هل تحلم يوماً أن تكون مكتبتك على أحد الشواطئ الساحرة في أجمل المناطق في دبي؟ هل حلق خيالك بعيداً، حيث صفاء الليل، ونجومه المتلألئة وأنت جالسٌ على الرمال تنسج قصيدة لنصفك الآخر مع شاعرك المفضل؟ هل مللت زيارة الأماكن المغلقة، وترغب في فضاء مفتوح تجالس فيه أولادك على مائدة الكتب المعرفية في شتى مجالات العلم والمعرفة. لا تذهب بعيداً؛ فكل ذلك ليس من قبيل الأمنيات، بل واقع على أرض الأحلام؛ دبي، التي لا تدخر جهداً في إسعاد كل من يطأ أرضها. السعادة هذه المرة مع "المكتبات الشاطئية" التي تحوي العديد من الكتب المعرفية والثقافية باللغتين العربية والإنجليزية، وموجودة على شواطئ دبي، حيث البحر والرمال والمشاهد البديعة لشروق الشمس وغروبها. تراث عريق يقول المهندس إبراهيم محمد جمعة، رئيس قسم إدارة المنطقة الساحلية، والقنوات المائية في بلدية دبي: "الكتب التي تعرض للجمهور تعكس تراث دولة الإمارات، وثقافتها، إضافة إلى وجود عدد من الكتب الأدبية والروايات التي تلائم مختلف الأعمار، وتوجد مؤلفات باللغة الإنجليزية تتواءم ومختلف الجنسيات التي ترتاد شواطئ دبي". وأوضح جمعة أنه تم تزويد المكتبات المنتشرة على شواطئ دبي بـ2000 كتاب معرفي، باللغتين العربية والإنجليزية، مشيراً إلى أن كل مكتبة وضع فيها ما يقارب 360 عنواناً. عاشقة هاري تعشق هلا محمد، بنت العشرة ربيعاً، القراءة، وخصوصاً الروايات التي شقت طريقها إلى السينما كـ "هاري بوتر": تقول جميع أجزاء سلسلة هاري بوتر قرأتها وشاهدتها في السينما وقتها عرضها في الصالات الإماراتية". أما عن المكتبة الشاطئية فتقول: "أقضي وقتاً ممتعاً مع الطبيعة والكتاب؛ فهي فكرة مذهلة، أحببتها لأنها في مكان جميل، يلهم القارئ، ويسمح بالاسترخاء، ويمكِّنني من العثور على كتبي المفضلة". ضالتي المفضلة فاطمة ذكي، ربة منزل، لا تجد وقتاً للقراءة داخل بيتها؛ فوقتها مقسم بين أولادها ومتطلبات الحياة اليومية، تقول: "وجدت في المكتبة ضالتي، فما أن أفرغ من أعمالي المنزلية حتى اصطحب أختي وأولادي إلى هنا، نستمتع بجو الشاطئ بصحبة الكتاب الذي أجد نفسي معه. أما أكثر الكتب التي تطالعها؛ فتقول: "تستهويني السير الذاتية كثيراً؛ فهي تختصر أيديولوجيات الزعماء الكبار، وتجعلني على معرفة تامة بكيفية حكمهم لبلادهم". توأم الروح حسن وحسين بن سعيد؛ توأمان يتشاركان في كل شيء؛ اعتادا أن يمارسا رياضتهما الصباحية معاً كل يوم، وفي المساء يجلسان على الشاطئ بالقرب من المكتبة ليتصفحا أبرز الكتب التراثية فيها، يقول حسين: "تفاجئنا بوجود المكتبة، فأنا وأخي التوأم نعشق التراثيات التي تعيدنا إلى أزمنة لم نعشها، لكنها ضاربة الجذور في أعماقنا"، ويقول حسن: "ما أجمله من شعور حين تتصفح كتاباً في هذا الجو بالقرب من الشاطئ؛ فعندما تفرغ من السباحة بإمكانك قضاء وقت ممتع مع قراءة ما تفضل وتحب" ويضيف: "لدي أنا وأخي شغف القراءة منذ الصغر؛ فقد كنا نتشارك الروايات التي نستعيرها من مكتبة المدرسة، والآن نمارس رياضتنا اليومية ولا نذهب إلى البيت إلى بعد قراءة كتاب نجد فيه بعضاً من أحلامنا الطفولية". يبتسم حسن ويقول: "لن أنام اليوم إلا بعد الانتهاء من رواية روبن هود الموجودة في المكتبة، فقد شاهدت فيلماً عنه؛ فهو شخصية أسطورية إنجليزية، كان يمثل دور الشاب الذي يتمرد على القوانين فيسرق من الأغنياء ليعطي الفقراء، سأستعيرها وأعيدها بعد الانتهاء منها، فيما يبتسم له أخوه التوأم، حسين، ويشير إلى بطنه، ويقول: "أنا جائع.. لن أقرأ شيئاً قبل أن أغذي جسمي حتى استمتع بما أقرأه معك".
مشاركة :