لم تكن مجرد زيارة عابرة تلك التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الكويت أمس، رغم قصرها، بل كانت «عابرة» إلى آفاق أرحب من التعاون المشترك، الذي توّج بوضع الحجر الأساس لمبنى الركاب الجديد في مطار الكويت، وليعلن أردوغان من قلب الاحتفال أن «تواجد سمو الأمير على الساحة السياسية هو بمثابة الحظ الكبير بالنسبة له وللمنطقة»، منتقداً من وصفهم بـ «قادة دول الظلام» الذين يفكرون بمصالحهم الذاتية بعيداً عن معاناة شعوبهم، كما يحدث حاليا في سورية.وبحث سمو الأمير وأردوغان الارتقاء بأطر التعاون إلى آفاق أرحب، لاسيما في مجال التعاون الاقتصادي والمشاريع التنموية الحيوية الكبرى، والذي كانت باكورته وضع الحجر الأساس لمبنى الركاب الجديد بمطار الكويت الدولي (المبنى 2).وتناولت المباحثات استعراض العلاقات التاريخية التي تربط الكويت بالجمهورية التركية، والتي تميزت دائماً بالتفاهم والرغبة الصادقة بتعزيز هذه العلاقات، والسعي المتواصل للارتقاء بأطر التعاون المشترك في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب، والاستفادة من توفير الفرص المجدية للاستثمار، كما تضمنت بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.وأكد أردوغان في الاحتفال بوضع الحجر الأساس، ان تواجد سمو الأمير على الساحة السياسية، هو بمثابة الحظ الكبير بالنسبة له وللمنطقة، وخصوصاً في ظل الحكمة والقيادة والرؤية والريادة التي يبديها سموه، والتي كانت دليلاً واضحاً على الانجازات والتطورات الكبيرة التي تشهدها الكويت، في ظل وجود من وصفهم بقادة دول «الظلام» الذين يفكرون في مصالحهم الذاتية، بعيداً عن مطالب ومعاناة شعبهم، مثلما يحدث حالياً في سورية، مؤكداً في الوقت نفسه انه يريد ان يرى «الانجازات والتطورات التي تخدم المنطقة وشعوبها».ووصف أردوغان العلاقات التركية - الكويتية بـ «التاريخية» و«المثالية»، خصوصاً وان هناك نمواً في العلاقات الاقتصادية يتوازى مع نمو العلاقات السياسية بين البلدين، سيساهم في تطوير العلاقات بشكل أوسع وأكبر، مؤكداً ان زيارة سموالأمير لتركيا في مارس الماضي دفعت بالعلاقات بين البلدين نحو مستقبل مشرق بشكل كبير، لافتاً إلى ايلاء اهمية كبرى للمواضيع المتعلقة بأمن واستقرار ورفاه البلدين الشقيقين.وعبر اردوغان عن عميق شكره وتقديره للدعم الذي يوليه سمو الأمير في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، معتبراً ان تولي شركة تركية عملية بناء مطار الكويت الجديد، الذي يأتي في اطار الخطة التنموية 2035 «دليل واضح على مدى أهمية واهتمام دولة الكويت بشقيقتها تركيا».وأكد اردوغان ان بلاده تولي للتعاون مع دول الخليج بشكل عام والكويت بشكل خاصة أهمية كبيرة، وتابع «من أجل ازدهار منطقتنا يجب ان تكون قنوات التواصل بيننا مفتوحة، ولابد ان نسعى إلى تطوير علاقتنا الاقتصادية متعاضدة مع علاقتنا الانسانية».
مشاركة :