عواصم (وكالات) أعلن مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الليلة قبل الماضية، أنه من المقرر عقد الجولة السادسة من محادثات السلام السورية التي ترعاها الأمم المتحدة الأسبوع المقبل في جنيف، في 16 مايو الحالي. في وقت دعا مساعد المبعوث الخاص إلى سوريا مايكل كونتيت إلى عدم «تعليق الكثير من الآمال» على الجولة المقبلة، لافتاً إلى أن التقدم الذي تم إحرازه في الجولات السابقة كان «متواضعاً وضئيلاً». ووسط تباين ردود الفعل بشأن اتفاق «مناطق خفض التصعيد» التي تم إعلانه في ختام «أستانا 4»، رحب وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أمس، باتفاق إقامة مناطق آمنة في سوريا، لكنه قال إن الخطة «ليست بديلاً لانتقال سياسي يشمل خروج الأسد من السلطة». في الأثناء، استمر الجيش السوري النظامي في خرق اتفاق المناطق الآمنة أمس، حيث أكدت الفصائل المعارضة أن مقاتلات حكومية شنت 4 غارات على مواقع لمقاتلي الجيش الحر قرب الحدود الأردنية. وفيما تجري واشنطن تقييماً دقيقاً للاتفاق الذي ابرمته روسيا وتركيا وإيران، قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمديد العقوبات المفروضة على نظام الأسد بين عامي 2004 و2012، لمدة سنة، وذلك وفقاً لنص بلاغ وقعه ترامب تم إرساله أمس إلى أعضاء الكونجرس. وأشارت الأمم المتحدة في بيان الليلة قبل الماضية إلى أن دي ميستورا سيستأنف المحادثات بين السوريين في جنيف في 16 مايو الحالي. وذكر مكتب المبعوث الأممي الذي كان حاضراً في جولة أستانا يومي 4 و5 الجاري، أن الوسيط الأممي أعرب عن أمله الأسبوع الماضي في أن اتفاق آستانا «سينفذ بالكامل، الأمر الذي سيخفف التصعيد العنيف بشكل كبير، ويساعد في تشكيل بيئة مواتية للمحادثات السياسية بين السوريين في جنيف». وأعرب دميستورا عن تطلعه للعمل مع الأطراف المشاركة في هذه الجولة المرتقبة، لحل القضايا الموجودة في أجندة هذه المحادثات لاسيما المرتبطة بقرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بالأزمة السورية. لكن مساعده كونتيت أبلغ الصحفيين بالقول أمس «ليست هناك توقعات بأن تكون الجولة القادمة بالضرورة أكثر أهمية من سابقاتها». وخلال الجولات الخمس السابقة من محادثات جنيف، لم تُجر الحكومة والمعارضة مفاوضات مباشرة، وإنما فقط من خلال دي ميستورا كوسيط. من جهته، حذر المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب أمس الأول، من مخاطر المحاولات التي تبذلها إيران للالتفاف على القرارات الدولية ذات الصلة بالشأن السوري، عبر اجتماعات أستانا، وذلك خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون. وأشار حجاب إلى أن الحديث عن «مناطق خفض التوتر» لا يتطابق مع مفهوم «المناطق الآمنة»، وذلك في ظل حشد إيران المزيد من مليشياتها في القنيطرة وحماة. وأكد حجاب أن الشعب السوري «يرفض أي دور لإيران كضامن للعملية السياسية أو كمراقب لوقف القتال، إذ إنهم السبب الرئيس في معاناة الشعب السوري، وهم الذين يقفون خلف تأجيج الاحتقان الطائفي ودعم الإرهاب وارتكاب الجرائم بحق المدنيين». إلى ذلك، أكدت فصائل الجيش الحر أمس، أن طائرات حربية سورية قصفت مواقعهم قرب الحدود الأردنية لتقترب الحرب بذلك من الأردن جار سوريا الجنوبي. وقال مسؤول أردني إن الغارات الجوية التي وقعت نحو الساعة الثالثة صباحاً بالتوقيت المحلي هي الأولى التي تقع قرب هذا الجزء من الحدود. وجاءت الضربات بعد ساعات من تحذير وزير الخارجية السوري وليد المعلم الأردن من إرسال قوات إلى بلاده. وقال طلاس السلامة قائد جيش «أسود الشرقية» وهو فصيل في الجيش الحر يقاتل في الصحراء السورية على الحدود مع الأردن «طيران النظام قصفنا بأربع غارات».
مشاركة :