في الثامن من أيار/ مايو ،خرجت مظاهرات دعا إليها زعماء الحركة الوطنية الجزائرية من أجل تذكير فرنسا بالمطالب الاستقلالية. و شملت تلك المظاهرات أرجاء الجزائر،تحضيرا للاحتفال بنهاية الحرب العالمية الثانية، وانتصار دول المحور على ألمانيا النازية، كانت المظاهرت في البدء شاملة لما يسمى بالشمال القسنطيني،وفي ذلك اليوم بالضبط ارتكب الاستعمار الفرنسي حينها مجازر شملت سطبف و قالمة وخراطة ،كان لها تأثير الكبير في نفسية الجزائريين من أن فرنسا لا تزال مستمرة في سياسته القمعية والاستيطانية عبر القتل و التنكيل. حملة الإبادة باستخدام سلاح البر و الجو و البحر أيضا التي شنها الجيش الفرنسي،راح ضحيتها ما يناهز 45 ألف قتيل منهم الأطفال و المسنون والنساء العزل.أما المؤرخون الفرنسيون فيتحدثون عن 15 ألفا إلى عشرين ألف قتيل. وقد كانت المظاهرات في الحقيقة استمرارا لمسيرات دعا إليها حزب الشعب احتجاجا لإطلاق سراح مصالي الحاج، واستقلال الجزائر واستنكروا الاضطهاد ورفعوا العلم الوطني. لكن السلطات الاستعمارية الفرنسية ردت بعنف ووحشية وجرائم،فدمرت القرى والمداشر،و كان الشاب البالغ من العمر 22 سنة، بوزيد شعال، هو أول ضحية، حيث كان مقتله من قبل المستعمر الفرنسي القطرة التي أفاضت الكأس. كانت مجزرة سطيف وقالمة أو مجازر 8 مايو 1945، هي عمليات قتل واسعة النطاق حول بلدة سطيف في عام 1945. عدا التدخل العسكري، قامت الإدارة الاستعمارية أيضا بحل الاحزاب السياسية و الحركات التحررية المطالبة بالانفصال عن فرنسا، وتضييق الخناق على زعمائها فأودع الكثير منهم غياهب السجون،واعتبر من ضمن “الخارجين عن القانون”. عدا الحديث عن حصيلة المجازر،التي فاقت أعدادها المهولة بكثير التصورات،حيث نقول مصادر جزائرية إنها “فاقت 100 ألف قتيل. أما جريدة ” البصائر” لسان حال جمعية العلماء المسلمين فقد قدرت عدد القتلى بـ 85 ألف. كانت أحداث الثامن من أيار/مابو من العام 1945، إرهاصا كبيرا،وبداية العد التنازلي لاندلاع الثورة التحريرة التي انطلقت شرارتها في الأول من نوفمبر من العام 1954، و استمرت تجلياتها حتى نيل الاستقلال من قبضة المستعمر الفرنسي، في الخامس من تموز/يوليو من العام 1962. وفي العام 1947 أنشئت “المنظمة الخاصة” تحضيرا للثورة التحريرية الكبرى. مجازر الثامن من ماي 1945،وظفت سينمائيا في العديد من الأعمال، نذكر منها هنا فيلم خارجون عن القانون (Hors La Loi) هو فيلم دراما جزائري من إخراج رشيد بوشارب، وتدور أحداث القصة بين 1945 و1962 ويركز على ثلاثة إخوة جزائريين الذين يعيشون في فرنسا بعد أن نجوا من أعقاب مذبحة سطيف
مشاركة :