أجرى رئيس الوزراء الهندي المنتخب نارندرا مودي أمس الأحد، مشاورات مع قادة حزبه القومي الهندوسي، تمهيدًا لتشكيل حكومته، التي يتوقع أن تشكل انحرافًا كبيرًا نحو اليمين في الهند.. وغداة يوم من المهرجانات والمراسم الدينية في كل أرجاء الهند للاحتفال بالفوز الساحق لحزب بهاراتيا جاناتا (حزب الشعب الهندي) في الانتخابات التشريعية، عزل مودي نفسه داخل مكتبه لتحضير فريقه الحكومي. وبحسب مشاهد بثها التلفزيون، كان بي. أس. ياديورابا، الذي ينتمي إلى حزب بهاراتيا جاناتا ويترأس حكومة ولاية كارناتاكا (جنوب) أحد أول من التقاهم مودي الأحد في دلهي.. وأعلن براداش جافاديكار أحد قادة حزب بهاراتيا جاناتا لوكالة فرانس برس أن «أناسا من مختلف التيارات والاتجاهات يلتقون مودي»، رافضًا إعطاء تفاصيل حول أسمائهم. وسيتولى مودي الذي يحكم ولاية غوجارات التي يتحدر منها منذ 13 عامًا، مهامه على رأس الحكومة الهندية خلال الأسبوع.. وقد فاز بائع الشاي السابق في الانتخابات التشريعية مسجلًَا أكبر نسبة تقدم يحققها حزب في ثلاثين عاما. وبحسب أرقام اللجنة الانتخابية، فقد فاز بهاراتيا في 274 دائرة من إجمالي 543 دائرة.. وحزب بهاراتيا جاناتا، التشكيل القومي الهندوسي اليميني، ألحق هزيمة كبيرة بحزب المؤتمر الذي تتزعمه عائلة غاندي التي لم تتعود كثيرًا على الجلوس في مقاعد المعارضة منذ الاستقلال في 1947. وسيتعين على مودي أن يلبي التطلعات الكبيرة لعشرات ملايين الناخبين لأنه ركز حملته الانتخابية على الوعد بإيجاد فرص عمل جديدة وتحريك الاقتصاد الذي انحدر إلى أدنى مستوياته.. وجدد مودي وعده الأحد بحمل الهند مجددًا إلى استعادة مكانتها كدولة كبرى في العالم بالاستناد إلى عمل ائتلافه «التحالف الوطني الديموقراطي». وقال على حسابه على تويتر إن «التحالف الوطني الديموقراطي ملتزم بالكامل في إيجاد فرص تسمح مجددًا بفتح آفاق جديدة أمام الشعب الهندي وتعيد الهند مرة أخرى الى مكانتها كقوة عالمية». وحرص مودي خلال حملته الانتخابية على اعتماد لهجة تصالحية ووعد بالعمل على وحدة البلاد، في حين يبدي خصومه قلقهم حيال تهميش محتمل للاقليات ولا سيما الـ150 مليون مسلم.. فقد وعد زعيم حزب بهاراتيا جاناتا، الذي لم يشغل أي منصب من قبل على الصعيد الوطني، بتحقيق أحلام 1,2 مليار هندي، وهو أسلوب لتهدئة مخاوف الاقليات وبخاصة المسلمين الذين وقعوا ضحايا الاضطرابات الدامية التي اندلعت في ولاية غوجارات في العام 2002. إلا أن أعمال الشغب الدامية في ولاية غوجارات لطخت سمعته منذ 2002 وكانت أودت بحياة أكثر من ألف شخص وخصوصا في صفوف المسلمين.
مشاركة :