لندن – يدرس حلف شمال الأطلسي (الناتو) طلبا من السلطات العسكرية بالحلف لإرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان وسيتخذ قراره بشأن حجم ونطاق المهمة خلال بضعة أسابيع، وفق ما أعلن الأربعاء أمينه العام ينس ستولتنبرغ من لندن. ويعكس الطلب الذي قال ستولتنبرغ إنه يتعلق بإرسال نحو بضعة آلاف جندي إضافي، قلق الغرب من تدهور الوضع الأمني في أفغانستان ومن مكاسب حركة طالبان على الأرض وزيادة عدد القتلى والمصابين من العسكريين والمدنيين. وقال الأمين العام لحلف الأطلسي بعد لقائه مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في مكتبها "نحن الآن ندرس هذا الطلب. سنتخذ قرارات بشأن حجم ونطاق المهمة خلال أسابيع لكن الأمر لا يتعلق بالعودة لعمليات قتالية في أفغانستان". ويبلغ عدد قوات الحلف في أفغانستان نحو 13450 فردا منهم 6900 جندي بالجيش الأميركي يدربون القوات المسلحة الأفغانية على تولي زمام الشؤون الدفاعية والأمنية في البلاد. وأكد ستولتنبرغ أن أي عدد إضافي من الجنود سيتم إرساله لن تكون له مهام قتالية، موضحا "ستظل العملية متعلقة بالتدريب والمساعدة وتقديم المشورة". وقال مسؤول في الحلف إن قرارا في هذا الشأن يمكن اتخاذه من جانب وزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف خلال شهر يونيو/حزيران. وأضاف أن اجتماع قمة زعماء الحلف في 25 مايو/أيار ربما يكون موعدا مبكرا للغاية. ويأتي اعلان ستولتنبرغ بعد أيام من هجمات دامية ومتتالية شنتها حركة طالبان في شمال أفغانستان تمكنت خلالها من السيطرة على عدة مناطق منها حي يقع خارج مدينة قندوز، مما يشير إلى تصاعد الصراع مجددا بعدما أعلن المتشددون الأسبوع الماضي بدء هجوم الربيع. وتواجه الحكومة الأفغانية صعوبات في مواجهة الحركة المتشددة التي تمكنت خلال السنوات القليلة الماضية من اعادة ترتيب صفوفها رغم انقسامات عميقة داخلها. ورفضت طالبان الانخراط في عملية سلام مستفيدة من ضعف الحكومة الأفغانية في الوقت الذي عاد فيه زعيم الحرب السابق قلب الدين حكمتيار إلى كابول وحظي باستقبال رسمي وشعبي. ودعا حكمتيار وهو من أمراء الحرب السابقين وزعيم الحزب الاسلامي ويلقب أيضا بـ"جزار كابول"، حركة طالبان إلى القاء السلاح، لكن الحركة تبدو مصرة على مواصلة القتال.
مشاركة :