حكم بالسجن لسنتين على حاكم جاكرتا المسيحي بتهمة إهانة الإسلام

  • 5/9/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

تحت ضغط تظاهرات هائلة ودعوات إلى سجنه، اتهم حاكم جاكرتا رسميا بالتجديف في نهاية 2016، وهي جنحة يعاقب عليها القانون بالسجن خمسة أعوام.العرب  [نُشر في 2017/05/09]اختبار للتسامح الديني جاكرتا - حكمت محكمة في جاكرتا الثلاثاء على حاكم العاصمة الاندونيسية المسيحي باسوكي تاهاجا بورناما الملقب بأهوك بالسجن لسنتين بعد ادانته باهانة الاسلام، في محاكمة شكلت اختبارا لمدى التسامح الديني في أكبر بلد مسلم في العالم. وأثار القرار فرحا خارج المحكمة حيث هتف مسلمون متشددون "الله اكبر". وذهب القضاة ابعد بكثير من النيابة التي كانت طلبت السجن مع وقف التنفيذ وفرض رقابة لمدة سنتين. وبينما انفجر عدد من أنصاره بالبكاء عندما تلي الحكم، احتفظ "اهوك" بهدوئه. وقال "سنستأنف الحكم". وقد نقل بعد ذلك إلى سجن في جاكرتا لكن لم يعرف ما اذا كان سيبقى فيه عند تقديم طلب الاستئناف. وهذه القضية التي بدأت العام الماضي، مرتبطة بحملة الانتخابات لمنصب حاكم جاكرتا التي خسرها باسوكي تارهاجا بورناما في ابريل لكنه يبقى في منصبه حتى اكتوبر المقبل. وكان "اهوك" (50 عاما) المعروف بصراحته، قال في سبتمبر الماضي ان تفسير بعض علماء الدين لآية في القرآن تعتبر أن انتخاب حاكم مسلم واجب على المسلمين، خطأ. وادت صريحاته إلى موجة احتجاج في هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا وترتدي فيه اي اشارة إلى الاسلام حساسية كبيرة. واستغل مسلمون متشددون ومحافظون هذه التصريحات لمقاضاته في حين راى خبراء أن وراء ذلك "دوافع سياسية". "مسلمون مجروحون" تحت ضغط تظاهرات هائلة ودعوات إلى سجنه، اتهم حاكم جاكرتا رسميا بالتجديف في نهاية 2016، وهي جنحة يعاقب عليها القانون بالسجن خمسة اعوام. وبعدما كانت استطلاعات الرأي ترجح فوزه، هزم الحاكم في الانتخابات امام وزير التربية السابق انيس باسويدان. وقال القاضي دويارسو بودي سانتيارتو ان القضاة الخمسة في المحكمة رأوا ان رئيس البلدية "وبدليل قاطع مذنب بالتجديف" و"حكموا عليه بالسجن لسنتين". وبرر قاض آخر عبد الرشاد قسوة الحكم بان المتهم "لا يشعر باي ذنب" و"اثار غضب المسلمين وجرحهم". وكان هذا القرار مفاجئا لان المحاكم لا تذهب الا في حالات نادرة ابعد من ما تطلبه النيابة. وكان كبير المدعين علي موكارتانو طلب الشهر الماضي السجن شهرا مع وقف النفاذ لاهوك واخضاعه للمراقبة لسنتين. وقال اوكتا دي كيلجو احد انصاره لوكالة فرانس برس "اشعر بخيبة امل وحزن". واضاف "من النادر جدا ان يكون حكم اقسى مما طلبه النائب العام". تراجع الحريات عبر مئات المسلمين المحافظين عن ارتياحهم للحكم. وقال بختيار (38 عاما) "ااحمد الله سيسجن. لقد اهاننا". لكن كثيرين ابدوا اسفهم لانه لم يحكم عليه بالعقوبة القصوى. وقالت ربة المنزل نوفارينيتا زين (46 عاما) "نشعر بالاستياء. كان يجب ان يحكم عليه بالسجن خمس سنوات". واهوك اول حاكم غير مسلم لجاكرتا والاول القادم من الاقلية الصينية، فقد منصبا وصل اليه تلقائيا في 2014 مع انتخاب رئيس البلدية السابق جوكو ويدودو رئيسا للبلاد وكان اهوك مساعده ويتمتع بشعبية كبيرة اصلا. ويعد منصب حاكم جاكرتا التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة معبرا أساسيا للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2019. وكان موقع بورناما في استطلاعات الرأي جيدا قبل ان تبدأ القضية، بسبب تصميمه المعلن على مكافحة اختناقات السير والتلوث في جاكرتا. بدأت المحاكمة في ديسمبر واستمرت اشهر مثل خلالها اكثر من أربعين شاهدا من كل من الطرفين امام المحكمة. وكشفت القضية التأثير المتزايد للمسلمين المحافظين انصار خط متشدد في هذا البلد الذي يضم 255 مليون مسلن معظمهم معتدلين. وقال اندرياس هارسونو البحث الاندونيسي في منظمة هيومن رايتس ووتش لفرانس برس "انها مرحلة مهمة في العملية البطيئة لتراجع الحريات الدينية في اندونيسيا".

مشاركة :