دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأربعاء (10 مايو/ أيار 2017) عن قراره عزل جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.أي) وتصدى لعاصفة من الانتقادات له بأن عزل كومي كان يهدف لتقويض تحقيق المكتب في احتمال تواطؤ حملة ترامب الرئاسية مع روسيا للتأثير على الانتخابات في 2016. وأثار تحرك الرئيس الجمهوري المفاجئ أمس الثلثاء صدمة في واشنطن وسرعان ما ندد به الديمقراطيون وبعض الجمهوريين. وكتب ترامب في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر "كومي فقد ثقة كل شخص تقريبا في واشنطن سواء كان جمهوريا أو ديمقراطيا... عندما تهدأ الأمور سيشكروني". وقالت إدارة ترامب أمس الثلثاء إن عزل كومي كان بسبب إدارته لتحقيق مكتب التحقيقات الاتحادي خلال عام الانتخابات في استخدام المرشحة الديمقراطية آنذاك هيلاري كلينتون لخادم بريدها الإلكتروني الخاص عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية. ورغم أن كثيرا من الديمقراطيين انتقدوا إدارة كومي للتحقيق بشأن كلينتون فقد عبروا عن قلقهم من توقيت عزله في ظل حقيقة أن ترامب كان بوسعه أن يتحرك في وقت مبكر عن ذلك بعد توليه منصبه في يناير كانون الثاني بالإضافة لتوجيهه انتقادات متكررة لتحقيقات (إف.بي.أي) والكونجرس في تورط روسيا في الانتخابات. وقارن بعض الديمقراطيين بين هذا التحرك و "مذبحة ليل السبت" في عام 1973 عندما عزل الرئيس ريتشارد نيكسون مدعيا خاصا مستقلا كان يحقق في فضيحة ووترجيت. وردت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي بالنفي عندما سئلت عما إذا كان عزل كومي مرتبطا بإدارته للتحقيق الروسي. وقالت لشبكة (إم.إس.إن.بي.سي) في مقابلة "بصراحة إذا استمر هذا(التحقيق) فسيستمر بوجود جيم كومي أو عدمه". لكن الديمقراطيين رفعوا أصواتهم المطالبة بتحقيق مستقل بشأن دور موسكو في الانتخابات. وقال السناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال لشبكة (سي.إن.إن) "هناك أزمة دستورية خطيرة للغاية تلوح في الأفق". وفي رسالة على تويتر اليوم الأربعاء قال ترامب "الديمقراطيون استخدموا بعضا من أقسى العبارات بحق جيمس كومي بما في ذلك حقيقة أنه ينبغي عزله لكنهم الآن يتظاهرون بالحزن". كما سخر من بلومنثال قائلا إن تصريحاته بشأن كومي "دعابة " وأشار بشكل غير مباشر إلى جدل مستمر منذ أعوام بشأن أداء السناتور للخدمة العسكرية خلال فترة حرب فيتنام. وعبر بعض الجمهوريين أيضا عن قلقهم من توقيت عزل كومي وعلى رأسهم السناتور ريتشارد بور رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ وهي واحدة من عدة لجان بالكونجرس تحقق في تدخل روسيا خلال الانتخابات واحتمال التواطؤ مع فريق حملة ترامب. وخلصت وكالات مخابرات أميركية في تقرير صدر في يناير/ كانون الثاني إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بتحركات لتعطيل انتخابات 2016 تتضمن اختراق حسابات البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي وتسريبها بهدف مساعدة ترامب. ونفت روسيا مرارا التدخل في الانتخابات وتنفي إدارة ترامب مزاعم التواطؤ مع روسيا. جاء عزل كومي فيما يزور وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف واشنطن هذا الأسبوع لإجراء اجتماعات رفيعة المستوى بينها اجتماع مع ترامب في البيت الأبيض في وقت لاحق اليوم فيما سيكون أرفع اتصال بين ترامب والحكومة الروسية منذ توليه منصبه. وقال البيت الأبيض إن من المقرر أن يجتمع ترامب ولافروف الساعة العاشرة والنصف صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1430 بتوقيت جرينتش). ورد لافروف عندما سأله صحفيون في وزارة الخارجية الأميركية قبل اجتماع مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون إن كان عزل كومي سيلقي بظلاله على المحادثات قائلا بنبرة ساخرة "هل عُزل؟ لا بد أنكم تمزحون". وقال الكرملين اليوم الأربعاء إنه يأمل ألا يؤثر عزل كومي على علاقات موسكو مع واشنطن وعبر عن الاعتقاد بأن عزل كومي لا صلة له بروسيا. وتولى أندرو مكابي نائب كومي منصب القائم بأعمال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي فيما يبحث البيت الأبيض عن مدير دائم جديد. وكتب ترامب في تغريدة على تويتر "سيحل محل جيمس كومي شخص سيؤدي عملا أفضل كثيرا وسيعيد روح وهيبة مكتب التحقيقات الاتحادي". وقال خبراء قانونيون إن عزل ترامب لكومي لا يعني أن التحقيق الروسي سيتعطل أو سيُغلق لأن العاملين القدامى في مكتب التحقيقات بإمكانهم مواصلة التحقيق حتى مع بدء البحث عن مدير جديد.
مشاركة :