لا يكاد يخلو شارع أو طريق في أحياء المدينة المنورة من رداءة السفلتة التي تعليق حركة السير، وتلحق أضرارا بالمركبات -على حد قول عدد كبير من الأهالي- وما يزيد الأمر سوءا محاولة قائدي المركبات توخي الحذر عند السير ما يؤدي في أحيان كثيرة إلى وقوع حوادث مؤلمة نتيجة محاولة تفادي الحفريات وسوء السفلتة، فيما يرى البعض أن سوء السفلتة أصبح ظاهرة في ظل تدني مستوى تنفيذ المشاريع مراقبة الأمانة لتحسين الجودة. يبدي 90 % من الأهالي المشاركين في مؤشر القياس على مشاريع السفلتة من خلال موقع أمانة المدينة المنورة عدم رضاهم عن مشاريع السفلتة في مختلف المناطق والأحياء والشوارع، مؤكدين أن غياب التنسيق بين الجهات أحد أسباب تهالك السفلتة في الشوارع، حيث تقاربت النتائج مع إحدى الدراسات التي أعدها عدد من المختصين في الشؤون البلدية والقروية في المنطقة، ما دفع المجلس البلدي لاتخاذ عدد من القرارات لوضع حلول عاجلة لتطوير وصيانة السفلتة. ويتيح موقع أمانة المدينة المنورة المجال للجميع للمشاركة في قياس مستوى رضى أهالي المدينة المنورة عن مشاريع السفلتة، وذلك من خلال الإبقاء على محور القياس على موقعها عبر الشبكة العنكبوتية حتى نهاية الشهر الجاري، حيث سجل عدد المشاركين في مؤشر قياس «السفلتة» في المدينة لمنورة حتى نهاية شهر جمادى الآخرة نحو 50 ألف مشارك، منهم 40 ألفا أعربوا عن عدم رضاهم عن مشاريع السفلتة في الوقت الذي تباينت آراء 10 آلاف بين راض ومتوسط، وجاءت جميع المؤشرات لتكشف مدى تدني السفلتة وانتشار الحفريات في شوارع وطرق المدينة. وأرجع عدد كبير من أهالي وزوار المدينة أسباب تدني السفلتة لعدة عوامل أهمها البنية التحتية، وأعمال الصيانة المتكررة التي تفتقر للتنسيق المباشر بين الجهات المعنية، الأمر الذي يعرض الشارع لإزالة طبقاته الأسفلتية عدة مرات، حيث تعمل الشركة المنفذة على ترقيع الشارع بعد إزالة السفلتة القديمة، كما يساعد غياب الرقابة على ذلك ما يؤدي إلى وقوع حوادث تحصد أرواح الأبرياء. وألقى الأهالي باللوم على الجهات المختصة في تنفيذ المشاريع، لافتين إلى أن سوء السفلتة أصبح «علامة فارقة» في طرق طيبة الطيبة، حيث أوضح سليمان الردادي أن المدينة المنورة تشهد تطورا ملحوظا في النهضة العمرانية، مستدركا: إلا أن طرقها متهالكة، مشيرا إلى افتقاد أعمال الصيانة على الطرقات بشكل عام. ويطالب ناصر الفهيدي أمانة المنطقة بوضع آلية لمراقبة الشركات المنفذة لأعمال الطرق وسرعة الإنجاز والدقة في التنفيذ والتقيد بشروط السلامة، وكذلك متابعة الأعمال أثناء تنفيذ المشروعات وفرض عقوبات مالية رادعة بحق المقاولين الذين ينفذون المشروعات بطريقة سيئة وعدم التعاقد معهم لتنفيذ مشروعات أخرى. ويرى مروان الصباوي أن تعدد المشاريع وعدم التنسيق بين الجهات هو السبب الحقيقي وراء انتشار الحفريات وتهالك السفلتة، لافتا إلى تدني مستوى المواد الأولية المستخدمة في السفلتة ما يتسبب في تلف المركبات ويكبد أصحابها خسائر فادحة نظير صيانتها وإصلاحها، فضلا عن أن هذه المشروعات المتعثرة تعكس صورة سلبية عن المدينة المنورة التي تشهد إقبالا كبيرا من الزوار من خارج المملكة، يوافقه الرأي رائد فهد وعبدالله المحمدي، ويطالبان الجهات ذات العلاقة بضرورة الاعتناء بالطرق والشوارع الرئيسية في المدينة، وتكثيف الرقابة على المشاريع الرئيسية في قلب المدينة لضمان تنفيذها بالشكل المأمول. من جانبه أوضح لـ «عكاظ» مدير وحدة الأمن والسلامة في مرور منطقة المدينة المنورة العقيد عمر النزاوي أن تهالك السفلتة في طرق وشوارع المدينة يعود إلى المشاريع الكبيرة التي تشهدها المدينة المنورة، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة تدخل الجهات المختصة لوضع طرق جانبية للحد من تلك الظاهرة والتي تشكل عقبة للخطط المرورية، مضيفا أن هناك جهات مختصة مهمتها متابعة المشاريع الحكومية، كما أن هناك آلية لتهيئة الطرق والشوارع من خلال سلسلة من الإجراءات التي تحد من انتشار هذه الظاهرة.
مشاركة :