ارتفاع عدد السائحين القادمين إلى اليابان في السنوات الأخيرة من دول إسلامية، وتحديدًا من جنوب شرق آسيا، دفع المواطن شبجبرو ياماشيتا إلى إنشاء أول فندق إسلامي في البلاد.الفندق يحمل اسم "الشريعة" ، ويقع في مدينة "يامان ساهي" بجزيرة هونشو جنوبي البلاد قرب الجبل الأشهر "فوجي" وبحيرة "كاواغوشيكو"، اللذين يعدان من أهم المقاصد السياحية للزائرين الأجانب.اُفتتح فندق "الشريعة" عام 2016 قرب بحيرة "كاواغوشيكر"، ويوفر لزائريه جميع الخدمات التي قد يحتاجها أي مسلم من حيث الطعام الحلال، وأماكن الصلاة والترفيه. بمجرد دخول الزائر المسلم إلى هذا الفندق الإسلامي سيجد اتجاه القبلة واضحًا أمامه، كما أن الطعام الحلال متوفر بتكلفة للوجبات الرئيسية، لاتزيد عن دولار أمريكي، عكس الشائع في اليابان حيث تندر الأطعمة الحلال. وبحسب الموقع الخاص بذلك الفندق، لايتم تقديم الكحول ولا السماح بدخولها إلى الفندق. من جهته، أرجع شبجبرو ياماشيتا، مالك الفندق، أسباب إقدامه على تأسيس هذا المشروع إلى رغبته الشخصية في جعل السائح المسلم أكثر ارتياحًا عندما يزور اليابان، ويخوض تجربة الاستمتاع بمنطقة جبل فوجي. وفي تصريحات لجريدة "زيس ويك إن آسيا" الصينية، أكد ياماشيتا أن جميع وجبات الطعام التي يتم تقديمها مستوحاه من المطبخ الياباني، لكنها مصنوعة باستخدام المكونات الغذائية الملاءمة للمسلمين. وتابع: "مشروعنا مازال صغير وفي بدايته، إذ استقبلنا 300 سائح مسلم حتى الآن ومنذ أن انطلقنا العام الماضي، لكني أعتقد أن السائحين المسلمين سيتدفقون على اليابان بكثرة خلال السنوات المقبلة." وزار اليابان خلال العام 2016، 24 مليون و39 ألف زائر، شكل المسلمين منهم قرابة 271 ألف أغلبهم من أندونيسيا وماليزيا، وفق إحصاء لمركز أبحاث السياحة اليابانية "جي تي بي". وفي السياق، أشارت صحيفة "ساوث شاينا مورنينغ بوست" إلى أن التوجه لتلبية احتياجات المسلمين في اليابان تصاعد منذ العام 2014. وذكرت الصحيفة الصينية الأسبوع الماضي، أنه في العام 2014 تم افتتاح غرفة صلاة للمسلمين في حديقة "شيسوي" بولاية شيبا جنوب شرقي العاصمة طوكيو. ولفتت أن جامعة "صوفيا" بالعاصمة اليابانية والتي استقبلت 50 طالب مسلم، افتتحت أيضًا مؤخرًا مطعمًا خاص بالمسلمين؛ حيث يتم تقديم وجبات الطعام الحلال، ويحظر فيها تناول الكحول. جدبر بالذكر أن قرابة 70 ألف مسلم يعيشون في اليابان، 10 بالمئة منهم فقط يعودون إلى أصول يابانية. ويشكل المسلمون اليابانيون نسبة 0.05 بالمئة من إجمالي عدد سكان البلاد الذين يبلغ عددهم حوالي 126 مليون نسمة، وفق تقدير رسمي.علاقة اليابان بالدين الإسلامي نمت عبر عدة مراحل، بدأت في القرن الرابع عشر بفضل حركة التجارة المتبادلة بين عدد من الدول العربية وهذه الدولة الآسيوية.ثم تطورت العلاقة بدءًا من أواخر العام 1870 عندما ترجمت سيرة النبي محمد من العربية إلى اليابانية، وهو ماعزز من وصول الدين الإسلامي وانتشاره بين الشعب الياباني.وأوائل القرن العشرين كانت المرحلة الأكثر ثراءًا من حيث العلاقة بين اليابان والإسلام، حينها هرب مئات التتار المسلمين من وسط آسيا من التوسع الروسي وقاصدين اليابان حيث استقروا في عدة مدن رئيسية وشكلوا مجتمعات صغيرة. بفضل هذه التجمعات المسلمة تعرف بعض اليابانيين عن قرب على الدين الإسلامي، واختار بعضهم التحول إلى الإسلام. وخلال القرن الجاري، أدى تضاعف عدد العمال الباكستانيين والقادمين من بنغلاديش في اليابان إلى تصاعد التوجه الإسلامي في بعض المجتمعات اليابانية. وفق تقرير للمنظمة الدولية للهجرة، وصل عدد العمال الأجانب في اليابان خلال السنوات العشرين الماضية، إلى أكثر من مليوني شخص بنهاية عام 2011. ـ 28 مسجدًا منذ عام 1935 بحلول العام الحالي، يكون قد تم إنشاء 28 مسجدًا في مناطق يابانية عدة، كان أولها مسجد "القبة" الذي تم بنائه عام 1935 بالتعاون بين جهات يابانية وأخرى هندية من التتار المسلمين.ورغم أهمية المسجد السابق، لكن يعد مسجد "طوكيو" المسجد الأبرز في اليابان، لكونه أول مسجد يتم بنائه في العاصمة طوكيو.وأسس مسجد "طوكيو" لاجئون من التتار الهاربين من الثورة الروسية التي نتج عنها مجموعة اضطرابات عام 1917.وفي عام 1983 تولت رئاسة الشؤون الدينية التركية عمليات ترميم ذلك المسجد، واستمرت حتى إعادة افتتاحه عام 2000.م.ا;
مشاركة :