تحديات تواجه ماكرون

  • 5/9/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد فوزه الكبير في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، يواصل الرئيس المنتخب ايمانويل ماكرون المشاورات لتشكيل حكومته المقبلة، فيما تستعد البلاد المنقسمة لمعركة حاسمة مع الانتخابات التشريعية المرتقبة في يونيو. قبل مراسم انتقال السلطة المرتقبة الأحد شارك أصغر رئيس لفرنسا (39 عاما) وأحد أصغر القادة سنا في العالم، الإثنين إلى جانب الرئيس الاشتراكي المنتهية ولايته فرنسوا هولاند في إحياء ذكرى انتصار الثامن من مايو 1945. وقال هولاند الذي ينهي ولاية من خمسة أعوام تراجعت فيها شعبيته في شكل قياسي، إنه يشعر «بتأثر بالغ» مع استعداده لتسليم السلطة لماكرون الذي يتزعم حركة «إلى الأمام» التي أوصلته إلى الحكم. وأقر ماكرون الذي حصل على 66،1 % من الأصوات، وبات يريد جمع «التقدميين الجمهوريين»، الأحد بأنه لم يتلق «شيكا على بياض» من الناخبين بعد انتخابات تميزت بامتناع قياسي عن التصويت ونتيجة تاريخية لليمين المتطرف (33،9 %). وتنتظر ملفات كبيرة ايمانويل ماكرون الذي دخل السياسة في 2012 بعدما كان مسؤولا في مصرف للأعمال: التصدي للبطالة المزمنة (%10) ومواجهة التهديد الكبير للإرهاب وإنعاش أوروبا ضعيفة. وينوي التوجه أولا إلى برلين، كما يقول المحيطون به. مرشح الغالبية الرئاسية وأعلن رئيس الوزراء السابق الاشتراكي مانويل فالس أمس أنه يرغب في ان يكون «مرشح الغالبية الرئاسية» في الانتخابات التشريعية المقبلة، لكن لم يتم اختياره رسميا بعد بحسب مسؤولين من حركة ماكرون. وقال فالس لإذاعة «ار تي ال»، «سأكون مرشح الغالبية الرئاسية وأرغب في التسجل في هذه الحركة إلى الأمام» داعيا «التقدميين وهؤلاء الذين دعوا إلى التصويت لماكرون قبل الدورة الأولى وأولئك الراغبين في فوزه» إلى القيام بالمثل. وأضاف «لانني مدرك أن حكم فرنسا أمر صعب، أريد نجاح ايمانويل ماكرون» مؤكدا أنه «اشتراكي» و«يساري». «مثل نابوليون» ورحب أصحاب العمل الفرنسيون بانتخابه لكنهم يتساءلون عن مدى قدرته على الإصلاح وخصوصا على صعيد قانون العمل الذي يشكل خطا أحمر بالنسبة إلى عدد من النقابات. وفي ما بدا بمنزلة تحذير، تظاهر آلاف الناشطين «المناهضين للرأسمالية» بعد ظهر الإثنين في باريس لإظهار عزمهم على التصدي لأي «قمع اجتماعي». وسيكشف ماكرون الذي قام بحملته حول موضوع «التجديد السياسي»، في الأيام المقبلة أيضا اسم رئيس وزرائه وتشكيلة الحكومة، اللذين يعتبران من أولى المؤشرات إلى رغبته في رص الصفوف. واعتبارا من الأحد وإدراكا منه لضرورة الحصول على غالبية في الجمعية الوطنية من أجل التمكن من تطبيق برنامجه الليبرالي، دعا ماكرون الناخبين إلى منحه «غالبية حقيقية، قوية» قادرة على التغيير. وقال المحلل السياسي سيتفان روزيس «من مسؤوليته هو أن يقود معركة الانتخابات التشريعية كما كان يفعل نابوليون في المعارك الصعبة». وأشارت الصحافة الفرنسية إلى صعوبات المهمة، مع حركة فتية، تفتقر إلى التجربة وليست متجذرة محليا. وكتبت صحيفة «ليبيراسيون» اليسارية أن ما جرى كان «انتصارا تحت الضغط» لأن «النسبة الكبيرة للامتناع عن التصويت، رغم التهديد الذي يمثله اليمين المتطرف، هي إشارة إلى عدم ارتياح حيال الرئيس الجديد». «آمال» وأشاد قادة أوروبا بفوز ماكرون الذي أشاع اجواء ارتياح في مواجهة تصاعد النزعة القومية. واعتبرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أن الرئيس الفرنسي المنتخب يمثل آمال «ملايين» الفرنسيين والأوروبيين. وهنأه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر اتصال هاتفي، واتفق الرجلان على الاجتماع في 25 مايو على هامش قمة لحلف شمال الاطلسي في بروكسل. وحثه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل خاص على «تجاوز عدم الثقة المتبادل» من أجل محاربة الإرهاب. أما الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش فعبر عن أمله في أن يلتقيه قريبا للتطرق إلى مواضع التغير المناخي ومكافحة الإرهاب ومهمات حفظ السلام في العالم. كما اعتبر صندوق النقد الدولي أمس أن فوز ماكرون يشكل «نبأ سارا» لاسيما التي تعتمد على التجارة لأنه يحد من المخاوف إزاء تصاعد النزعة الحمائية في أوروبا. وقال شانغيونغ ري مدير صندوق النقد الدولي في آسيا والمحيط الهادئ إن فوز ماكرون يبعث بالتفاؤل بأن التوترات الكبرى حول الملفات التجارية ستخف. (باريس – أ ف ب)

مشاركة :