الحرائق والانتحاريون.. آخر ما تبقى لداعش في الموصل

  • 5/9/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

على خط الجبهة في شمال غرب الموصل، يغطي دخان أسود السماء مصدره الاحياء التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم داعش وناتج، بحسب ما يقول ضابط في الشرطة الاتحادية عن حرائق يضرمها الجهاديون في إطارات سيارات وبراميل نفط. ويستخدم عناصر تنظيم داعش في آخر معاقلهم في الموصل الحرائق والسيارات المفخخة والانتحاريين والألغام وقذائف الهاون، للحد من تقدم القوات العراقية التي تمكنت خلال الاشهر الماضية من السيطرة على الجزء الشرقي من مدينة الموصل، وتتابع تقدمها منذ حوالي أسبوعين في الجزء الغربي. ويقول الضابط الذي يرفض الكشف عن اسمه "حين يكون الطقس صافيا، يمكن لطائرات القوات العراقية وطائرات التحالف أن ترى بوضوح تحركات الارهابيين وتمركزاتهم وان تستهدفها بدقة، الامر الذي يحاول داعش التصدي له بإحراق إطارات السيارات وبراميل النفط التي يحد دخانها الاسود من قدرة هذه الطائرات على الرؤية". وتتقاسم القتال على هذه الجبهة عند تخوم حي الهرمات الخمسة قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع في مواجهة تنظيم داعش. ولا تقتصر أسباب انبعاث الدخان الاسود على إحراق الاطارات والمحروقات.. فالهجمات التي ينفذها انتحاريو التنظيم المتطرف بواسطة المتفجرات والسيارات المفخخة تخلف وراءها ايضا دخانا أسود. في نقطة تجمع قوات الرد السريع في أسفل تلة، شاهد مراسلو وكالة فرانس برس كرة لهيب حمراء تنبعث فجأة من خلف التلة، ويليها انفجار ضخم. ويشرح معاون آمر لواء الرد السريع الاول العقيد الركن عارف الدليمي الذي كان يرافق الصحافيين، "انها سيارة مفخخة حاول الانتحاري الذي يقودها الوصول بها الى نقطة تجمع لقوات الرد السريع، لكن مروحية تابعة للقوات العراقية كانت تترصدها واستهدفتها بصاروخ قبل وصوله الى هدفه بمسافة كيلومتر واحد تقريبا". ويقول الدليمي لفرانس برس ان قواته كانت رصدت هذه السيارة قبل ساعات، "لكن سائقها دخل بها باحة منزل فيه نساء وأطفال، واحتمى بهم دروعا بشرية، فلم نتمكن من قصفها لان ذلك كان سيؤدي الى مقتل أبرياء، لكننا أبقيناها تحت المراقبة". ويضيف ان "داعش ينفذ يوميا بين خمس وست هجمات بواسطة انتحاريين يقودون سيارات مفخخة". وتتجمع آليات بعضها من طراز "هامفي" في أسفل التلة. ويقول الضابط محمد دياب "كما في السابق، يستخدمون العوائل والمدنيين كدروع بشرية لوقف تقدم قطعاتنا باتجاههم". وبدأت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن في 17 اكتوبر عملية ضخمة لاستعادة الموصل من تنظيم داعش الذي سيطر عليها في منتصف يونيو 2014.

مشاركة :