جنيف - أعلن مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا الاثنين أنه من المقرر أن تبدأ جولة جديدة من محادثات السلام السورية التي ترعاها الأمم المتحدة الأسبوع المقبل في جنيف. وأشارت الأمم المتحدة في بيان إلى أن "المبعوث الخاص ستافان دي ميستورا سيستأنف المحادثات بين السوريين برعاية الأمم المتحدة في جنيف في 16 أيار/مايو 2017". ويأتي هذا الإعلان بعد أيام من توقيع اتفاق بين روسيا وتركيا وإيران في العاصمة الكازاخستانية آستانا، يقضي بإنشاء "مناطق لتخفيف التصعيد" بين القوات الحكومية والفصائل المسلحة، تهدف إلى تعزيز وقف لإطلاق النار كان دخل حيز التنفيذ في كانون الأول/ديسمبر الماضي. ودي ميستورا، الذي كان حاضرا في آستانا، سبق وأشاد بالاتفاق، واصفا إياه بـ"الخطوة الإيجابية المهمة والواعدة في الاتجاه الصحيح" لتخفيف التصعيد. ويبدو هذا الاتفاق وفق محللين، بمثابة المحاولات الأكثر طموحاً لتسوية النزاع الذي تشهده سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011. وقال مكتب دي ميستورا الاثنين إن الوسيط الأممي أعرب عن أمله الأسبوع الماضي في أن اتفاق آستانا "سينفذ بالكامل، الأمر الذي سيخفف التصعيد العنيف بشكل كبير، ويساعد في تشكيل بيئة مواتية للمحادثات السياسية بين السوريين في جنيف". وعلى طول حدود "مناطق تخفيف التصعيد"، سيتم إنشاء "مناطق أمنية" على أن تؤمن قوات من الدول الضامنة الحواجز ومراكز المراقبة وإدارة المناطق الأمنية. كما من الممكن ان يتم "نشر أطراف أخرى في حال الضرورة"، وفق مذكرة الاتفاق بين روسيا وتركيا وايران. ويجب على الدول الثلاث الضامنة رسم حدود أربع "مناطق تخفيف التصعيد" بحلول الرابع من حزيران/يوليو في ثمان من أصل 14 محافظة سورية، وذلك لمدة ستة أشهر. ولن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ فعليا إلا في الرابع من حزيران/يونيو، عندما يتم تحديد هذه المناطق بدقة. وقد فشلت مبادرات دبلوماسية عدة في إنهاء الحرب السورية التي أودت بأكثر من 320 ألف شخص، وشردت الملايين منذ آذار/مارس 2011. ولم تسفر جولات عدة من محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف عن تحقيق نتائج ملموسة، رغم أن طرفي النزاع اتفقا في آذار/مارس الماضي على بعض المضامين بعدما قضيا جولات سابقة في مناقشة جدول أعمال المحادثات.
مشاركة :