"قرار إقالة كومي سيلاحق ترامب"، هذا ما جاء في تعليق نادر لصحيفة ألمانية رصينة حول عزل مدير مكتب الـ "FBI". الصحيفة ربطت بين الإقالة وبين تحقيقات المكتب حول دور روسي محتمل في انتخابات الرئاسة الأميركية. قالت صحيفة" فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الألمانية الرصينة، معلقة على قرار إقالة الرئيس الأمريكي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي: "ليس هناك شك في أن سلطة الرئيس تسمح له أيضا بإقالة مدير مكتب التحقيقات الاتحادي، ولا شك في أن القرار يقع ضمن الصلاحيات المخولة للرئيس، ولكن هذا القرار سيلاحق ترامب". وبررت الصحيفة الصادرة في عددها الصادر غدا الخميس (11 أيار/ مايو 2017) ذلك بأن "توقيت الإقالة له أهمية، وهناك شبهة تَسَتُر ملحة جدا بعد كل ما صدر عن ترامب بهذا الشأن، فهناك على أي حال لجنتان للكونغرس تحققان في أي علاقة محتملة لترامب بروسيا". ورأت الصحيفة أن "إقالة كومي جاءت وكأنها دعوة لتوسيع التحقيقات أكثر مما كانت عليه"، وقالت إن المعارضة الأمريكية "ستستمر في الإلحاح على الجمهوريين بمطلب تعيين محقق خاص" وأنها ستعتمد على إقالة كومي كدليل على طريقة المركزية الذاتية التي يعتمد عليها ترامب في ممارسة منصبه كرئيس.. ودليل على أنه يتصرف في البيت الأبيض كما كان يفعل من قبل في برنامجه". من جانبها، علقت صحيفة "لانديزتسايتونغ" الألمانية على إقالة لجيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الاتحادي، قائلة في عددها الصادر غدا الخميس إنه بانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، فإن أمريكا "انحرفت للديمقراطية القائمة على المزاج العام للناخبين". ورأت الصحيفة أن ترامب "بدأ الآن تفريغ نظام المراقبة والتوازن" الذي أثبت نجاحه على مدى قرون، وقالت إن ترامب أقال كومي "لأنه كشف حقيقة رئيسه ككذاب في الفضيحة المفترضة بشأن التنصت المزعوم على ترامب من قبل إدارة (الرئيس الأمريكي السابق باراك) أوباما ولأن تحقيقاته بشأن اتصالات ترامب بروسيا وصلت على ما يبدو لنقطة موجعة". ورأت الصحيفة أن قرار إقالة كومي، الذي أصدره ترامب "يتماشى بشكل نموذجي مع أسلوب القيادة الاستبدادي المتبع في شرق أوروبا"، وقالت إن الأمل معلق الآن على الصحافة لمعالجة أوجه القصور في النظام الأمريكي كما فعلت من قبل مع الرئيس ريتشارد نيكسون، الذي كان يرى أن انتهاكات القانون لا يمكن أن تكون غير مشروعة إذا صدرت عن رئيس أمريكي. في غضون ذلك نفى نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس بأن يكون لقرار ترامب إقالة كومي أي علاقة بالتحقيقات الجارية حول دور روسي محتمل في انتخابات الرئاسة الأميركية. وشدد بينس على أن عزل كومي يستند إلى ضرورة استعادة الثقة في الوكالة. وأقال ترامب أمس الثلاثاء بشكل غير متوقع مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) جيمس كومي، الذي كان يقود تحقيقا بشأن تواطؤ محتمل بين فريق الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي وروسيا. وقال ترامب في بيان صحفي أنه تم إنهاء عمل كومي بناء على "توصيات واضحة" من النائب العام (وزير العدل) جيف سيشنز ونائب النائب العام رود روزنشتاين. وفى وقت سابق أمس الثلاثاء أبلغ مكتب التحقيقات الاتحادي الكونغرس بأن كومي أخطأ النتائج الرئيسية التي اشتملت عليها التحقيقات ذات الصلة بقضية البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون خلال شهادة الأسبوع الماضي. غير أن الخطوة أثارت اتهامات فورية بالتدخل السياسي في التحقيق الروسي، وأعرب الجمهوريون والديمقراطيون على السواء عن انزعاجهم. أ.ح/ح.ع.ح (د ب أ)
مشاركة :