بعد عدة مواسم قضاها معارا إلى أندية تلعب في الدرجة الأولى الإنجليزية، يستقر هاري كين في صفوف توتنام هوتسبير للموسم الثالث على التوالي. المهاجم الذي أكمل بالكاد عامه الـ23 أبرز قدراته منذ اللحظة الأولى التي تم الاستقرار عليه فيها كمهاجم أساسي للفريق اللندني، بعد فشل تجربة روبرتو سولدادو مع الفريق، فأصبح الخيار الهجومي الأول للفريق. تحدث الكثيرون عن كون الأمر صدفة، وأنه قد يصبح كغيره من اللاعبين الإنجليز الذين يتألقون لموسم أو أكثر بقليل كحد أقصى ومن ثم يهبط مستواهم لسبب أو لآخر. لكن كين أبطل تلك النظرية، واستمر في تألقه مع توتنهام ليتجاوز حاجز الـ20 هدفا في الدوري الممتاز لثالث موسم على التوالي، بجانب كونه المهاجم الأول في إنجلترا في الوقت الحالي. الأمر لا يتوقف عند استمرارية تسجيل الأهداف فقط كموهبة فطرية، فإذا كنت تتابع كين جيدا، ستلاحظ مدى التطور الذي يمر به فترة بعد الأخرى. سرعة أكبر، أداء أقوى في الالتحامات، التحركات بشكل أفضل في الملعب مما يهيئه لوضعيات أفضل لتسجيل الأهداف، مما يضعه بشكل تدريجي في مصاف أفضل المهاجمين في العالم. كيف يتطور هاري كين وكيف يعمل على ذلك؟ المهاجم الدولي الإنجليزي يجيب بنفسه من خلال مقابلة أجراها مع موقع FourFourTwo. التحليل لا شك أن تحليل المباريات أصبح مسارا هاما تسلكه العديد من الأندية لتحليل أداء الفرق واللاعبين وتحركاتهم ونقاط قواهم وضعفهم. هاري كين يتحدث عن اهتمامه بالأمر وبتحليل مستواه بنفسه. ويقول كين: "بعد كل مباراة اتحدث إلى أحد محللي الأداء في الفريق من أجل إعطائي تسجيلات للمباراة لكي أحدد ما إذا كان بالإمكان تحسين الأداء في بعض الجزئيات" ويضيف "في أوقات عديدة بالطبع أتوقف عند لقطات معينة وأعيد تشغيلها أكثر من مرة. ألاحظ بشدة كل مرة قمت فيها بتمريرة بشكل مختلف أو جريت بطريقة مختلفة أو جربت إنهاء مختلف لبعض الفرص". وينهي حديثه عن تلك الجزئية "كل ذلك يساعدني من أجل التحسن". اللياقة البدنية هاري كين يعتبر اللياقة البدنية شيء أساسيا في تكوينه وتطوره إلى الأفضل. ويقول كين: "كان هدفي أن أصبح أكثر قوة وسرعة حين أصبح بعيدا عن منطقة الجزاء. لذا عملت بقوة على تطوير لياقتي من خلال التدريب في الصالة الرياضية." ويضيف "قبل بداية الموسم الماضي، عملت بشكل كبير على تقوية عضلات وأوتار القدم لكي تصبح أقوى، وقمت بإجراء تمارين لكل قدم على حدى". ويختم بخصوص تلك الجزئية: "ذلك يعتبر جزء محوريا في تكويني الحالي، وقد ساهم ذلك في جعلي اللاعب الذي أبدو عليه الآن". السرعة لا شك أن المهاجم كلما كان أسرع كلما كان أفضل وأخطر على دفاعات الخصوم. هكذا يعتقد هاري الذي يقول: "أن تتفوق في سباق سرعة على المدافع فذلك يعطيك أفضلية كبيرة للغاية. قمت بالتدرب في الصالة الرياضية على زيادة سرعتي بشكل أكبر". ويضيف "تقوية عضلات القدم وأوتار الركبة تعطيك القوة اللازمة لكي تزيد من سرعتك، ولكن عليك أن تتأكد من سلامة الطريقة التي تزيد بيها من سرعة ركضك". كين لا يدع شيئا للصدفة بل يسير على طريقة علمية، حيث يقول: "لقد عملت مع عالم مختص بالتدريبات الرياضية، وقد عملنا على تطوير طريقة ركضي وأهمية الحركة السليمة للذراعين أثناء الركض. لقد ساعدني الأمر كثيرا، وخاصة عندما أريد أن ألحق بتمريرة بينية". ذكاء التحركات الأمر لا يتعلق بمدى القوة البدنية أو السرعة فقط، بل أن الذكاء يكون مطلوبا للمهاجم المميز كذلك. هاري كين يدرك أهمية ذلك ولا شك أنه يتمتع بذكاء كبير في تحركاته في الملعب، ويدرك جيدا الفارق بين أن يلعب المهاجم رفقة مهاجم آخر في خط الهجوم، وأن يلعب كمهاجم وحيد. ويقول: "عندما تلعب وحيدا في خط الهجوم، فعليك أن تتحرك باستمرار لكي تعطي أفضل الخيارات لزملائك من أجل التمرير وصناعة الفرص، وعليك كذلك أن تجيد الوقوف على الكرة وتملكها". الأهم للمهاجم هو أن يمتلك الأفضلية عن لاعب الخصم وأن يسبقه دائما بخطوة، وذلك ما يدركه مهاجم توتنهام. ويضيف "لكي أفعل ذلك، اتأكد دائما من أنني أقف في المكان الأمثل، وأعمل على أن تكون اللمسة الأولى للكرة خلال استلامها هي المثلى وأن ألتحم بشكل مثالي مع المدافع واتأكد من أن الكرة في حوذتي لكي تقل فرص مضايقته لي". ثعلب منطقة الجزاء تعلم هاري كين درسا هاما من ليسلي فيرديناند –لاعب إنجليزي سابق ومهاجم لعدد من الأندية الإنجليزية وأبرزها توتنام. ويقول كين عن ذلك: "أخبرني ليس أن أغلبية الفرص تأتي للمهاجم حين يكون داخل منطقة جزاء الخصم. إذا كانت طريقة لعبك تعتمد على الخروج كثيرا من تلك المنطقة، ستكون فرصتك أقل في التسجيل". ويضيف كين على لسان ليس: "عليك دائما التواجد داخل المنطقة وأن يكون وجهك مقابلا للمرمى، وستأتي إليك الفرصة بنفسها. عندما تمتلك الرؤية المناسبة وتكون وضعيتك قريبة من المرمى، ففرصة حارس المرمى للتصدي لتسديداتك ستكون صعبة للغاية". الشغف والطموح للأفضل "عندما تلعب بشكل جيد وتسجل الأهداف، فلا يمكنك حقا الانتظار لحين قدوم المباراة التالية". هكذا يعبر كين عن طريق تفكيره خلال الموسم. ويضيف: "عندما تكون في مركز المهاجم، فإنك تحب اللعب باستمرار وتسجيل العديد من الأهداف. ذلك الأمر هو الذي يبرزك كمهاجم جيد". وينهي كين حديثه: "أعمل دائما على تحسين الطرق التي أسجل بها أهدافي. أشاهد مبارياتي السابقة وأهدافي فيها وما الجيد الذي قدمته خلالها. أستمع دائما لنصائح الخبراء والتي تبقيني طامحا للأفضل على الدوام".