أعلنت وزارة الهجرة العراقية أن حوالى نصف مليون شخص نزحوا من غرب الموصل بسبب العمليات العسكرية الجارية لتحريره، فيما أعلنت منظمة الأمم المتحدة عودة نحو 32 ألفاً إلى المناطق التي تمت استعادتها من سيطرة «داعش»، في ظل انتقادات حادة إلى خطط الحملة العسكرية لاستعادة المدينة، لافتة إلى أن «القوة النارية المفرطة»، ومحاصرة مقاتلي «داعش» داخل مناطق مأهولة وراء الخسائر الكبيرة وسط المدنيين. وتواجه قوات الأمن صعوبات في المعركة التي دخلت شهرها السابع. وقال وزير الهجرة جاسم محمد الجاف في بيان إن «عدد النازحين من غرب الموصل تجاوز 434 ألفاً منذ بدء العمليات لتحريره»، مؤكداً أن «معدل النزوح اليومي وصل في بعض الأيام إلى 6 أو 7 آلاف، وفي أيام أخرى إلى 14 ألفاً». وأضاف أن «عدد المدنيين الذين ما زالوا داخل مناطق داعش في حدود الـ300 ألف». إلى ذلك، أعلن الناطق باسم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ستيفان دوغريك أن عدد النازحين من غرب المدينة بلغ 435 ألفاً، منذ بدء العمليات، في 19 شباط (فبراير) الماضي». وأوضح، خلال مؤتمر صحافي في مقر المنظمة الدولية في نيويورك أن «أكثر من 403 آلاف نزحوا من الشطر الغربي فيما تمكن حوالى 32 ألفاً من العودة إلى المناطق التي تمت استعادتها». وأضاف «يواجه الذين ما زالوا في المناطق الخاضعة للتنظيم نقصاً شديداً في كل السلع تقريباً، إذ تم قطع الإمدادات عن هذه المناطق، منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وظهرت حالات سوء تغذية حادة بين الرضع الذين يفرون مع عائلاتهم». يذكر أن قوات الأمن، بالتنسيق مع الوزارات المعنية تمكنت من إجلاء آلاف المدنيين إلى مخيمات، ووفرت لهم المستلزمات الضرورية. وجاء في بيان للنجيفي أنه «استقبل السفير الأسترالي لدى العراق كريستوفر لانك مان، وبحثا في معركة تحرير الموصل، ودعم كانبرا، والانتخابات، والوضع في كركوك وإقليم كردستان، ما بعد داعش، ووثيقة التسوية الوطنية». وأشاد بـ «الجهود البطولية للقوات المسلحة في تحرير الموصل»، لكنه انتقد «استخدام بعض الأجهزة القوة النارية المفرطة، ما يسفر عن خسائر في صفوف المدنيين الأبرياء الذين سبق وطلب منهم البقاء في بيوتهم». كما انتقد «غلق كل المنافذ في وجه الإرهابيين، ما دفعهم إلى اليأس واستخدام المدنيين غطاء، والتعامل معهم بقسوة»، وزاد «كان يمكن اصطياد الإرهابيين عبر منفذ مسيطر عليه والقضاء عليهم في مناطق مكشوفة من دون تحميل المدنيين ويلات القتال بين البيوت». ودعا أستراليا إلى «تقديم المزيد من الدعم للعراق لمواجهة ظروف الحرب وما خلفه داعش المجرم»، موضحاً أن «جهود إعادة الحياة إلى الساحل الأيسر للموصل أمامها صعوبات، منها عدم قدرة الحكومة المحلية على التعامل مع مهمة كبيرة، فضلاً عن نقص الإمكانات، لذلك يحتاج الأمر إلى وقت وداعمين من المجتمع الدولي». وتابع: «إنني مع احترام موعد الانتخابات التشريعية في وقتها المحدد ودمجها مع انتخابات مجالس المحافظات»، مشدداً على أن «مرحلة ما بعد داعش تتطلب حلولاً سياسية غائبة، وبناء إجراءات الثقة، في شكل يحقق التساوي ومبدأ المواطنة». إلى ذلك، أكد السفير الأسترالي أن بلاده «تقدم الدعم الجوي إلى العراق لمحاربة الإرهاب، وتدرب الشرطة»، لافتاً إلى أنه «تم تخصيص 110 ملايين دولار، تصرف على مدى ثلاث سنوات، لدعم إعمار ما دمره داعش». وتتقدم القوات العراقية بحذر نحو آخر 10 أحياء يسيطر عليها «داعش» غرب الموصل، يقطن فيها ربع مليون مدني محاصرون في منازل متهالكة وازقة ضيقة في المدينة القديمة حيث جامع النوري الكبير ومنارة الحدباء التي يستميت «داعش» في الدفاع عنها لرمزيتها الكبيرة. وعلى عكس المعارك السابقة التي خاضتها قوات الأمن ضد داعش في صلاح الدين والأنبار، إذ تضمنت الخطط فتح ثلاث جبهات وإبقاء منفذ لهروب الإرهابيين، ولكن في الموصل أطبقت القوات على «داعش»، ما جعله يستميت في القتال ويستخدم المدنيين دروعاً بشرية. وأعلن قائد الحملة لاستعادة الموصل الفريق عبد الأمير رشيد يارالله في بيان أمس، أن «قوات مكافحة الإرهاب حررت منطقة الصناعة الشمالية في الساحل الأيمن، ورفعت العلم الوطني فيها بعد تكبيد العدو خسائر في الأرواح والمعدات». وأفادت وزارة الدفاع في بيان أمس بأن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة حررت قريتي مشيرفة ومشروع الماء، وسيطرت على مدخل منطقة حاوي الكنيسة، وحققت «التماس مع قطعات جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية».
مشاركة :