حوار:نجاة الفارس سعيد الحنكي كاتب إماراتي وعضو مؤسس وعامل في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، يحمل درجة الماجستير في إدارة الجودة، صدر له أربعة كتب في الإدارة، وله رواية قيد النشر بعنوان «طور آخر»، يكتب القصة القصيرة والمسرحية، وهو عضو مؤسس بمجلس إدارة مسرح ليلى للطفل، كتب المقال لمدة 20 عاماً متواصلة في مجلة 999. في حواره مع «الخليج» يقول الحنكي: «لا شك أن أول كتاب قمت بالاطلاع عليه وقراءته، كان القرآن الكريم، ثم الكتب المدرسية، وعلى الرغم من أن البيت لم تكن فيه مكتبة من قبل، كعادة معظم الناس في ذلك الوقت، إلا أنه كان هناك تيار وعي لدى أغلبية الناس بأهمية العلم والتعليم، وسباق محموم نحو الأفضل، ومنذ الطفولة بدأت تتشكل عندي رغبة في الفهم، واكتساب المعلومات والمعارف التي كانت في البداية مزيجاً بين الموروث من الأفعال والأقوال والمكتسب من الدراسة والاطلاع ومخالطة الناس بطبيعة الحال، ومن هذا المنطلق، كانت تتسلل يداي لاقتناء أو قراءة كتاب، وتكونت لدي قناعة بأن الكتاب هو أفضل وسيلة للاطلاع على تجارب الآخرين ومعارفهم، وكان الاقتناء بهدف القراءة أولا، لا بهدف الاحتفاظ بالكتاب بعد الانتهاء من قراءته. وعن الكتاب الذي أثر فيه كثيرا قال الحنكي: «بطبيعة الحال هناك كتب لا تحصى قد أثرت في تكوين أفكاري وأولها القرآن الكريم، وما زلت أتذكر كتاباً قرأته وأنا في المرحلة الجامعية، كان اسمه «اللامنتمي» لكولن ولسون، ربما كان ذلك الكتاب متوافقا مع طبيعة الفنان في داخلي، الحالم برومانسية الأفكار».ويضيف الحنكي: «في مكتبتي توجد كتب شاملة للعديد من المعارف والآداب والعلوم بما فيها الكيمياء، وجميع ما أملك من كتب هو ما يلزمني لكي أفهم هذه الحياة، ولا توجد في مكتبتي كتب نادرة نظرا لقدمها وعدم تكرار طبعها أو ما شابه ذلك، لأن الهدف عندي من اقتناء الكتب يتمثل في قراءتها وفهم محتوياتها، فجميع الكتب تشكل لي قصصا متميزة أتمنى ألا أنساها مع الأيام، لأنها في كثير من الأوقات تكون نبراسا جميلا يقود الشخص نحو الإبداع. وأشار الحنكي إلى أن الكتب تعمل على صياغة التغيير الإيجابي عند الناس، وإذا اعتبرنا أن كل شيء متغير في هذه الحياة، فإننا نستطيع القول من دون مواربة إن المعلومة هي الأساس، ففي البدء كانت الكلمة، والكلام ضرب من الفعل، ولا يوجد انقلاب فجائي في حياة المرء، وإنما يأتي الفعل نتيجة التراكم والبحث. ويتابع الحنكي: «بطبيعتي فإني مواكب للتقنيات الحديثة ولدي العديد من الكتب الإلكترونية، التي بدأت أقتنيها منذ ثلاث سنوات أو أكثر، وجميعها في غاية الأهمية، كما تزخر مكتبتي بالكثير من الكتب المترجمة في الأدب، والفلسفة، والسياسة، وغيرها، وهنا يحضرني التذكير والتأكيد على أهمية الترجمة في حياتنا كوسيلة أساسية لتبادل الأفكار بين الناس، وخصوصا تلك الترجمة الجيدة التي تنقل أفكار المؤلف والعالم والأديب والباحث بصدق وأمانة وحِرفية عالية تجعلنا نحس وكأننا نقرأ من صاحب الكتاب مباشرة». وعن نتاجه الأدبي يقول: لدي رف خاص في مكتبتي يحتوي قصصا كتبتها، ومسرحيات مثل «كثيرا ما يحدث» و«سنا البرق»، ولا يتوقف إنتاجي الكتابي على القصة والمسرحية، وإنما لدي كتب وأبحاث في الإدارة والقيادة، وقد مارست كتابة المقال مدة تزيد عن 20 عاما في مجلة 999، وقريبا ستصدر لي رواية بعنوان «طور آخر». وبالنسبة لطقوس الكتابة لديه قال الحنكي: «أحب أن اقرأ وأكتب بعد أن أستيقظ من النوم مباشرة، حيث يكون الذهن في تمام صفائه، ولا أحب أن يشغلني شيء أثناء ذلك، لكنني لست مسرفاً في أية طقوس، وأي مكان يكون صالحا لذلك فهو مكاني، وأي زمان يكون صالحا أيضا هو زماني، المهم أن يكون الناتج هو تقديم شيء جيد يهم الناس، فهم مصدر الحكم الأول والأخير على هذا العمل».
مشاركة :