البرازيل: الرئيس السابق لولا دا سيلفا أمام القضاء في تهم فساد

  • 5/10/2017
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

تسود أجواء التوتر البرازيل اليوم الأربعاء قبيل مثول الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا داسيلفا أمام القضاء بسبب تهم فساد متعلقة بفضيحة "بتروبراس" التي كانت قد أدت إلى إقالة خليفته الرئيسة ديلما روسيف. وذلك بسبب توقعات باحتشاد عشرات الآلاف من أنصاره في مدينة كوريتيبا التي ستنعقد فيها جلسة المحكمة. يمثل الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الأربعاء أمام قاضي مكافحة الفساد سيرجيو مورو في جلسة يتوقع أن يسودها التوتر الشديد داخل المحكمة وخارجها. ويعول أحد أهم رموز اليسار في أمريكا اللاتينية على دعم الآلاف من مناصريه الذين تدفقوا طوال نهار الثلاثاء إلى كوريتيبا، المدينة الواقعة في جنوب البرازيل والتي ستعقد فيها الجلسة عند الساعة 14:00 (17:00 ت غ). وقد تمركز عشرات منهم في الموقع في خيام نصبت على جانبي الطريق. واتخذت السلطات إجراءات أمنية مشددة عبر إغلاق حي المحكمة لتجنب مواجهات بين الناشطين المؤيدين للولا والمعارضين له. يخضع لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (71 عاما) لخمسة إجراءات قضائية على صلة بهذه الشبكة التي تنسقها شركات بناء، للتلاعب بصورة منهجية بالصفقات العامة، ولا سيما صفقات شركة "بتروبراس" العملاقة الحكومية للنفط. وسيتوجه الرئيس الأسبق للدولة إلى المحكمة الأربعاء للرد على التهم الموجهة إليه والتي تفيد بأنه قبض رشوة هي كناية عن شقة من ثلاثة طوابق في منتجع غواروخا البحري في ولاية ساو باولو (جنوب شرق). ويقول المدعون العامون إن لولا دا سيلفا استفاد من امتيازات سخية بقيمة 3،7 ملايين ريال (1،16 مليون دولار)، قدمتها شركة "أو آ إس" للبناء المتورطة في فضيحة "بتروبراس". ومن المتوقع صدور الحكم في غضون 45 إلى 60 يوما. وإذا ما ثبتت عليه التهمة وتأكد القرار في الاستئناف، فقد يحكم على لولا بالسجن ولن يستطيع الترشح في الانتخابات الرئاسية في 2018. وعلى رغم هذه المسائل القضائية، فهو يتصدر نوايا التصويت، مع أنه يثير مستوى مرتفعا من الرفض أيضا. مطالبة بالشفافية وينفي العامل السابق في قطاع التعدين الاتهامات جملة وتفصيلا، ويعول على حضور أعداد كبيرة من مناصريه وإعطاء طابع سياسي لاستجوابه الذي يحاول القاضي الشاب (44 عاما) أن يقدمه على أنه "إجراء عادي" بلا جدوى. وفي هذا الإطار، أمر القضاء البرازيلي مساء الثلاثاء بتعليق نشاطات "معهد لولا"، المؤسسة الواقعة في ساو باولو (جنوب شرق) التي تمثل رئيس الدولة السابق، لأنه استقبل على ما يبدو لقاءات بهدف ارتكاب جنح. وقد وجه القاضي مورو الذي يتمتع بشعبية كبيرة في البرازيل مساء السبت على موقع "فيس بوك" دعوة إلى الهدوء، طالبا ألا يتوجه مؤيدو أو معارضو لولا إلى كوريتيبا. وقال "نريد أن نتجنب أي نوع من أنواع الفوضى والمواجهات، ولا أريد أن يصاب أحد. لا تأتوا، ليس ضروريا أن تأتوا، دعوا القضاء يقوم بعمله". ويتوقع أن تكون تظاهرات مؤيدي لولا سلمية. وغادرت حوالي مئة حافلة ساو باولو العاصمة الاقتصادية للبلاد، بحسب ما ذكرت "جبهة البرازيل الحرة" التي تنسق التحركات الاجتماعية لرئيس السابق. وقالت جو بورتيلو (54 عاما) التي تعمل في مصرف وقدمت من ريو دي جانيرو "جئنا لأن هذه القضية ضد لولا مخالفة لقواعد القضاء البرازيلي". وأضافت "يجب أن نظهر أن الشعب متنبه. نطالب بالعدالة والشفافية". طموحات رئاسية وتشكل هذه الجلسة أول مواجهة بين لولا وسيرجيو مورو، مع أن الرجلين تواجها عن بعد مرارا في السابق. وينتظر وصول شخصيات يسارية كبيرة إلى كوريتيبا أيضا بينها الرئيسة السابقة ديلما روسيف (2011-2016) التي أقليت العام الماضي بتهمة التلاعب بالحسابات العامة. والرهان كبير إذ أن إدانة لولا يمكن أن تخنق في المهد أي طموح له بعودته إلى السلطة التي تولى رئاستها من 2003 إلى 2010. وكان لولا قد صرح مساء الجمعة خلال مؤتمر لحزب العمال "منذ سنتين أقرأ في الصحف أنه سيتم توقيفي". وأضاف "من مصلحتهم أن يوقفوني عما قريب، وإلا فأنا من سيسعى على الأرجح إلى توقيفهم بسبب الأكاذيب التي يروجونها". من جهته، قال أولو بيمنتا النائب عن حزب العمال لوكالة الأنباء الفرنسية إن "التحقيقات تستهدفه منذ ثلاث سنوات، وحياته وحياة أفراد عائلته تتعرض للانتقاد. سيتمكن للمرة الأولى من التعبير عن رأيه، وسيصغون إليه".   فرانس24/ أ ف ب   نشرت في : 10/05/2017

مشاركة :