مؤتمر دولي للأمن المعلوماتي هواجسه الإرهاب وضياع الخصوصيّة

  • 5/10/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ثمـــة خلاصة أساسيّة نخرج بها بعد حضـــور المؤتمـــر السنوي لشركة «كاسبرسكي لاب» Kaspersky Lab الــذي استضافته فيينا أخيراً: لا آمــن في العالم الافتـــراضي الذي نعيشه ونتفـــاعل معه على مدار الساعة، كما أنّ الخصوصيّة الشخصيّة والجماعية هي في خبر كان! ربما لا يسر كثيرون مـــن تلك الكلمــــات القاسية، لكنها رانت على النقاشات المكثّفــة في المؤتمر الذي سمّي «عطلة أسبوعيّة للأمن السيبراني» («سايبر سيكيوريتي ويك أند» Cyber Security Weekend)، مع الإشارة إلى أنّ مصطلح «سيبراني» يشير إلى العوالم الإلكترونيّة- الافـــتراضيّة التي تحتضنها الحواسيب والشبكات. وتعتــبر الشــركة من أبرز المؤسّسات المختصة بالأمن المعلوماتي، بل إنها عملاق عالمي في ذلك الحقل. وبرز في المؤتمر أيضاً أنّ الشرق الأوسط والمنطقة العربية تحديداً، عرضة لهجمات إلكترونيّة كثيفة ومتكررة، يساعدها قلّة وعي الأفراد باستعمال الإنترنت الصحيح، وضآلة المبادرات الحكوميّة في مجال رفع الوعي العام في طرق التصدي للهجمات الإلكترونيّة. ولأن الحروب العالمية المقبلة تحسمها العوالم الافتـــراضيّة على الأرجح، تقرّر أن يتلقى طلاب المرحلة الثـانوية في بريطانيا دروساً في الأمن الإلكتروني. وانـــدرجت الخطوة في سياق إعداد خبراء يدافعون عن بريطانيا ضد الهجمات الإلكترونيّة في المستقبل. ويعتبر الأمن الإلكتروني من أهم المواضيع التي تشكل أساساً لاستراتيجيات الدول والمنظمات الدوليّة والإقليمية كلّها، لمواجهة المشكلات المختلفة التي تهدّد استقرار الفضاء الرقمي، كما تنعكس سلباً على السلم والأمن الدوليّين. خلال المؤتمر، قدّم خبراء «كاسبرسكي لاب» لمحة عامة حول التهديدات الإلكترونيّة العالميّة والإقليميّة مبرزين الاتجاهات الأمنيّة بصددها. وناقشوا عوامل التهديد الرئيسة التي تؤثر على الشركات في المنطقة، خصوصاً في قطاعات الصناعة والمال. وأولوا اهتماماً خاصاً بموضوع حماية الأجهزة المتصلة بالإنترنت التي يستخدمها الأفراد والشركات والحكومات، خصوصاً تلك التي تندرج ضمن متطلبات المدن الذكيّة.   منصة لاكتشاف الهجمات قبل وقوعها أعلنت «كاسبرسكي لاب» أيضاً تحديث منصتها الرقميّة المختصة بمكافحة الهجمات الموجهة Kaspersky Anti Targeted Attack Platform، التي تكون في طور التجهيز كي تضرب شركات ومؤسّسات بصورة محدّدة. وتعتبر المنصّة حلاً ذكيّاً يدمج بين المعادلات الرياضيّة المستعملة في رفع الذكاء الاصطناعي للحواسيب بما يجعلها قادرة على التعلّم من الخبرات التي تمر بها في مكافحة الهجمات الموجّهة من ناحية، والمعلومات التي تقدّمها المؤسّسات الاستخباراتية بشأن التهديدات الفعليّة التي تطاول العوالم الافتراضيّة للشبكات العالميّة. وكذلك تتميّز المنصة بقدرتها على التكيّف مع البنى التحتيّة الإلكترونيّة للمؤسسات والدول، ما يزيد فعاليّتها في الكشف عن الهجمات الأكثر تطوراً وإضراراً، حتى قبل وصول الهجمات إلى مرحلة اكتمالها! وفي المؤتمر، كشف النقاب عن إحصاءات أعدّتها «شبكة كاسبرسكي للأمن» خلال الفصل الأول من العام 2017. وتبيّن أن الجزائر تحتضن العدد الأكبر من المستخدمين (66.5 في المئة) المتضررين من التهديدات المحليّة، إذ تنتشر تلك التهديدات عبر أدوات الـ «يو أس بي» المستعملة في تخزين المواد الرقميّة المختلفة. وتلتها المغرب (59 في المئة) وتونس (57.9 في المئة) ومصر (52.8 في المئة)، مع تعريض المستخدمين في تلك البلدان لأضرار شتى بأثر من ذلك. وفي الخليج العربي، تصدرت سلطنة عُمان القائمة (54.6 في المئة) والسعودية (53.1 في المئة) وقطر (49.8 في المئة). وتناول المؤتمر «برامج الفدية» («رانسوم مالوير» Ransom Malware) وهي نوع خبيث من البرامج شاع كثيراً بين قراصنة الإنترنت في الآونة الأخيرة. إذ يتسلّل إلى حواسيب الجمهور متنكراً على هيئة رسالة بريد إلكتروني عاديّة ويكون مخبّأً فيها، ويعمل على السيطرة على الحاسوب، ثم يرسل إشارة بأنه أنجز تلك المهمة، فيستخدم في سحب مواد متنوّعة وحسّاسة من الكومبيوتر، كالمعلومات الشخصيّة والصور وأشرطة الفيديو وقوائم البريد الإلكتروني وغيرها. وعندها، يرسل القرصان الإلكتروني رسالة صريحة إلى صاحب الكومبيوتر، يهدّده بنشر معلومات حسّاسة عنه أو ضرب الكومبيوتر ومسح ما يحتويه من معلومات، مُطالباً بأموال لقاء امتناعه عن تنفيذ تهديداته. وارتفع عدد التنبيهات التي تحذر من هجمات برمجية الفدية الخبيثة في الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة. ويتوقع خبراء «كاسبرسكي لاب» أن تواصل التهديـــدات المتّصلة بـ «برنامج الفدية» نموّها بسبب انتشار البـــرنامج بيـــن أوساط مجرمي الإنترنت. وفــــي منحى متصل، رصدت «شبكة كاسبرسكي للأمن» تضـــاعف أعداداً من الهجمات التي تستعمل برامج خبيثة من نوع «حصان طروادة» Trojan Horse، خصوصاً تلك التي تستهدف المصارف والمؤسّسات الماليّة، بالمقارنة مع ما كانه الحال في 2016. ويشبه «حصان طـــروادة» نظــــيره «برنامج الفدية» في طــــرق تسلّله إلى الكومبيوتر، لكنه يعمل مباشرة علـــى تنفيذ المهمات المنوطة به، كمسح المعلومات عن القرص الصلب، أو ضرب برامج معينة فيه، أو فتح باب لدخول المجرم الذي أرسله وغيرها.

مشاركة :