الغامدي: الإخوان يستخدمون الدين لتحقيق أهدافهم السياسية للوصول إلى السلطة

  • 8/3/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أوضح الشيخ الدكتور أحمد قاسم الغامدي، أن جماعة الإخوان المسلمين بالوضع الراهن، جماعة سياسية تستخدم الدين لتحقيق أهدافها السياسية، وترفع شعارات براقة خداعة لتصل للسلطة أو لتزيد من الاستحواذ عليها، وهي أخطر جماعات الإسلام السياسي لكونها أكثرها مكرًا وأشدها كيدًا ولأنها تستخدم الكثير من الوسائل غير المشروعة للوصول لأهدافها، كاشفًا أنها في أصلها قامت على خليط من معتقدات منحرفة وظل امتداد ذلك الانحراف الفكري ظاهرًا على عملها فهي وإن ادعت رفع عقيدة الإسلام إلا أنها تأخذ بسياسة التجميع ولا تحرص على تعليم الناس ما جاءت به الأنبياء من التوحيد الواجب ولا تنكر العقائد الباطلة بحجة السياسة وتأليف القلوب، وإن استخدمتها كأوراق رابحة أحيانًا كوسيلة من وسائلها المضللة. ولذلك تري كثيرًا من التصريحات لزعمائهم مناقضة للإسلام تمامًا وهم يعلمون ذلك، ولكنهم يتأولونها بحجة السياسة والمداراة. حتى أصبحت السياسة في عملهم مبناها على المصالح، التي يرونها ويجعلونها هي الدين الذي يحكمهم في تصرفاتهم، ويقول لهم أفعل ولا تفعل فدينهم دين سياسة ومصالح لا دين عقيدة وأحكام شرعية وقيم فيه وأخلاق ولكنهم جعلوا التقية وسيلة تبرر لهم ما يصنعون. وكل هذا خلاف ما كان عليه رسول صلي الله عليه وسلم وأصحابه في مكة فقد كانوا مستضعفين وتنازلوا عن كل الغالي والنفيس إلا أصل الدين ودعوة الرسل وهو توحيد العبادة لله. وكان الواجب في الدعوة إلى الله ألا يقع الخلط في المفاهيم على الناس فيكون ذلك تجاهلًا لدعوة الرسل وخاتم الأنبياء ومساهمة في تضليل الناس واضمحلال حقيقة الدين والسنة. وأشار الغامدي إلى أنه في الجانب الآخر نجد أن عملهم ونشاطهم يفرخ الشك والتكفير للحكام والعلماء الربانيين الصادقين ويجهلون المجتمعات ويبيحون القتل والتفجير في سبيل تحقيق غايتهم وهي الوصول للسلطة ويتخفون في ذلك بسرية مشددة حتى التبس على كثير من أهل العلم وطلبته، فضلًا عن الأخيار وعموم الناس حقيقة أمرهم، ولكن الله فضح حالهم بكثير ممن تركهم، داعيًا العلماء التحذير من مخالفاتهم وكشف خططهم ومناصحتهم وإقامة الحجة عليهم وعدم التهاون بحالهم وطرق استحواذهم على الشباب والناشئة بصور العمل الخيري ومناشطه المخادعة فخطرهم شديد وضررهم لا ينبغي التهاون به. وأرجع الغامدي السبب في فشل الحكومة المصرية لامتصاص متظاهري الجماعة إلى أن تفسير ذلك أن الفشل الذي وقع عليهم كشف عدم صلاحيتهم لحكم بلادهم وسبب فشلهم في ذلك أنهم كانوا ينطلقون في رؤيتهم السياسية نحو إقامة الخلافة الإسلامية، كما يزعمون، وهم لا يملكون أدوات ذلك أصلًا، بل ولم يفلحوا في جمع الكلمة، فضلًا عما يطمحون إليه خارج بلادهم في عصر اختلفت أدوات العمل السياسي والعسكري فيه، فهم يخالفون معطيات الواقع والسنن الكونية والأخبار الشرعية الواردة في الوحي الدالة على تناقص كمال الدين وانتقاض عراه بدأ بالحكم. وهذا الفشل فوت عليهم فرصة كانوا يحلمون وينتظرونها بل هي الهدف الذي من أجله كونت هذه الجماعة كما فوت عليهم ثقة المجتمع فيهم مستقبلًا فليس أمامهم إلا الانتحار السياسي بحل الجماعة ومراجعة أهدافها ووسائلها أو الاستماتة في استعادة ما فوتوه ولو زج بمجتمعهم في حرب أهلية أو انقسام كما وقع بين حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، مؤكدًا أن دعم الحكومة الانتقالية مطلوب وضروري مع ضرورة الحرص على احتواء الأزمة حقنًا للدماء وحفظًا لمصالح وطنهم ومجتمعهم، وذلك بالتفاوض وتقديم ما يعيد الأمل للإخوان للعمل السياسي بصيغة جديدة صحيحة ومن المناسب طمأنة الإخوان المسلمين بالمشاركة في مستقبل البلاد لاحتواء صدمتهم بما انتهت إليه تجربتهم، وذلك بطرق سلمية وضمانات تعينهم على الأمل في المستقبل والكف عما يحصل من نزاع وصراع مع ضرورة إعادة الإخوان النظر في منهجهم السابق ومعالجة أخطائهم، التي تسببت لهم فيما وقعوا فيه وأهمية إعادة صياغة مشروعهم من جديد بما يتناسب مع ما يفرضه الواقع وما يفرضه نظام بلادهم على عموم الأحزاب السياسية، وأن يكون عملهم له أهداف معلنة ووسائل مشروعة لا سرية فيه ولا التفاف مندمج مع المجتمع لا يتجاوزون فيه حدود بلادهم ولا نظامه خاضعين لرقابة الدولة ومؤسساتها الرسمية كغيرهم من الأحزاب السياسية الأخرى المسموح لها بالعمل السياسي ليكون ذلك بداية لطريق جديد يستأنفون به العمل السياسي ويستعيدون به ثقة مجتمعهم وحكومتهم.

مشاركة :