خفض إنتاج النفط يتحول إلى سياسة على المدى البعيد

  • 5/9/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

خفض إنتاج النفط يتحول إلى سياسة على المدى البعيداتسع الجدل بشأن تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط الذي تنفذه منظمة أوبك وعدد من المنتجين المستقلين ليصل إلى تمديد الاتفاق لمدة تتجاوز نهاية العام الحالي، في وقت ألقت فيه السعودية بكامل ثقلها خلف تمديد الاتفاق حتى نهاية العام الحالي على الأقل.العرب  [نُشر في 2017/05/09، العدد: 10627، ص(11)]التضحية بحصص السوق لندن – فجرت روسيا مفاجأة كبيرة بإعلان تأييدها تمديد تخفيضات إنتاج النفط التي ينفذها كبار المنتجين لمدة أطول. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس إن ذلك سيساعد في تسريع العودة إلى سوق نفطية أكثر توازنا. وألقت السعودية بكامل ثقلها أمس خلف تمديد اتفاق خفض الإنتـاج الـذي توصلت إليه منظمة أوبك وعدد من المنتجين المستقلين، وبدأ تنفيذه مطلع العام الحالي لمدة 6 أشهر. قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أمس إن أسواق النفط تستعيد توازنها بعد سنوات من تخمة المعروض. ورجح تمديد الاتفاق الحالي ليغطي عام 2017 بالكامل. وكانت منظمة أوبك ومنتجون آخرون من بينهم روسيا قد توصلوا في نهاية العام الماضي لاتفاق بخفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا في النصف الأول لدعم السوق، والذي قدم دعما كبيرا لأسعار النفط. لكن المخزونات العالمية لا تزال مرتفعة مما يدفع أسعار النفط الخام مجددا إلى ما دون 50 دولارا للبرميل ويفرض ضغوطا على أوبك لتمديد خفض الإنتاج حتى نهاية السنة.ألكسندر نوفاك: نعتقد أن التمديد لفترة أطول سيسهم في التعجيل بإعادة التوازن للسوق وأكد الفالح في العاصمة الماليزية كوالالمبور خلال مناسبة للقطاع أنه “بناء على المشاورات التي أجريتها مع الأعضاء المشاركين أنا واثق من تمديد الاتفاق للنصف الثاني من العام وربما لما بعد ذلك”. ويرى محللون أن الاتفاق حقق مكاسب كبيرة للمنتجين على المدى القصير لكن ارتفاع الأسعار أنقذ الكثير من منتجي النفط الصخري، الذين انتزعوا الحصص التي تخلت عنها أوبك والمنتجون المستقلون طواعية. وأقر الفالح بأن هبوط الأسعار في الآونة الأخيرة يرجع إلى موسم انخفاض الطلب وأعمال صيانة مصافي النفط وكذلك نمو الإنتاج من خارج أوبك وبخاصة في الولايات المتحدة. وارتفع الإنتاج الأميركي من النفط أكثر من 10 بالمئة منذ منتصف العام الماضي ليصل إلى 9.3 مليون برميل يوميا مقتربا من مستويات إنتاج روسيا والسعودية وهما من كبار المنتجين. رغم ذلك يقول الفالح إن الأسواق تحسنت من المستويات المنخفضة المسجلة في العام الماضي، حين هبطت أسعار النفط عن 30 دولارا للبرميل. وقال “أعتقد أننا تجاوزنا الأسوأ حاليا في ظل مؤشرات رئيسية عديدة تظهر أن ميزان العرض والطلب يسجل عجزا وأن السوق تتحرك صوب استعادة التوازن… نتوقع أسواقا أصح في المستقبل”. وتوقع الفالح أيضا نمو الطلب العالمي على النفط بمعدل يقترب من مستوى العام الماضي. وقال إن نمو الطلب الصيني على النفط سيماثل مستويات العام الماضي بفعل قوة قطاع النقل في حين من المنتظر أن يسجل الطلب من الهند مستوى نمو جيدا. وأكد وزير الطاقة الروسي أن تمديد تخفيضات إنتاج النفـط التي ينفذها كبار المنتجين لمدة أطول قائلا سوف تساعد في تسـريع العـودة إلى سـوق نفطيـة أكثر توازنا. وأكد أن روسيا “تبدي تضامنها الكامل مع جهود شركائنا الرامية لإعادة التوازن لسوق النفط العالمية وتعتقد أن الجهود المشتركة فعـالة للغـاية حتى الآن… ندرس عـدة تصورات محتملة ونعتقد أن التمديد لفترة أطول سيسهم في التعجيل بإعادة التوازن للسوق”.خالد الفالح: أنا واثق من تمديد الاتفاق للنصف الثاني من العام وربما لما بعد ذلك وأضاف أنه يعتقد أن ارتفاع الطلب على النفط سيعزز فعالية تخفيضات الإنتاج خلال الأشهر المقبلة. وقال إنه يرى التزاما بنسبة مئة بالمئة من قبل أوبك والمنتجين المستقلين باتفاق الإنتاج. ومن المرجح أن ينبع معظم النمو المتوقع في الطلب على النفط على مدى الخمسة والعشرين عاما القادمة من آسيا في الوقت الذي ينمو فيه عدد سكان المنطقة مع تقدم دول، مثل فيتنام والفلبين، لتصبح ضمن أكبر 20 اقتصادا في العالم. وقال الفالح أن آسيا ستسهم أيضا بنحو ثلثي الطلب العالمي على الغاز بحلول ذلك الوقت. وأضاف أن الاستثمارات العالمية في التنقيب والإنتاج تراجعت هي الأخرى مما قد ينتج فجوة كبيرة بين العرض والطلب في السنوات القليلة المقبلة. وأكد أن “التقديرات المتحفظة تتوقع أننا سنحتاج إلى تعويض 20 مليون برميل يوميا ناتجة عن نمو الطلب والانخفاض الطبيعي خلال الأعوام الخمسة القادمة… هذا هو مبعث تخوفي… نتجه صوب مستقبل يتسم باختلالات بين العرض والطلب”. وللمساعدة في تلبية الطلب، تعتزم شركة أرامكو السعودية الحكومية للنفط استثمار سبعة مليارات دولار في مشروعات تكرير وبتروكيماويات مع بتروناس الماليزية. وهون الفالح من أهمية الحديث عن أن زيادة الطاقة البديلة ربما تقلل من استهلاك الوقود الأحفوري، قائلا إن الطاقة المتجددة تظل تواجه عقبات مثل أسعارها الباهظة. واستبعد أن يبلغ الطلب على النفط ذروته في وقت قريب.

مشاركة :