الجمل". وجاب هؤلاء، في وقت لاحق، مدينة توزر مرتدين ملابس شخصيات الفيلم وحاملين سيوفاُ وأسلحة الليزر الشهيرة، كما قاموا بجولة سياحية في بعض واحات المنطقة. ويعتبر تنظيم مثل هذه التظاهرات السياحية متنفساً اقتصادياً لسكان الجنوب التونسي، ويعتزم المسؤولون في وزارة السياحة مواصلة تنظيم جولات مماثلة. وقالت المسؤولة عن حملة "انقذوا موس اسبا" راية بن قيزة إن موقع "عنق الجمل" تحول إلى مزار لآلاف من محبي فيلم حرب النجوم، وانه يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية والثقافية بالمنطقة. وأضافت أنه بعدما تم الانتهاء بنجاح من رفع الرمال التي طمرت ديكور "موس اسبا" أصبح بالإمكان مشاهدة كامل مكونات الديكور و"الآن سوف نمر إلى المرحلة الثانية والأهم: ترميم الديكور وتطويره". وقال طيب جلولي الذي يشرف على عملية ترميم مدينة "موس اسبا" إن ديكور المدينة "جذاب، ويكفي فقط ترميمه وإبقاؤه على قيد الحياة وحمايته من الكثبان الرملية". و"عنق الجمل" واحد من بين ثمانية مواقع صحراوية في تونس تم فيها تصوير مجموعة من مشاهد "حرب النجوم". واستلهم مخرج الفيلم جورج لوكاس اسم كوكب "تاتوين" الصحراوي الخيالي الذي دارت فيه مشاهد رئيسة من فيلم حرب النجوم، من اسم ولاية "تطاوين" التونسية الصحراوية، إذ تم تصوير مشاهد من الفيلم. واستغلت وزارة السياحة التونسية النجاح الباهر الذي حققته، في الأشهر الأخيرة، أغنية "هابي" (سعيد) للفنان الأمريكي فاريل ويليامز، للتعريف، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بموقع تصوير مشاهد "حرب النجوم" في ولاية تطاوين. وكان آلاف المعجبين بهذه الأغنية عبر العالم سجلوا مقاطع فيديو لأنفسهم وهم يرقصون ويغنون على أنغامها، ثم نزلوا المقاطع على شبكات التواصل الاجتماعي. واستلهمت وزارة السياحة التونسية الفكرة نفسها وصورت فيديو مشابها في موقع تصوير الفيلم بصحراء تطاوين، شارك فيه ممثلون يرتدون ملابس مشابهة لأزياء الأبطال الحقيقيين للفيلم. وشوهد الفيديو، منذ تنزيله على "يوتيوب" في السادس من آذار (مارس) وحتى اليوم، أكثر من مليون و800 ألف مرة، حتى أن الفنان الأميركي فاريل ويليامز نفسه قام بتنزيله على حسابه الخاص في تويتر. وأعلنت وزيرة السياحة آمال كربول في تصريحات صحافية أن الفيديو ساهم في التعريف بتونس لدى "عشاق فيلم حرب النجوم في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الاسكندينافية وأميركا الجنوبية". وأدت حالة عدم الاستقرار السياسي إلى تراجع عدد السياح الوافدين إلى تونس وتقلص الإيرادات المالية السياحية، مقارنة بسنة 2010 التي حقق فيها القطاع نتائج غير مسبوقة. وبداية 2014، أعلنت وزيرة السياحة شروع وزارتها في تنفيذ استراتيجية تقوم على التنويع السياحي في تونس، ليشمل السياحة الصحراوية والثقافية والبيئية وغيرها. وقالت الفنانة التونسية الشهيرة سنية مبارك التي عينتها وزارة السياحة أخيراً سفيرة للسياحة الصحراوية، إن هدف الوزارة جعل الجنوب التونسي "أحد أقطاب السياحة في تونس عام 2014". وتأمل وزارة السياحة أن تستقبل تونس سبعة ملايين سائح في 2014 وهو هدف يقول مراقبون إن تحقيقه يبقى مرتبطاً بحالة الاستقرار السياسي والأمني في البلاد. تونسحرب النجوم
مشاركة :