من يتابع مشوار مها المنيف الفائزة بجائزة "أشجع النساء" يمكنه أن يدرك جيداً كيف تحولت المسؤولية الاجتماعية على يديها من فكرة خاصة بالشركات إلى منهج حياة، لسيدة كرست جهودها ووقتها للأخذ بيد كل من يتعرض للعنف الأسري في جميع أنحاء المملكة، والعمل على التعريف بذاك السرطان الذي ينهش إنسانية البعض، والتخويف منه من خلال ما تقوم به من حملات توعية، وندوات، وعبر المشاركة الجادة في دراسة القضايا المختلفة للوصول إلى حل لها مع الجهات المعنية والمهتمة بالفصل في تلك المشاكل. والملاحظ أن مها المنيف لا تفعل ذلك من منطلق منصبها كمدير تنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني، الذي تدعمه وتؤازره صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، وإنما من منطلق إحساسها بالمسؤولية تجاه المجتمع الذي تحيا به، كونها أحد أفراده، وأكثر من يشعر بضحايا العنف الأسري نظراً لكونها امرأة، ما مكنها من التفاعل القوي مع المشاكل التي ترد البرنامج، وأدى ذلك إلى أن يحصد برنامج الأمان الأسري الوطني خلال عام 1433ه جائزة ملتقى المسؤولية الاجتماعية" في قطاع الأعمال للمؤسسات الحكومية "جائزة سنابل العطاء"، ليحرز تقدماً على مستوى التأثير الاجتماعي، ويلفت إليه أنظار من يعانون قسوة قلب ذويهم، فيتواصلون معه للحصول على حقوقهم المهدرة. ورغم أهمية جائزة "أشجع النساء" التي تُمنح لعدد من النساء اللواتي تمكنّ من إحداث تغيير ايجابي في مجتمعاتهن، إلا أن التقدير الذي تحصل عليه مها المنيف يوماً بعد آخر من أطراف المجتمع السعودي، هو في حقيقته أفضل من مجموعة جوائز عالمية، فيكفيها دعوة مستترة بالظلام من أم أو طفلة أو طفل عانوا ظلم أقرب الناس إليهم، ثم استطاعت أو كانت طرفاً في تفريج همومهم، كما يُحسب لها أنها نجحت في تحويل العمل الوظيفي إلى طاقة مجتمعية لا تهدأ حتى تنجز عملها، متخطية بذلك الروتين، وجميع السيئات التي تصاحب الوظيفة حيث يحبس من يعملون داخلها أنفسهم في إطار ضيق تنتهي حدوده عندما تحين ساعات الدوام على الانتهاء.
مشاركة :