أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، رفض بلاده أي دور للأمم المتحدة في مراقبة مناطق «تخفيف التصعيد» في سورية. في وقت خرج مئات المقاتلين المعارضين والمدنيين، أمس، من حي برزة الواقع في شمال دمشق، في أول عملية إجلاء للفصائل المعارضة من العاصمة السورية منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ستة أعوام. وقال المعلم في مؤتمر صحافي بدمشق «نحن لا نقبل بدور للأمم المتحدة ولا لقوات دولية في مراقبة حسن تنفيذ» مذكرة إنشاء مناطق «تخفيف التصعيد» في سورية. ووقعت روسيا وإيران الداعمتان لدمشق، وتركيا حليفة الفصائل المعارضة، مذكرة في أستانة الخميس تقضي بإنشاء «مناطق تخفيف التصعيد» في ثماني محافظات سورية من اصل 14 توجد فيها فصائل المعارضة. وبحسب المذكرة، سيصار في مناطق تخفيف التصعيد الى «وقف أعمال العنف بين الأطراف المتنازعة (النظام السوري والمجموعات المعارضة المسلحة التي انضمت أو ستنضم الى اتفاق وقف إطلاق النار)، بما في ذلك استخدام أي نوع من السلاح ويتضمن ذلك الدعم الجوي». وأضاف المعلم «الضامن الروسي أوضح أنه سيكون هناك نشر لقوات شرطة عسكرية ومراكز مراقبة في هذه المناطق»، من دون أن يتضح إذا كان يتحدث عن قوات سورية أم روسية. وأكد أنه «لا يمكن أن نتفق مع تنظيمي جبهة النصرة وداعش الإرهابيين على مناطق مخففة التوتر والفاصل الوحيد بيننا وبينهم هو القتال». وحول قتال «قوات سورية الديمقراطية»، المؤلفة من تحالف فصائل كردية عربية تدعمها واشنطن، ضد تنظيم «داعش»، قال المعلم «في هذه المرحلة نعتقد أن ما يقوم به المواطنون الأكراد في سورية في محاربة داعش هو أمر مشروع في إطار الحرص على وحدة وسيادة الأراضي السورية». وقدمت روسيا مشروع قرار حول إنشاء «مناطق لتخفيف التصعيد» إلى مجلس الأمن الدولي لتعزيز الاتفاق، بحسب ما نقلت الوكالات الروسية عن المتحدث باسم البعثة الروسية في الأمم المتحدة فيودور سترجيجوفسكي. بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أمس، إن الولايات المتحدة ستفحص عن كثب مناطق آمنة مقترحة تهدف إلى التخفيف من حدة القتال في سورية، لكنه حذر من أن «الشيطان يكمن في التفاصيل» وأضاف أن هناك الكثير الذي يتعين عمله. من ناحية أخرى، نفذت أمس، أول عملية إجلاء لمقاتلين معارضين من العاصمة دمشق. وأكد محافظ دمشق بشر الصبان، بحسب التلفزيون السوري الرسمي خروج 1022 شخصاً، بينهم 568 مقاتلاً معارضاً، بالإضافة الى أفراد من عائلاتهم في الدفعة الأولى من عملية الإجلاء في حي برزة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان حافلات تقل المقاتلين وعائلاتهم ومدنيين راغبين في الخروج توجهت إلى محافظة إدلب (شمال غرب)، التي يسيطر عليها تحالف فصائل معارضة. ومن المقرر وفق التلفزيون، أن «يستكمل خروج بقية المسلحين على مدى خمسة أيام» .
مشاركة :